خاضت قوات النظام السوري والمعارضة معارك عنيفة امس حول قاعدة تفتناز لسلاح الجو التي تقع قرب الطريق السريع الشمالي الذي يربط بين حلب والعاصمة دمشق. كما استمرت المعارك حول مدينة داريا في ضواحي دمشق التي يحاول النظام استعادتها من المعارضة منذ الشهر الماضي، نظراً لاهمية موقعها الاستراتيجي. واعترف مقاتل من المعارضة ان الاجزاء الاساسية من قاعدة تفتناز لا تزال خاضعة لسيطرة الحكومة، لكن المعارضين تمكنوا من التسلل إليها وتدمير طائرة هليكوبتر ومقاتلة على الأرض. ونفت الحكومة السورية من جهتها ان يكون المعارضون قد سيطروا على تفتناز. ونقلت وكالة الانباء الرسمية «سانا» عن «مصدر مسؤول» «إن ما تردد حول سيطرة الإرهابيين على مطار تفتناز في إدلب عار من الصحة جملة وتفصيلا.» كما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نحو 800 مقاتل يشاركون في الهجوم على قاعدة تفتناز، بينهم مقاتلون من «جبهة النصرة» وكتائب «احرار الشام» و»الطليعة الاسلامية». وكانت واشنطن اعتبرت «جبهة النصرة» في وقت سابق منظمة «إرهابية». وتفتناز قاعدة لطائرات الهليكوبتر في الأساس وتستخدم في تزويد مواقع الجيش في الشمال بالإمدادت بعد أن قطع مقاتلو المعارضة الطرق البرية المؤدية إلى الكثير منها. وفي ريف دمشق، تعرضت مناطق في مدينتي داريا ومعضمية الشام ومحيطهما للقصف من قوات النظام التي استخدمت الطائرات الحربية وراجمات الصواريخ وتحاول منذ اسابيع فرض سيطرتها الكاملة على المنطقة. وذكر المرصد السوري ان تدفق التعزيزات العسكرية مستمر لقوات النظام الى داريا. وذكرت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام امس ان الجيش استطاع تدمير مواقع وتحصينات للمعارضة في هذه المنطقة، والحق بالمقاتلين خسائر فادحة، وتوقعت الصحيفة ان يتمكن النظام من «اعلان داريا منطقة آمنة في وقت لاحق اليوم» (امس). ويعتبر موقع داريا استراتيجياً بالنسبة الى النظام والمعارضة. فهي تبعد كيلومترات قليلة عن القاعدة العسكرية في المزة غرب العاصمة. كما انها قريبة من ضاحية كفرسوسة التي تحوي عدداً من المقرات الحكومية ومركزاً للاستخبارات اضافة الى وزارة الداخلية التي تعرضت لتفجير منذ اسابيع الحق اضراراً بالمبنى واصاب الوزير بجراح. ويرى المراقبون انه اذا تمكن النظام من استعادة السيطرة على داريا فان ذلك سيعزز قدرته في الدفاع عن العاصمة التي باتت مهددة بشكل كبير في الآونة الاخيرة، وخصوصاً في ضواحيها الشرقية والجنوبية. من جهة اخرى واصل مقاتلو المعارضة هجماتهم على مطار حلب مطار الدولي الذي بات مغلقاً بسبب المعارك المحيطة به، وافاد المرصد عن اشتباكات في محيط المطار قرب مقر الكتيبة 80 المكلفة حمايته، والتي يحاصرها المقاتلون المعارضون منذ ايام، في محاولة للسيطرة عليها والتقدم نحو المطار المقفل منذ الثلثاء الماضي بسبب الهجمات وعمليات القصف التي يتعرض لها. وفي دير الزور حيث يسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء كبيرة من المحافظة وعلى حقول نفطية وعلى مطار حمدان العسكري، افاد المرصد عن اشتباكات في محيط المطار العسكري في المدينة. الى ذلك، اعلنت حكومة سلوفينيا امس اعترافها ب «الائتلاف الوطني» «ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري». وجاء في بيان حكومي ان «الرئيس السوري بشار الاسد فقد كل شرعية كان يملكها للاستمرار في حكم سورية، والائتلاف الوطني برهن في محادثاته مع المجتمع الدولي انه شريك يتمتع بالمصداقية والكفاءة».