نقضت محكمة الاستئناف في منطقة مكةالمكرمة حكماً أصدرته المحكمة العامة في محافظة جدة يقضي بقتل سائق فيليبيني تسبب في حادثة مرورية من خلال عكس اتجاه السير على طريق الحرمين فجراً، محاولاً الانتحار بشاحنة، ما تسبب في وفاة أسرة سعودية كانت تسير في الطريق. ودونت محكمة «الاستئناف» ملاحظات عدة على الحكم الصادر، وبحسب مصادر ل «الحياة» فإن الملاحظات تضمنت عدداً من النقاط حول الحكم، بينما تسلمت المحكمة العامة تلك الملاحظات للنظر فيها والحكم في الملف مرة أخرى. وجاءت تلك التطورات في ملف القضية بعد أن أقر في الحكم القتل «تعزيراً» للسائق الوافد، إذ اعترض على ما قضت به المحكمة وتم رفع ملف القضية متضمناً الحكم الصادر إلى محكمة الاستئناف في منطقة مكةالمكرمة التي أعادته مرة أخرى. وتسبب السائق الفيليبيني في مقتل العائلة السعودية جراء حادثة السير التي افتعلها خلال محاولته «الانتحار»، ودفعته لقطع سبع إشارات مرورية بعد عكسه اتجاه السير ليلاً، بينما نجا هو من الحادثة. وسبق أن أكد مدير مرور محافظة جدة العميد محمد القحطاني ل «الحياة» أن الوافد الفيليبيني الذي يعمل سائق باص، عكس الاتجاه في الطريق السريع (طريق الحرمين)، وأثناء سيره اصطدم بالسيارة التي كانت تقل رجلاً وامرأتين توفوا جميعاً، بينما أوقف الفيليبيني للتحقيق في دوافعه. وكان الوافد اعترف أثناء التحقيقات التي جرت معه أنه كان على خلاف مع مديره في العمل، مشيراً إلى أنه استغل توجه سائق الحافلة التي تقله و15من زملائه إلى مقر عملهم لأداء صلاة الفجر في المسجد، ليستولي على الحافلة ويقودها بقصد الانتحار، إذ قطع عدداً من الإشارات المرورية في الطريق إلى ميدان الكرة الأرضية شمال جدة، ما دفع اثنين من العمال إلى القفز منها للنجاة بأنفسهما، ليتعرضا إلى إصابات بليغة نقلا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما استغل بقية الركاب توقفه بعد أمتار قليلة للنزول من الحافلة والنجاة هرباً بأنفسهم. يذكر أن الفيليبيني عكس مسار طريق الحرمين، في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، وتسبب ذلك في مقتل ثلاثة أشخاص، إذ اتهم بترويع الآمنين، وتهديد سلامة مرتادي الطريق، خصوصاً بعد إدلائه بمعلومات مثيرة للمحققين، أفاد فيها أنه خضع لاختبار في قيادة السيارات أكثر من مرة، وفشل في اجتيازه، بينما برر فعلته بحدوث صدمة عاطفية له، بعد خلاف حاد مع خطيبته، كما رفض الإفصاح عن أسباب فعلته، وظل طوال الفترة الماضية يدعي إصابته بعارض نفسي حاد يمنعه من الكلام، ثم تقمص شخصية رجل معتل عقلياً، بيد أنه اعترف وأفصح عن تفاصيل سرقته لحافلة عملاقة تتبع لإحدى المؤسسات، وقيادتها وعكس المسار في طريق الحرمين السريع، وذكر في الاستجواب أنه سرق الحافلة بسبب خلاف عاطفي حاد مع خطيبته، وفشله في الحصول على رخصة قيادة تمكنه من قيادة الحافلات برغم خضوعه لأكثر من اختبار، وتعرضه إلى توبيخ من رئيسه في العمل الذي طالبه بالتركيز في الاختبار الثالث.