قال النائب البريطاني المحافظ بروكس نيومارك ل «الحياة» امس ان الحكومة البريطانية ستقدم ثلاثة انواع من الدعم بينها الاستخباراتي للجانب الاميركي، بعد رفض مجلس العموم التصويت لمصلحة قرار قدمه رئيس الوزراء ديفيد كامرون لتفويضه بعمل عسكري ضد قوات نظام الرئيس بشار الاسد. وكان مارك التقى رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض احمد الجربا في لندن بعدما زار الاسبوع الماضي اسطنبول وغازي عينتاب في تركيا، حيث التقى ايضاً الجربا ورئيس اركان «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس ومقاتلين من «لواء الفاروق». وقال ان «الحكومة البريطانية ستقدم ثلاثة انواع من الدعم تشمل الجهود الانسانية المتعلقة باللاجئين والنازحين والمناطق المحررة في اعادة بناء البنية التحتية وتعزيز المجتمع المدني. كما ان اجهزة الاستخبارات لدينا ستعمل مع الولاياتالمتحدة لتقديم معلومات حول ما يحصل على الارض، اضافة الى تقديم الدعم الديبلوماسي». وأضاف: «عندما تنتهي الحرب، يمكن ان نقدم الدعم الديبلوماسي لإيحاد حل سياسي وعملية انتقالية سلمية في سورية». وكان البرلمان رفض منح كامرون تفويضاً للقيام بعمل عسكري في سورية، بعد تراجع «حزب العمال» المعارض عن موافقة اولية. وقال نيومارك ان «العمال» بزعامة ايد مليباند اعطى الاولوية للسياسة المحلية على حساب دعم الشعب السوري، لافتاً الى ان الرئيس الاميركي باراك اوباما تفهم موقف كامرون بعد تصويت البرلمان ضد قراره، وان ذلك «لن يؤثر سلباً» في العلاقة بين الجانبين. وأشار الى قول اوباما ان «فرنسا صديق وبريطانيا اقرب صديق» لأميركا. وأكد النائب البريطاني اربع ملاحظات بعد التصويت في البرلمان، اولاها ان «سورية ليست العراق، حيث في سورية حرب واسلحة دمار شامل وسقوط مئة الف قتيل واستخدام الكيماوي 14 مرة». وزاد: «هناك انطباع بأننا ندعم المتطرفين. لكن في الواقع، بعد حديثي مع مقاتلي الجيش الحر، رأيت انه يضم مهندسين وأطباء ومزارعين واشخاصاً ارادوا الدفاع عن اهلهم. لم يكن هناك جهاديون لدى بدء الحرب، ونسبتهم لا تمثل سوى 10 في المئة من المقاتلين الذي يبلغون 150 الفاً». وزاد ان عدداً من النواب البريطانيين يشعر ان «رئيس الوزراء السابق طوني بلير ضللهم في المعلومات عن العراق. بعض النواب يفضل ان يصدق ما يقوله (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين والاسد على ان يصدق كامرون حتى لو قدم ادلة مقتنعة. باتت لدى الناس شكوك كبيرة في تقارير الاستخبارات البريطانية»، لافتاً الى انه يدعم «الذهاب الى الاممالمتحدة. لكن لدى روسيا مصالح تناقض ذلك لأنها تبيع السلاح الى النظام، ولم يصدر عنها اي ادانة له خلال سنتين ونصف السنة. يدا بوتين ملطختان بالدم السوري».