تجاوز عدد مرتادي دور العرض السينمائية في فرنسا خلال العام الفائت المئتي مليون محققاً بذلك رقماً قياسياً لم يتم التوصل إليه منذ أكثر من ربع قرن. وأشارت آخر التقديرات التي نشرها المركز الوطني للسينما، إلى أن عدد مشاهدي الفن السابع في الصالات الفرنسية قد ازداد بمعدل قدره 5،7 في المئة العام الماضي مقارنة بالعام الذي سبقه، متجاوزاً المعدل الوسطي العام للسنوات العشر الأخيرة. وجاءت أفلام نالت نجاحاً كبيراً في النصف الثاني من العام لتعوض انخفاض التردد في النصف الأول، لكن الزيادة بلغت أوجها في تموز (يوليو)، وهو الشهر الذي تبدأ فيه الأفلام التي عرضت في مهرجان كان بالنزول إلى دور العرض في كل المدن الفرنسية. وتبين من الأرقام المعلن عنها أن زيادة عدد مرتادي السينما في باريس ومنطقتها توازي وحدها الزيادة في بقية المناطق الفرنسية وأن الصالات الكبرى هي المستفيد الأول منها على حساب الصالات المتوسطة والصغيرة التي تعاني من وضع هش يسعى المركز الوطني للسينما لجعله أقل هشاشة. في مقابل ذلك انخفضت حصة الفيلم الفرنسي في السوق مقارنة بعام 2008 الذي كان استثنائياً للسينما الفرنسية، ووصلت إلى 37 في المئة بعد أن كانت 45، وعاد الفيلم الأميركي ليتصدر المركز الأول في السوق الفرنسية لتقارب حصته الخمسين في المئة، وليحقق إضافة لذلك أفضل نسبة مشاهدة منذ العام ألفين. وانخفضت بالتالي نسبة مشاهدة الفيلم الفرنسي بنسبة 13.5 في المئة لكنها ظلت مع هذا أعلى من المعدل العام للسنوات العشر ألأخيرة. أما الأفلام العشرة الأوائل التي استقطبت أعلى نسبة من المشاهدين، فثلاثة منها كانت أفلاماً فرنسية وفيلم واحد بريطاني. وستة أميركية. وحل الفيلم الفرنسي «نيكولا الصغير» لرولان تيرارد المأخوذ عن سلسلة قصصية للأطفال لغوسيني (مؤلف القصص المصورة الشهيرة استريكس) في المركز الرابع بين الأفلام الأكثر نجاحاً خلال العام الفائت بعد «آفاتار» (خلال 4 أسابيع عرض فقط) و «عصر الجليد 3» الأميركيين و «هاري بوتر 6» البريطاني، كما حل فيلمان فرنسيان «آرثر وانتقام مالتازار» للوك بيسون، و «ل أو ل» لليزا أزولو في المركزين الثامن والتاسع على التوالي. واعتبرت الأرقام إشارة إلى «العافية» الجيدة نسبياً التي تمتعت بها السينما الفرنسية خلال ذلك العام الصعب، حيث برهن الإنتاج السينمائي الفرنسي على قدرته على المقاومة على رغم الأزمة الاقتصادية، وأنتج مئتي وثلاثين فيلماً، منها مئة وثمانين فيلماً فرنسياً محققاً بهذا انخفاضاً طفيفاً قياساً إلى عام 2008. وذكر تقرير المركز الوطني للسينما أن عام 2009 كان قياسياً أيضاً في نسبة إنتاج الفيلم الأول والثاني.