أحيا «حزب الله» أمس، الذكرى الثالثة لانتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان، وأكد قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب «يونيفيل» الجنرال كلاوديو غراتسيانو «أن السلام الدائم يمكن أن يتحقق في الجنوب، من خلال الجهود المشتركة والمتعاونة والمتعاضدة بين يونيفيل والجيش اللبناني في تنفيذ المهمة الدولية، التي تشكل حقيقة التزام يونيفيل بها»، مشدداً «على تفانينا في المضي في مهمتنا، عبر بذل قصارى جهودنا بالتعاون الوثيق مع الجيش اللبناني لضمان الاستقرار في منطقة عملياتنا والتطبيق الناجح لولايتنا في جنوب لبنان»، وكان غراتسيانو يتحدث خلال احتفال لتوزيع أوسمة «حفظ السلام» منحها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لضباط وأفراد القوة الغانية في «يونيفيل». وأطلق رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد جمعية «أجيال السلام لنزع الألغام»، لتنضم الى جهود جمعيات أخرى تعنى بعملية نزع الألغام والقنابل العنقودية التي خلفها العدو الإسرائيلي أثناء عدوانه على لبنان.والجمعية هي توأمة لجمعية «أيمن سازان عمران بارس» الإيرانية التي ستمول أعمالها. ووصف ممثل قائد الجيش اللبناني رئيس «المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بنزع الألغام» العميد محمد فهمي، خلال احتفال أقيم للمناسبة مشكلة الألغام والقنابل العنقودية بأنها «ضخمة تفوق إمكانات الدولة»، وقال: «صحيح أن العدو زود الجيش اللبناني بواسطة الأممالمتحدة بمعلومات عن الأهداف التي قصفها بالقنابل العنقودية، لكن هذه المعلومات عديمة الفائدة بعد ثلاث سنوات». محصياً «350 جريحاً و50 شهيداً، سقطوا بسببها». وأشار الى «تنظيف ما يزيد على 55 في المئة من أراض مزروعة ألغاماً و60 في المئة قنابل عنقودية حتى يومنا هذا». من جهته، أوضح رعد أن «المقاومة ساهمت بتفجير 51980 قنبلة عنقودية، ويتولى فوج الهندسة في الجيش اللبناني الدور الأساس في عملية نزع الألغام، كما عملت شركات متخصصة خلال الفترة الماضية في هذا المجال كان معظمها شركات أجنبية فيما تستمر حالياً أربع شركات متخصصة بالعمل في مجال نزع القنابل العنقودية وتفجيرها». وأشار إلى أن «ملايين القنابل العنقودية غير المنفجرة لا تزال بحاجة إلى جهد متواصل وتمويل مستمر وتطوير في استخدام العتاد والآليات»، معتبراً أن «ما قامت به المقاومة في السابق من دون إعلان تواصله اليوم في شكل متطور عبر جمعية متخصصة، وهي جمعية لبنانية مرخصة يعمل كادرها البشري متعاوناً في نزع القنابل العنقودية في إطار التواصل والاستفادة من خبرات وعتاد ومهارات شركة «أيمن سازان» الإيرانية التي وقعت اتفاقاً رسمياً مع المكتب الوطني لنزع الألغام». ولفت رعد إلى أن «عدد المواقع والأهداف التي صنفت ملوثة بالقنابل العنقودية يبلغ 1080 موقعاً أو هدفاً بحسب إحصاء المكتب الوطني لنزع الألغام»، مشيراً إلى أن «ما تم تنظيفه حتى الآن هو نحو 562 هدفاً، وما زال 518 هدفاً بحاجة إلى تنظيف يشمل أراضي زراعية وأحراجاً». من جهته، شدد رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون في حديث الى إذاعة «النور» في «عيد الانتصار» على «ان المقاومة حصن الوطن، وان الشعب والجيش والمقاومة يحمون الوطن ويجسدون وحدته». واعتبر عون ان شعباً «يتعرض للعدوان سيدافع عن ذاته»، وطمأن اللبنانيين «الى مقاومته لأنها متجهة نحو الحدود وليس إلى الداخل، لكن مع الأسف إذا استدرجت، وأنا مجبر على قول هذا الكلام وأشهد للحق، في 7 أيار كانت مكرهة عليه لأن القرارات التي اتخذت كانت استفزازية. وقعت الحادثة ولم يستفد سياسياً منها أحد. بل حصل تفاهم سياسي لإنهاء الأزمة ولا أحد يستفيد في الداخل من بندقية المقاومة التي إذا كانت ستقتل حاملها سيستعملها للدفاع عن ذاته. إذاً الاستدراج غير مرغوب فيه».