اتهم حاكم إقليم بلوشستان الباكستاني نواب أسلم رئيساني الأميركيين وغيرهم بالعبث في أمن الإقليم واستقرار الإقليم، «ما يجعله نقطة ساخنة في المرحلة المقبلة ويزيد حدة الصراع بين القوى الدولية والإقليمية والمحلية على ثروات الإقليم الأغنى بالثروات الطبيعية في باكستان والأفقر سكاناً بسبب الإهمال الرسمي من السلطات خلال أكثر من 60 سنة». وحول التهديدات الأميركية بقصف مدينة كويتا أو أماكن أخرى في إقليم بلوشستان بحجة وجود قادة حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» فيها، نفى رئيساني ل «الحياة» وجود الزعيم الروحي ل «طالبان» الملا محمد عمر أو قادة متشددين آخرين في الإقليم، لكنه أبدى تخوفه من التهديدات الأميركية «الجدية» بقصف مناطق في الإقليم. وفي شأن اتهام الحكومة الباكستانية الهند بالتورط في إقليم بلوشستان ودعمها جماعات مسلحة انفصالية فيه، وقال رئيساني: نعلم بوجود اضطرابات ومخاوف، لكننا لا نملك أدلة قاطعة على تورط الهند في الإقليم. وأشار الى ان جماعات العنف المسلح في الإقليم تتلقى تمويلاً ودعماً خارجياً، «كما ذهبت عناصر بلوشية إلى أفغانستان وجندتها قوى معادية لباكستان. وحول المطالب الأفغانية بإعطاء أفغانستان منفذاً بحرياً عبر إقليم بلوشستان، في مقابل اعتراف أفغانستان بخط حدود ديوراند بين البلدين كحدود دولية، رد رئيساني: «هذه أرض آبائنا، ولن نسمح لأي قوة خارجية بأن تأخذ شبراً واحداً منها. انها أرض شعب البلوش، ولن يحمها احد غيرنا ويسيطر عليها». في غضون ذلك (رويترز)، كررت باكستان دعواتها لوقف الغارات الجوية التي تشنها طائرات أميركية تعمل من دون طيار في أراضيها، ما قد يؤدي إلى تأزم العلاقات بين الدوليتن. وتلاحق وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية متشددين إسلاميين بعد واحدة من أدمى الهجمات التي تتعرض لها الوكالة في تاريخها بأفغانستان المجاورة. وقال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني لدى استقباله أعضاء في الكونغرس الأميركي: «حكومتي مستاءة من استمرار هجمات الطائرات الأميركية، وإحجام الولاياتالمتحدة المستمر عن تبادل تكنولوجيا هذه الطائرات مع باكستان كي تستطيع مهاجمة مراكز الإرهاب في مناطقها الحدودية بنفسها». ويقول مسؤولون أميركيون إن الهجمات تنفذ بموجب اتفاق مع إسلام آباد التي يرجح أن تتعرض لمزيد من الضغوط الأميركية للمساعدة في محاربة الجماعات المتشددة، بعد التفجير الانتحاري الذي قتل فيه ثمانية من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في مدينة خوست الأفغانية المحاذية للحدود مع باكستان نهاية العام الماضي. وأعلن جناح القاعدة في أفغانستان مسؤوليته عن التفجير الانتحاري، وقال إنه «نفذ للثأر لمقتل قادة متشددين، وبينهم بيت الله محسود زعيم حركة طالبان باكستان في غارة جوية أميركية الصيف الماضي». وفي أعقاب لقاء وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي نظيره البريطاني ديفيد ميليباند اليوم في إسلام آباد امس، اتفق المسؤولان على تحفيز العلاقات الثنائية بين بلديهما والدفع بالعلاقات التجارية الباكستانية - البريطانية قدُماً، فيما ربط ميليباند الاستقرار بباكستان بالسلام في أفغانستان. ورحب قريشي بمضمون المحادثات التي أجريت في شأن المؤتمر الدولي الخاص بأفغانستان الذي ستستضيفه لندن نهاية الشهر الجاري، وقال: «ستواصل باكستان تعاونها مع قوى السلام والاستقرار العالمية، علماً اننا نفذنا عملية عسكرية ناجحة ضد المسلحين في إقليمجنوب وزيرستان القبلي (شمال غرب)». واعتبر ميليباند أن باكستان تلعب دوراً مهماً في استقرار أفغانستان، مشدداً على أن بلاده تحترم سيادة باكستانية، لافتاً إلى أن التناغم بين الإجراءات التي تتخذها إسلام آباد في حربها ضد «الإرهاب» وتلك التي ستتخذ لاحقاً سيكون له دور مهم في المنطقة. وكان ميليباند وصل اليوم إلى إسلام آباد في زيارة رسمية تستمر يومين تهدف إلى بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.