بعد أكثر من عقدين من الممارسة الدؤوبة، سجّل طبيب لبناني متخصص في الجراحة التجميلية اعترافاً دولياً بنجاعة تقنية حقن الدهون المستخرجة من الجسم. وعلى رغم الطفرة العلمية النوعية التي تشهدها الجراحة التجميلية، فإن هذه التقنية، التي يستخدمها الطبيب اللبناني مروان عبود، نالت تقديراً من «الجمعية الأميركية للجراحين التجميليين» أخيراً، أثناء مؤتمر لها استضافته مدينة سياتل في ولاية واشنطن. وعكف أكثر من خمسة آلاف اختصاصي على استعراض أبرز المستجدّات نظرياً وتقنياً، في جراحة التجميل. وشكّل مؤتمر سياتل محطة لمراجعة المعارف والتقنيات المعتمدة في هذا المجال، مع التركيز على التقنيات التي تتميّز بالدقة والنتائج الإيجابية من جهة، وقلّة الآثار الجانبية من الجهة الأخرى. وفي تصريحاته إلى وسائل الإعلام، أكّد الطبيب جون كناري، رئيس «الجمعية الاميركية للجراحين التجميليين» ان المؤتمر بحث في أحدث ما توصلت اليه الجراحة التجميلية وتقنياتها ومعارفها. وتوقفت إحدى جلسات المؤتمر عند تقنية تكبير الصدر باستخدام تقنية الحقن بالدهون المستخرجة من بعض أعضاء الجسم. وعلى رغم ان هذه التقنية ليست حديثة، بل تعود إلى أكثر من 20 عاماً ويعتبر اللبناني عبود رائدها، لاقت اهتماماً كبيراً في المؤتمر. ويتحدّر الدكتور عبود من الكورة (شمال لبنان). ويعمل في عيادة متخصصة في الجراحة التجميلية في بروكسيل. وأجرى أول بحوثه حول هذه التقنية في عام 1989 ضمن لجنة علمية ترأّستها البروفسورة مادلين لوجور، الرئيسة السابقة لقسم الجراحة التجميلية في جامعة بروكسيل. وتوصّل إلى نتائج بلغت من أهميتها أن نال تنويهاً من البروفسورة لوجور في كتابها «جراحة الثدي التجميلية العامودية» vertical mamoplasty. وتحدّثت لوجور عن «المساهمة المميزة» لهذا الطبيب الجراح اللبناني المعروف بنشاطه العلمي الواسع. وشرحت لوجور أيضاً أن دراسات عبود «شكّلت مساهمة علمية كبيرة... وفتحت الآفاق أمام المزيد من البحوث العلمية في جراحة التجميل». وفي ذلك الوقت، واجهت تقنية حقن الدهون، التي يعتبر عبود من روّادها، بعض الشكوك والمخاوف (خصوصاً في الولاياتالمتحدة)، من احتمال وجود آثار جانبية سلبية لها. وطرح هذا الموضوع بصورة مثيرة في بعض المجلات العلمية المتخصصة في أميركا. وفي مؤتمر سياتل، حرص عبود على إعادة شرح ملخص للنتائج التي توصل اليها في بحثه نظرياً، وكيفية استخدامه هذه التقنية عملياً، ونتائج المراقبة الدقيقة لكل الذين اجرى لهم عمليات جراحية بهذه التقنية على مدى 20 عاماً. وخلص إلى تأكيد عدم وجود مضاعفات سلبية أو آثار جانبية، مبدداً كل الشكوك والمخاوف حول هذه التقنية. وأوضح عبود ان هذه التقنية عبارة عن جراحة مزدوجة، اذ انها تخلص الجسم من الشحوم والدهون الزائدة في بعض انحائه، وكذلك تحقن تلك الدهون في ثدي محتاج إلى ترميم، ما يغني عن استخدام مواد اصطناعية قد لا تكون مضمونة السلامة. وأضاف ان هذه التقنية تكرس المبدأ العلمي حول تكامل الجسم الانساني، اذ يمكن استخدام مكوناته في معالجة النقص أو الامراض التي تعترض بعض أعضائه. وكما يُؤخذ الجلد من بعض مناطق الجسم لمعالجة آثار الحروق في مناطق أخرى، وكما تستعمل بعض الاوعية الدموية لتمكين مرضى القلب والشرايين من تجاوز الخطر المحدق بحياتهم جراء ضيق الشرايين الاصلية، كذلك تستخدم الدهون الزائدة لتكبير الثدي. وأشار إلى ان النتائج العلمية والعملية أثبتت عدم صحة المخاوف أو الشكوك من مضاعفات سلبية او آثار جانبية لاستخدام هذه التقنية. ولفت عبود إلى ان الاميركيين ينشطون اليوم في مجال تجريب لتطوير هذه التقنية، لكن النتائج التي توصلوا اليها لا تختلف في شيء عن النتائج التي توصل اليها قبل عشرين عاماً. وفي المقابل، لاحظ أن الجديد يتمثّل في مواكبة أعمال الاميركيين بنوع من الحملات الاعلامية المكثفة، معتبراً ذلك التفافاً على التقدم الذي احرزه في هذا المجال. وكرس مؤتمر سياتل انجاز الدكتور عبود. وكرس أيضاً النتائج الايجابية لاستخدام هذه التقنية، مُبدّداً المخاوف والشكوك التي أثيرت حولها.