ربما تتيح البيانات المتبادلة المكتسبة من البحوث الممولة من القطاع العام، للمزارعين في العالم إنتاج محاصيل زراعية إضافية، إذ أكد وزير الزراعة الأميركي توم فيلساك في افتتاح مؤتمر مجموعة الدول الثماني حول البيانات المفتوحة للزراعة الذي عُقد في البنك الدولي في واشنطن، أن من شأن «تعزيز إمكانات الوصول إلى البيانات أيضاً زيادة فرص وصول الأفراد إلى المحاصيل الغذائية، وتأمين سلالم الفرص تحسّن المداخيل». وأعلن فيلساك، «إنشاء شبكة جديدة لتبادل البيانات حول المحاصيل الغذائية والزراعة والمسائل الريفية»، موضحاً أن هذه الشبكة التي أطلق عليها (www.data.gov) «ستساعد الناس على العثور على مجموعات واسعة من البيانات القيّمة المقروءة، بواسطة الآلات التي تنتجها الحكومة الأميركية وتخزّنها وتحميلها واستخدامها». واعتبر أن «هذا المجتمع الافتراضي الجديد سيساعد على تعزيز ريادة الأعمال وتمكينها، والمشاركة الأفضل في معالجة التحديات العالمية التي نواجهها». وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة «تعمل مع شركاء في أنحاء العالم لجعل البيانات المختارة حول المحاصيل الغذائية والزراعة والمسائل الريفية، متاحة للحكومات الأخرى والقطاعات الصناعية». ولفت إلى أن البيانات المفتوحة «باتت إحدى أهم النواحي في توسيع نطاق الزراعة، وتعني إتاحة الوصول إلى البيانات من دون قيود وفق أشكال يمكن الناس والآلات قراءتها واستخدامها بسهولة». ورأى وزير الزراعة الأميركي، أن البيانات المعزولة «لا تكون قوية بمقدار البيانات المتبادلة، لأن من الضروري تبادل البيانات من دون فرض أي رسوم على استخدامها». وكان الهدف من المؤتمر، الذي نظمته الولاياتالمتحدة، توحيد آراء البلدان حول تسريع جمع البيانات وتبادلها، نظراً إلى كونها أداة فاعلة لدعم الأمن الغذائي. وكان قادة الاقتصادات الثمانية الكبرى في العالم، اتفقوا خلال قمتهم في واشنطن عام 2012، على تبادل البيانات الزراعية لبلدانهم مع المزارعين والباحثين وصناع القرار في الدول النامية من خلال منبر عالمي. كما شكلوا تحالفاً جديداً للأمن الغذائي والتغذية لتحقيق نمو زراعي مستدام وقابل للتحقيق، من شأنه انتشال 50 مليون إنسان من براثن الفقر بحلول عام 2022. أوباما واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما في رسالة المندوبين المشاركين في المؤتمر، أن «إنشاء منبر لتبادل البيانات الأساسية والأدوات اللازمة لتحليلها، يشكل الخطوة التالية الحاسمة في مواجهة مكافحة الجوع وتحقيق وعد التحالف الجديد». وقال فيلساك «لم يكن ممكناً في السابق جمع هذا الكم الضخم من البيانات المجمّعة اليوم»، مؤكداً أن البيانات المفتوحة «باتت تغذي الثورة الرقمية التي فعّلت أموراً للزراعة الحديثة، لم تكن حققتها الثورة الصناعية سابقاً للزراعة خلال القرن العشرين». وأشار إلى أن «المعلومات الممكن تبادلها بين المزارعين، تشمل تلك المتعلقة بالأحوال الجوية ونمو المحاصيل ومحتواها الغذائي». وذكر مثالاً حول مبادلة البيانات يتمثل في الشبكة الأميركية لأنظمة الإنذار المبكر حول الجوع. إذ باتت هذه الشبكة المعروفة باسم FEWSNET تشكل مصدراً ثميناً، من شأنه تمكين الحكومات ومجموعات الإغاثة الدولية والمنظمات التي لا تبغي الربح والباحثين، من استخدامها للتخطيط للأزمات الإنسانية والاستجابة لها». ولم يغفل الوزير الأميركي، «دعم الولاياتالمتحدة شبكة معلومات الموارد الوراثية للنباتات، وهي جهاز كومبيوتر خادم على شبكة الإنترنت، يقدم المعلومات الوراثية حول النباتات والحيوانات والجراثيم، ويجعلها متوافرة للباحثين في أنحاء العالم». وكشف أن الولاياتالمتحدة ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة والبنك الدولي، «تطوران نموذجاً يستخدم البيانات المفتوحة الواردة من الأقمار الاصطناعية لرصد نمو النباتات». وشدد رئيس شركة «مايكروسوفت» بيل غيتس، على ضرورة أن «يضع جامعو البيانات الحد الأدنى للمعايير اللازمة للتشغيل المتبادل والقياس والمساءلة والتقويم». إذ اعتبر أن الوقت حان «لتضطلع البيانات المهمة بحل أكبر التحديات التي نواجهها في حقل الزراعة».