أكد وزير الاستثمار السوداني الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل أن بلاده تنظر إلى المستثمرين السعوديين كأفضل شركاء استثماريين، وقال إن السودان يعترف بأنه ما تزال هناك بعض المعوقات التي يشكو منها المستثمرون السعوديون مثل مشكلة التحويلات المالية، لكنه أكد أن السودان بصدد إيجاد حل لهذه المشكلة انطلاقاً من توجه استراتيجي جاد اعتمده لتذليل مختلف العوائق الاستثمارية، معرباً عن تطلع بلاده لتحويل المملكة ودول الخليج إلى شريك استثماري استراتيجي للسودان. جاء ذلك في كلمة الوزير خلال الملتقى الاستثماري الثاني السعودي - السوداني الذي استضافته غرفة الرياض أمس، وضم عدداً من المسؤولين الحكوميين السودانيين المعنيين بالاستثمار، فيما تقدم الجانب السعودي رئيس غرفة الرياض رئيس مجلس الغرف السعودية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الزامل، ورئيس غرفة جدة رئيس مجلس الأعمال السعودي - السوداني صالح كامل. وقال الوزير السوداني إن استراتيجية بلاده لدعم المناخ الاستثماري واجتذاب المستثمرين العرب والأجانب وفي مقدمهم المستثمرين السعوديين، تستند إلى تجهيز وإعداد 8 مناطق حرة للاستثمار في قطاعات واسعة تشكل وجهة جاذبة لكل المستثمرين، مشيراً إلى أنها تشمل الأنشطة الصناعية والتعدينية والمالية والزراعية والسياحية، وتعتمد على المزايا التفضيلية والنسبية لكل منطقة تقع فيها، مؤكداً أن هذه المناطق ترسخ أسس إقامة وإنجاح المشاريع التي تقام فيها. وأعرب إسماعيل عن أمله بتكوين شراكات لجذب المستثمرين السعوديين ورؤوس الأموال الأجنبية، وتمكين السودان من تحقيق الأمن الغذائي والزراعي السعودي والعربي الذي أكد أن بلاده تملك مقومات تحقيق هذا الأمل، واعترف بأنه ما تزال هناك معوقات تواجه المستثمرين السعوديين والأجانب، لكنه أكد أن السودان ماضٍ في تذليلها بروح جادة، ومنها مشكلة التحويلات المالية. وأشار إلى أن الجهود بلغت حد إدخال تعديلات دستورية في شأن أراضي الاستثمار، كما أن السودان ماضٍ لمعالجة مشكلات انفصال جنوب السودان، وكشف عن قيام بلاده بتجهيز مكتب خاص لتقديم التسهيلات للمستثمرين السعوديين وتسريع المشاريع، واقترح تأسيس شركة خاصة مشتركة لتبني وتشجيع المشاريع الاستثمارية السعودية في السودان. وكان الزامل قد عبر في بداية الملتقى عن عدم رضاه عن مستوى الاستثمارات والتبادل التجاري بين المملكة والسودان، «على رغم أن السودان هو أقرب بلد لنا، ويستطيع تلبية مطالب المستثمرين السعوديين»، لافتاً إلى أن السودان قادر على الوفاء بمتطلبات الأعلاف الزراعية بعد أن أعلنت المملكة رسمياً التوقف تماماً عن زراعة الأعلاف حفاظاً على مخزونها من الموارد الجوفية من المياه، وقال «إن هذه فرصة ذهبية للسودان»، مؤكداً استعداد غرفة الرياض ومجلس الغرف السعودية لمناقشة التفاصيل التي ترسم خريطة الطريق للاستثمار والمشاريع بين البلدين. ثم تحدث صالح كامل، فأكد ضرورة التخطيط لتحقيق التكامل الزراعي والصناعي مع السودان، مشيراً إلى وجود دراسة لمشروع استثماري في المناطق الحرة بالسودان سيتم طرحه على المستثمرين السعوديين حال الانتهاء من الدراسة. وقال: «كنت أود أن يتم طرح مشروعين أو ثلاثة للاستثمار في السودان، بحيث يخرج الملتقى باتفاقات محددة بشأنها»، وأشار إلى أنه موجود في الساحة الاستثمارية السودانية منذ أكثر من 35 عاماً، وأنه يأمل بتحقيق تكامل اقتصادي حقيقي مع السودان.