أكد عقاري سعودي أن مدينة جدة تعتبر من أسرع المدن نمواً في المملكة، لافتاً إلى أن ذلك أدى إلى تنامي الطلب على الوحدات السكنية التي تتميز بمستويات عالمية من الرقي والفخامة فيها.وقال المتخصص في إدارة الاستثمارات العقارية عبدالرحمن المهيدب إن السعودية دخلت بقوة إلى سباق الأبراج الشاهقة الذي يحتدم حالياً في منطقة الخليج، إذ أعلنت أمانة مدينة جدة الساحلية نيتها بناء 200 ناطحة سحاب ستغير وجه وشكل 10 شوارع رئيسية في المدينة، وتقدر كلفتهم الإجمالية ب150 إلى 200 بليون ريال سعودي. وأضاف: ستكون الأبراج ال200 قد اكتملت خلال السنوات العشر المقبلة، لتكون مدينة جدة بذلك دخلت إلى ميدان المنافسة مع إمارة دبي التي تحتضن أعلى برج في العالم، ومئات الأبراج الشاهقة الأخرى، وكذلك مع مدينة الدوحة التي يجري العمل حاليًا فيها لبناء مئات ناطحات السحاب. وقدَّر خبراء في التثمين والتطوير العمراني متوسط كلفة 200 ناطحة سحاب ب150 – 200 بليون ريال، ويتراوح سعر الشقة الواحدة من 600 ألف ريال إلى مليون ريال، تتغير بحسب سعر العقار وأسعار مواد البناء، في حين أن متوسط سعر بناء المتر الواحد من هذه الناطحات يتراوح بين (6-10) آلاف ريال. وجاء تحوّل بوصلة العمران إلى مثل هذه الارتفاعات بعد أن رأت أمانة جدة أن حاجة المدينة بناء على مخطط البناء الجديد والسماح لبناء الارتفاعات على الشوارع والمحاور الرئيسية لمدينة جدة لزيادة الطلب والحاجة لها بحسب التوجه العالمي، ولأنها تعتبر من المشاريع الريادية الجمالية التي تضفي واجهة جميلة للمدينة. وأوضح أن مدينة جدة تشهد مرحلة انتقالية من مرحلة القلق من الارتفاعات إلى الناطحات والأبراج المرتفعة في شوارع وطرق محددة، ستظهر كمنتج لمخطط محلي مميز، إذ كانت خلال الفترة الماضية يتم تحديد الارتفاعات إلى قرابة 12 دوراً، مشيراً إلى أن حمى الصعود إلى الأعلى والتربع على عرش العالم كأكبر برج أو ناطحة سحاب في العالم تشكل أحد مجالات المنافسة العالمية بين الشركات العقارية المتخصصة في بناء الأبراج وناطحات السحاب. وأفاد بأن تلك الشركات العقارية العالمية المنفذة لبعض المشاريع الحالية تسعى إلى التعامل بسرية تامة عند بدء عملياتها التنفيذية لهذه المشاريع الضخمة خوفاً من تسريب معلومات عن مستوى ارتفاع أبراجها أو ناطحاتها إلى إحدى الشركات المنافسة لها في بناء ما هو أعلى في العالم. ويتميز مشروع أبراج الهلال ضمن مشروع باب جدة، أحد أهم المشاريع التطويرية في السعودية، وتوفر هذه الأبراج مجموعة من الشقق التي ترتقي بأنماط الحياة العصرية في مدينة جدة إلى آفاق جديدة. ووفقاً لتقديرات صادرة حديثاً، بحسب المهيدب، فإن حاجة السوق تقدر بنحو مليوني وحدة سكنية في السنوات العشر المقبلة، والرقم قابل للزيادة إذا علمنا أن السعودية تعد من أعلى معدلات النمو السكاني في العالم بنسبة تصل إلى نحو 3 في المئة سنوياً، وهناك نحو 80 في المئة من السعوديين في حاجة إلى مساكن، وليست لديهم القدرة على شرائها بشكل مباشر، وهناك مجموعة من الأسباب التي تحول دون تملكهم المساكن، منها متوسط دخل الفرد السعودي الذي يعد منخفضاً، قياساً بارتفاع أسعار العقارات، كما تكاد عملية شراء منزل بالنسبة لشريحة كبيرة من السعوديين تكون أمراً بالغ الصعوبة للسبب الذي ذكرته، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأراضي والعقارات. وتتبنى شركة «رأيك» العقارية استراتيجية واضحة، تهدف للوصول إلى موقع أكثر تقدماً وصدقية في الأسواق العقارية السعودية والخليجية والعالمية، من خلال تنفيذ مشاريع عقارية عملاقة رفيعة التصاميم الهندسية، تسهم في الارتقاء بالذوق المعماري. فيما دشنت شركة إيوان العالمية للإسكان، مشروع الفريدة الذي يقع شمال غربي محافظة جدة على مساحة تتجاوز 1.1 مليون متر مربع، وهو عبارة عن مشروع سكني متكامل الخدمات يخدم شريحة متوسطي الدخل، وتصل كلفته إلى 1.4 بليون ريال، وسيتم البدء في تنفيذه خلال النصف الثاني من هذا العام. ويشمل المشروع بناء 2500 وحدة سكنية مختلفة الأحجام والمساحات، ويضم الخدمات كافة من مساجد ومرافق وناد رياضي ومجمع تجاري ومدارس ومراكز طبية، وسيكون تنفيذه على مراحل، وسينتهي خلال 3 سنوات. وتنفرد مدينة جدة بتجربة تجعلها الأولى في إنتاج الشقق المكتبية والسكنية المعدة للتملك أو تلك المعدة للتأجير، من خلال بناء العشرات من العمائر على كورنيشها البحري. من جهته، أوضح مدير إدارة التسويق في شركة ايوان العالمية للإسكان هاني خاشقجي، أن مدينة جدة تشهد نمواً مرتفعاً، ومن المتوقع استثمار 40 بليون ريال في تشييد مبان عقارية جديدة فيها خلال العامين المقبلين، وبحسب تعداد عام 2004، فقد بلغ عدد سكان مدينة جدة 5.8 مليون نسمة، ما يجعلها أكبر مركز تجمع سكاني في المملكة على طول العام. وأشار إلى أنه يتم تطوير عدد من الوحدات السكنية من فئة المنازل الفاخرة في الجزء الشمالي من المدينة. كما أن هناك مشاريع سكنية أكبر تنتشر في حدود المدينة الجنوبية وما وراءها. وتشهد منطقة الكورنيش تطوير عدد من الأبراج السكنية المرتفعة، مع نمو في المباني المكتبية بجوار مركز المدينة التجاري التقليدي، وعموماً فقد أسهم التعديل في قانون مواصفات البناء في انتشار ظاهرة المباني المرتفعة في هذه المنطقة. ويعد مشروع لمار الواقع على كورنيش جدة بكلفة بليوني ريال، واحداً من أهم وأسرع المشاريع السكنية والمكتبية، التي حصلت على تصاريحها كافة، وبدأ فعلياً البناء على أرض الواقع، وأرض المشروع على كورنيش جدة. ويتألف المشروع من برجين سكنيين بارتفاع 60 و 68 طابقاً، ومبنى تجاري بارتفاع 13طابقاً، يشق طريقه متلوياً بينهما.
