أن يتفاعل رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد في شكل مبالغ فيه مع فرصة البرازيلي ويسلي لوبيز (67)، من مباراة فريقه أمام العين الإماراتي ويضرب بعصاه على الكرسي حتى تنكسر، فذلك يثير تساؤلات عريضة حول حجم الضغوطات النفسية والمعاناة الحقيقية التي يعيشها الرئيس الهلالي في المعترك الآسيوي والتي قد تنعكس في شكل مباشر على مسيرة فريقه الذي بات يقدم مستويات أدائية لافتة ويحقق نتائج إيجابية مكّنته من نيل وصافة الترتيب في مجموعته الرابعة برصيد تسع نقاط خلف المتصدر الاستقلال الإيراني. الزعيم عانى من الحال النفسية الصعبة في المحفل القاري في الأعوام الماضية، وطغى الشد العصبي والشحن النفسي على أداء اللاعبين في جولات الحسم من الأدوار النهائية، ما أرجعه البعض إلى تعجّل إدارة النادي في تحقيق اللقب القاري تمهيداً للوصول إلى كأس العالم للأندية، وهو ما جعل الفريق يظهر في صورة الحمل الوديع في أرضية الميدان رافعاً راية الاستسلام مقرونة بالروح الانهزامية ليودع البطولة سنوياً خالي الوفاض وهو ربما ما أسس العبارة الشهيرة «الآسيوية صعبة قوية» التي شكّلت لزمة هلالية مؤرقة. تقول معادلة البطولة إن على رئيس الهلال أن يهدأ كثيراً وأن يواكب التطور الأدائي الذي يعيشه فريقه هذه الأيام، ويساير النتائج المميزة بتصريحات إعلامية متزنة ترفع من حماسة لاعبيه بدلاً من الزج بهم في منزلق التعصب والتشتت النفسي الذي قد يدفع الفريق ثمنه في القريب العاجل، فالآسيوية لن تتحقق بالانفعالات أو بمثل هذه التصرفات العصبية حتى وإن كانت خارجة عن إرادة النفس، وإذا كان الأمير الشاعر كسر عصاه على الكرسي وفريقه متقدم بهدفين ومسيطر تماماً على أحداث اللقاء، فماذا سيكسر مستقبلاً لو كان الهلال خاسراً «لا قدّر الله» في جولات الحسم وضاعت من ويسلي أو أي لاعب مثل هذه الفرصة الثمينة التي قد تطيح بآمال الهلال في دوري أبطال آسيا؟ وفي المرحلة الأهم يحتاج اللاعبون ومدربهم الكرواتي زلاتكو إلى الكثير من الدعم المادي والمعنوي من إدارة الهلال، خصوصاً وأن الفريق وصل إلى درجة متقدمة عبر وتيرة الأداء المرتفعة والروح القتالية في أرضية الملعب ما مكنه الانتصار على الاستقلال الإيراني في طهران والعين الإماراتي في الرياض، وأسهم المدرب الشاب في ترتيب أوراق الفريق وتطوير أدائه، إذ نظم الدفاع في شكل مقنن في الجولات الأربعة الأخيرة حتى ظهر قوياً متماسكاً ليحافظ على الشباك الزرقاء نظيفة في آخر أربع مباريات أمام الاستقلال والفيصلي والتعاون والعين، وأعاد النشاط الحيوية إلى خط الوسط بعد أن مزج خبرة الشلهوب بتحركات واختراقات العابد وسالم الدوسري، وثبّت ويسلي والقحطاني في المقدمة الزرقاء ما أسفر عن سلسلة من الانتصارات المهمة التي أعادت الثقة والأمل والتفاؤل إلى المدرج الأزرق.