جمعت «الهيئة المصرية العامة للكتاب» في سلسلة «الأعمال الكاملة» أعمال الكاتب المصري الراحل محمد البساطي وأصدرتها في ستة مجلدات. وتضم المجلدات من الأول إلى الثالث روايات: «التاجر والنقاش، المقهى الزجاجي، الأيام الصعبة، بيوت وراء الأشجار، صخب البحيرة، أصوات الليل، ويأتي القطار، ليال أخرى، فردوس، أوراق العائلة، الخالدية، دق الطبول، جوع، أسوار، غرف للإيجار، وسريرهما أخضر»، وهذه صدرت خلال 35 عاماً، من 1976 إلى 2011. ويضم المجلدان الرابع والخامس مجموعات البساطي القصصية التي أصدرها خلال 45 عاماً: «الكبار والصغار، حديث من الطابق الثالث، أحلام رجال قصار العمر، هذا ما كان، ضوء ضعيف لا يكشف شيئاً، ساعة مغرب، محابيس، الشرطي يلهو قليلاً، نوافذ صغيرة، فراشات صغيرة». ومعظم هذه الأعمال تدور حول القرية المصرية، عالم البساطي المفضل، عبر مشاهد غنية بإنسانيتها ولغة وتقنيات سردية مهمة وحديثة تجعله من أهم كتاب القصة القصيرة في مصر والعالم العربي. حتى رواياته هي أشبه بقصص قصيرة متلاحقة ذات بنية مشغولة بدقة وشعرية، من دون إطالة أو إسهاب زائد. أما المجلد السادس والأخير فيضم ثلاثة أعمال للبساطي لم يسبق نشرها، وهي رواية في عنوان «رجال ونساء»، ومجموعتان قصصيتان، الأولى عنوانها «أضواء على الشاطئ»، والثانية «وجلبابها مشجر». ويأتي صدور هذه الأعمال ليواكب مرور عام على رحيل البساطي الذي توفي في 12 تموز (يوليو) 2012 عن 75 عاماً بعد صراع مع سرطان الكبد. ومحمد البساطي، شاعر القصة القصيرة و «أميرها»، كما سمّي، تتسم أعماله بالتكثيف الشديد في الكلمات والمعاني وتتوق إلى استحداث أفق شعري رائق، يبرز فيه جوهر النفس البشرية، وبخاصة عالم المهمشين الذين اهتم بالكتابة عنهم، ليستحق أيضاً لقب كاتب المهمشين. البساطي كاتب الإيماءات والرموز واللمحات السريعة الخاطفة - لغة ومضموناً - وظل مخلصاً لأدبه وخطّ لنفسه أسلوباً يحمل بصمته الخاصة التي تميز بها عن غيره من جيل الستينات. وفاز البساطي بجائزة العويس وجائزة الدولة التقديرية وترجمت أعماله إلى لغات عدة ليحتل عن جدارة مرتبة تجعله في مصاف الكتاب الكبار.