في فصل البرد تزداد الرغبة في تناول الحلويات لأنها تمد الجسم بالمزيد من الطاقة الآنية التي تحقق التوازن في الجسم، وتبعث على الشعور بالدفء، وتجدد النشاط. والعوامات (أو لقمات القاضي) هي من الحلويات العربية الشهيرة التي يقبل عليها الناس لأنها بسيطة ولذيذة وسهلة التحضير. تتألف العوامات من مكونات بسيطة هي الطحين والماء والخميرة وقليل من الملح. وعند مزج هذه المكونات نحصل على كتلة طرية توضع جانباً بعض الوقت كي تتخمر جيداً للحصول على عجينة متماسكة تقطع إلى كتل صغيرة (لقيمات) تقلى في الزيت الحار، ومن ثم توضع في وعاء من القطر المحضر من السكر، والبعض يستعمل عسل التمر عوضاً عنه نظراً إلى فوائده الصحية الكثيرة. هل للعوامات فوائد من الناحية الصحية؟ - تعج العوامات بالسعرات الحرارية لأنها تقلى بالزيت وتغطس بالقطر، ما يجعلها تسبب زيادة في الوزن في حال اعتمادها كمندوب يومي دائم على مائدة الطعام. لذا لا ينصح بالعوامات لمرضى السمنة والداء السكري وللذين يرغبون في الحفاظ على أوزانهم. وإذا قليت قطع العجينة من دون تفريغها من الجيوب الهوائية الناتجة عن عملية التخمير، فإن النتيجة تكون مؤلمة للغاية، إذ تتحول اللقمات إلى شبه قنابل صغيرة مليئة بالزيت المغلي، من هنا يجب قبل القلي التأكد من أن العجينة خالية كلياً من الجيوب الهوائية. - تحتوي العوامات على كمية عالية من السكريات السريعة الامتصاص التي تستطيع الذهاب من الأمعاء إلى الدم مباشرة مسببة قفزة مفاجئة في مستوى السكر في الدم، وهذا بالطبع لا يناسب المصابين بمرض السكري ولا الذين يشكون من زيادة الوزن. - إن العوامات فقيرة بالمواد البروتينية والمواد الدسمة وبالألياف الغذائية، وبالفيتامينات والمعادن، ولا غرابة في ذلك إذا كانت تحضر من الدقيق الأبيض الذي يفقد الكثير من مكوناته المفيدة لدى تحضيره من حبات القمح. ومن باب العلم فإن الطحين الأبيض بالمقارنة مع أخيه القمح الأسمر يفقد نصف الكمية من الأحماض الدهنية غير المشبعة النافعة للجسم، وحوالى 50 في المئة من كمية الكلس، و 70 في المئة من كمية الفوسفور، وما يقارب 80 في المئة من معدن الحديد، و95 في المئة من معدن المغنيزيزم، وأكثر من 50 في المئة من مجموعة الفيتامينات ب، وكامل الفيتامين ي. لا بأس من تناول العوامات بكمية قليلة ومن حين إلى آخر، لكن يجب الحذر من تناولها في شكل يومي، أو بكميات كبيرة لأنها تمد الجسم بالكثير من السعرات الحرارية التي تساهم في زيادة الوزن وبالتالي الإصابة بالسمنة.
