يسترجع أحد أقدم السيافين في السعودية عبدالله البيشي الكثير من الذكريات الجميلة التي حدثت في عدد من اللقاءات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال الأعوام الماضية، لا سيما تلك التي كان يحضرها مع والده. ويرى السياف البيشي الذي ورث مهنة «قطع الرقاب» من والده وهو المهتم بتنفيذ الأحكام الشرعية، لا سيما القتل منها، أن الملك سلمان بن عبدالعزيز أحد أبرز ملوك السعودية في جميع المجالات، خصوصاً العمل الإنساني الخيري منها. ويؤكد في حديثه إلى «الحياة»، عن شخصية الملك سلمان، أنه كان «يمازحه» كثيراً عندما يلتقيه في مجالسه، لا سيما وأنه يحمل الكثير من الشبه في صفات والده سعيد البيشي، مشيراً إلى أنه كان يصغي ويستمع بإنصات إلى أحاديث الملك سلمان بن عبدالعزيز، كونه يحمل فكراً عالياً من الثقافة يستفيد منه كل من يحضر إلى مجالسه. وقال إن سجلات الملك سلمان بن عبدالعزيز لا تخلو من الأعمال الخيرية في جميع المجالات وفي عدد من المناطق، مشيراً إلى أنها لا تقتصر على مدينة واحدة، بل شملت جميع المناطق والقرى سواء من خلال الإصلاح بين المتخاصمين في القضايا الكبيرة خصوصاً الكبيرة منها، أم معالجة المرضى على نفقته الخاصة وغيرها من الأمور الخيرية التي كان يقوم بها طوال الأعوام الماضية. وأشار السياف عبدالله البيشي إلى أن الملك سلمان بن عبدالعزيز أسهم في عتق رقاب بعض المحكومين في قضايا مختلفة وإنقاذها من حد السيف في الكثير من الحالات، موضحاً أنه من طلائع محبي الخير والعمل الاجتماعي، إضافة إلى حالات الصلح التي انتهت على يده قبل أن تصل إلى ساحات القصاص في بعض المناطق. ولفت البيشي إلى أن الملك سلمان بن عبدالعزيز كان من الشخصيات التي تسأل دائماً عن أحوال المواطن في كل مكان، مشيراً إلى أنه كان يحضر مع والده الكثير من مجالس الملك سلمان ويشاهد حجم حب الناس لتلك الشخصية، ملمحاً إلى أنه كان يمازحه ببعض العبارات التي لا يزال يتذكرها حتى الآن. وتابع: «كنا نحضر إلى ساحات القصاص لتنفيذ أحكام القتل في المحكومين، وعند وصولنا إليها نبلغ من الجهات المختصة أنه تم العفو عن المحكومين بشفاعة من الملك سلمان بن عبدالعزيز. وأشار إلى أن الكثير من مشاهد الفرح التي تحدث من ذوي المحكوم عليهم بالقتل والتي تتدفق في ساحة القصاص بسبب العفو الصادر كانت نتيجة لجهود الملك سلمان بن عبدالعزيز. ونجحت الكثير من مساعي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومنذ كان أميراً لمنطقة الرياض في إنقاذ رقاب عدد من المحكومين بالقصاص، وأسهم في تنازل أصحاب الحق من طريق الصلح والشفاعة، وبرز عتق رقبة أحد المواطنين في منطقة مكةالمكرمة كإحدى الحالات التي باشرها الملك سلمان، وذلك لقتله مواطناً آخر بعد مشاجرة حدثت بينهما في عام 1422ه، إذ تقدم حينها ذوو القاتل إلى الملك سلمان من أجل الصلح، وتنازل أهل القتيل، إذ وجه الملك سلمان لجنة الصلح بالسعي في الصلح، وتم تأجيل تنفيذ القصاص لمدة عامين بعد موافقة والد القتيل ثم مددت واستمرت مساعي الصلح لمدة ثلاثة أعوام، وانتهت بتنازل والد القتيل عن قاتل ابنه بعد تدخل الملك سلمان.