نصح الخبير في شؤون المياة والبيئة المهندس محمد بخاري أمانة مدينة جدة بعدم الاتجاه إلى بناء سدود ترابية لحجز مياه بحيرة الصرف الصحي في شرق جدة (المسك)، كونها بحسب وصفه «مضيعة للوقت».وقال بخاري ل«الحياة»: «السد الترابي لن يصمد في وجه مياه السيول كثيراً، خصوصاً وأن البحيرة تقع على مجرى وادي عصلان»، مضيفاً أن ما يتم حالياً هو عملية «ترقيع هدفها طمأنة سكان الأحياء الشرقية من جدة المجاورة للبحيرة والتخفيف عنهم من الناحية النفسية». وتأتي آراء بخاري في الوقت الذي لا تزال أمانة محافظة جدة ولليوم الثاني على التوالي تعمل في إنشاء سد ترابي ثالث، يقع في المسافة بين حي السامر وبحيرة الصرف الصحي، بهدف حماية أحياء شرق الخط السريع من أية أخطار محتملة، في ظل مخاوف سكان تلك الأحياء من انهيار البحيرة والشائعات التي ترددت في هذا الشأن. ويرى الخبير في الشؤون البيئية أن الحل الأمثل هو تخفيف حجم البحيرة في الوقت الراهن من خلال فتح قنوات تصريف لمياهها من الناحية الشرقيةالجنوبية. وقال: «توجد مساحات كبيرة من الأرض الفضاء المنخفضة من ناحية شرق جنوب البحيرة، ويمكن أن تحتوي على ما يتراوح بين 12 و 15 مليون طن من مياه البحيرة في حال أوجدت قنوات تصريف إليها». وأكد بخاري أن كميات الأمطار المتوقع هطولها وسرعتها أمر في علم الغيب، ما يفاقم مشكلة البحيرة في حال عدم تخفيف مياهها بشكل علمي ومدروس. وفي المقابل، أوضح وكيل أمين جدة للتعمير والمشاريع إبراهيم كتبخانه أن السد الثالث جاء بناءً على توجيهات أمين جدة بالعمل على تطمين أهالي جدة والأحياء القريبة من بحيرة الصرف الذين أبدوا قلقاً كبيراً خلال الأيام الماضية، بعدما ترددت شائعات عن احتمال انهيار السد الاحترازي للبحيرة، وعلى إثرها أخلي حي السامر (3) من قبل الدفاع المدني. وقال كتبخانه في بيان صحافي: «إننا في أمانة محافظة جدة ندرك أن الحدث جلل والمصاب كبير، وعلى رغم شعورنا العميق بالألم والأسى، إلا أنه لا سبيل أمامنا وليس لنا من اهتمام إلا بذل أقصى ما نستطيع من جهد لإزالة الأضرار التي خلفتها السيول، أو تقليلها إلى أدنى حد ممكن». وأضاف: «نفذنا مع عدد من الخبراء الجيولوجيين من جامعة الملك عبدالعزيز برفقة عدد من مسؤولي الأمانة جولة ميدانية لتحديد موقع السد الترابي الثالث بالقرب من حي السامر، وسيكون السد بطول 160 متراً، وعرض 25 متراً، وارتفاع ثلاثة أمتار، وسيتم إنشاء عدد من القنوات لتصريف المياه الواصلة له للقناة الشمالية». وأكد كتبخانه أنه سيتم الانتهاء من تنفيذ هذا السد خلال أسبوع بمشاركة أكثر من 50 معدة تابعة لشركة ابن لادن، تدعيماً وتطميناً لأهالي حي السامر، وتلافياً لحدوث آية أخطار محتملة في المستقبل. وأوضح أنه يجري كذلك عمل تدعيم للسد الترابي المجاور لبحيرة الصرف وزيادة ارتفاعه واستخدام مادة (جي تكست تيل) في السد الترابي الجديد وكذلك القديم وهي مادة تمنع التسرب وتحد من سحب التربة منسوب المياه خلف السد الاحترازي، حيث تعمل في السد الترابي القديم 70 معدة لزيادة ارتفاعه إلى 20 متراً بدلاً من 18 بطول 1700 متر وبعرض 20 متراً. وأشار إلى أنه من المقرر الانتهاء من عمل التدعيم بعد أسبوع تقريباً. وقال: «تتم كذلك متابعة السد الاحترازي أولاً بأول والعمل على خفض منسوب المياه فيه، إذ وصل يوم «سيل الأربعاء» إلى 15 متراً وانخفض أمس (أول من أمس) إلى 13.5 متراً، وتم تركيب 20 مضخة سعة كل منها ألفي متر مكعب في الساعة، لخفض كمية المياه بما يزيد على40 ألف متر مكعب يومياً، ونقلها عبر الخط الناقل الذي نفذته الأمانة كأحد المشاريع العاجلة، لدرء مخاطر بحيرة الصرف إلى قناة مجرى السيل الجنوبي». وأكد أن انشغال الأمانة وتركيزها خلال هذه المرحلة ومنذ بدأت السيول كان منصباً في نقطة واحدة هي العمل على إزالة أضرار السيول. وقال: «لسنا مشغولين بالرد أو تفنيد ما يثار من شائعات أواتهامات حتى وإن كانت غير موضوعية».