طهران، فيينا – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت طهران أمس، انها اتفقت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إجراءات جديدة للتعاون مع مفتشي الوكالة، في وقت لوّحت دول أوروبية باحتمال فرض عقوبات جديدة على طهران، إذا فشلت المحادثات التي ستجريها مع الدول الست مطلع الشهر المقبل. ورفض رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي تحديد إجراءات التعاون الجديدة، لكنها لن تشمل تحقيقاً تجريه الوكالة حول تقارير استخباراتية توحي بأن طهران أجرت سراً بحوثاً حول كيفية صنع رأس نووي. وقال بعد لقائه المدير العام المنتهية ولايته للوكالة محمد البرادعي: «نجحنا في التوصل لاتفاق لوضع إطار جديد من أجل تعاون أفضل وأعمق مستقبلاً». وأضاف ان «التفاصيل ستُكشف في الوقت المناسب. نأمل بأن نشهد مستقبلاً تعاوناً محسناً (مع الوكالة). ونعتقد أن المناخ الدولي مساعد جداً في هذه المسألة». وبدا أن هذا الإطار الجديد لا يشمل تنفيذ البروتوکول الإضافي الذي يسمح للوكالة بإجراء عمليات تفتيش مفاجئة للمنشآت النووية الإيرانية، إذ قال صالحي إن طهران «نفذت البروتوکول الإضافي سنتين ونصف، لكنها لم تجنِ أي شيء من وراء ذلك، ما أثار أجواء من عدم الثقة لدى الحكومة والشعب». وأكد صالحي ان «الدراسات المزعومة (حول عسكرة برنامجها النووي) مسألة منتهية. انها مثل فيلم ترتبط مجموع لقطاته بعضها ببعض، لكنه خيالي في نهاية الأمر. لسنا هنا لنثبت أن الفيلم الخيالي، حقيقي». وكان صالحي أعرب الاثنين الماضي عن الأمل بأن يفتح اللقاء المرتقب مع الدول الست «الطريق أمام المستقبل». وقال رداً على سؤال عما إذا كانت طهران توافق على التفاوض حول تعليق تخصيب اليورانيوم: «ما دام الحق (بالتخصيب) قائماً، لا توجد أي مشكلة». في الوقت ذاته، قال وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي انه «من المبكر جداً» التفكير في تشديد العقوبات على إيران. وأوضح ان «الأولوية حالياً هي للقاء الأول من تشرين الأول»، مضيفاً انه لن يمكن التوصل الى حل «في لقاء واحد». لكن نظيره الفنلندي الكسندر شتوب شدد على أن «المرحلة الأولى هي الحوار، والمرحلة الثانية: في حال لم يتم التوصل الى نتيجة اثر هذا الحوار، علينا أن نتجه نحو فرض عقوبات في الأممالمتحدة. وإذا لم يمكن التوصل الى اتفاق حول العقوبات في الأممالمتحدة، علينا حينئذ التفكير في عقوبات أحادية يفرضها الاتحاد الأوروبي». في باريس، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان العقوبات «مطروحة على الطاولة»، إذا اتخذت إيران «خياراً خاطئاً». وأبدى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير تشاؤمه حيال نتيجة المحادثات، إذ تساءل: «هل تعرفون كم من اللقاءات عُقدت مع إيران؟ الكثير، الكثير الكثير. عقد اجتماع آخر، أمر جيد (ولكني) لا أتوقع منه الكثير، للأسف». وأضاف: «التقينا إيران مراراً. علينا دائماً أن نتحدث، وسنتحدث. علينا أن نصر على طرح المواضيع الفعلية». وأشار مسؤولون فرنسيون وألمان الى أن هذه العقوبات قد تشمل تشديد القيود على صادرات الوقود الى إيران، إضافة الى القطاع المالي، وتوسيع القيود المفروضة على سفر مسؤولين إيرانيين، وتجميد أموالهم. لكن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سخر من التهديدات بحظر واردات بلده من البنزين، والتي تعتمد عليها طهران لتغطية 40 في المئة من حاجاتها للوقود. وقال خلال احتفال في وزارة النفط لتقديم الوزير الجديد مسعود مير كاظمي: «منذ 30 سنة والعدو يتآمر ضدنا، لكنه في كل مرة يتلقى صفعة من الصناعة النفطية الإيرانية. يريدون فرض عقوبات على النفط، مع أن ذلك غير معقول». الوضع الداخلي في إيران على صعيد آخر، نفي مكتب مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي أن يكون الأخير وافق على اعتقال المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات مهدي كروبي، مؤكداً أن هذه الأنباء «ملفقة». وبعد رفض لجنة تحقيق رسمية ادعاءات كروبي حول تعذيب متظاهرين محتجزين واغتصابهم، ومطالبتها بمحاكمته، قال كروبي ان السلطات القضائية تعاطت مع المسألة «بتسرع»، مضيفاً: «أشعر بالتزام بالمقاومة وعدم التخلي عن معركتي». وعلّق كروبي على الدعوة الى محاكمته، قائلاً: «أبارك هذه الفرصة التي اعتبر انها جاءت من السماء، لأنها ستتيح لي الدخول في تفاصيل الوثائق التي سبق وقدمتها الى القضاء كما ستتيح لي تقديم وثائق جديدة. سنرى من هو الطرف الذي سيدينه الشعب». في الوقت ذاته، نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية عن «مصدر مطلع» قوله ان رئيس مجلس خبراء القيادة هاشمي رفسنجاني «لن يؤم صلاة الجمعة في طهران خلال يوم القدس العالمي» بعد غد. وعزا ذلك الى «الحيلولة دون استغلال هذا الموضوع سياسياً، من قبل بعض التيارات التي تسعى الى بث الفرقة». وكان رفسنجاني الذي اعتاد إمامة صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان طيلة السنين ال25 الماضية، دعا «مسلمي العالم سواء في الدول الإسلامية وغير الإسلامية، الى المشاركة في مسيرات يوم القدس». الى ذلك، اعتبر سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي «تواجد السفن الحربية الأجنبية في مياه المنطقة، قرصنة عصرية».