أقر رئيس الوزراء السويدي فرديريك رينفلت مساء أمس بهزيمته في الانتخابات التشريعية، معلناً أنه سيقدم استقالته اليوم لينهي بذلك ثماني سنوات من حكم البلاد على رأس ائتلاف رباعي من أحزاب يمين الوسط. وقال رينفلت (49 عاماً) أمام حشد من أنصار حزبه "المعتدلون" (وسط يمين) في استوكهولم إن "الشعب السويدي قال كلمته. بناء عليه سأقدم غداً (الاثنين) استقالتي". وأضاف انه سيتخلى أيضاً عن رئاسة الحزب، وهو منصب يشغله منذ 2003. وقال رينفلت: "آمل ان تستمر الرحلة، ولكني لن اكون جزءاً منها. في الربيع ساتخلى عن الرئاسة (رئاسة الحزب) لشخص آخر". وأظهرت نتائج فرز 98 في المئة من الأصوات ان حزب المعتدلين لم يحصل إلاّ على 23.2 في المئة من الاصوات، في مقابل 30.1 في المئة حصل عليها في الانتخابات السابقة. وبهذه النتيجة ستؤول دفة الحكم إلى اليسار وسيتولاها على الارجح الاجتماعيون الديموقراطيون، بقيادة ستيفان لوفن. ولكن البرلمان الجديد سيكون من دون غالبية مطلقة لاي طرف، والسبب في هذا يعود الى النتيجة التاريخية التي أحرزها اليمين المتطرف. وقال لوفين إنه مستعد لبدء عملية تشكيل حكومة جديدة، معتبراً أن السويديين يواجهون تحديات كبيرة بعد ثماني سنوات من حكم يمين الوسط مع ارتفاع نسبة البطالة وتراجع نتائج المدارس. وقال: "إننا في وضع خطير. لدينا آلاف الأشخاص العاطلين ولدينا نتائج دراسية تتراجع أكثر من أي دولة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. هناك شيء ينهار. السويديون أجابوا الآن بأننا نحتاج لتغيير. نحتاج لاتجاه جديد." وأعلن جيمي اكسون زعيم حزب "ديموقراطيي السويد" ان حزبه اليميني المتطرف اصبح "سيد اللعبة" السياسية في البلاد بنتيجة الانتخابات التشريعية التي احرز فيها تقدما تاريخياً بحلوله في المركز الثالث. وقال امام حشد من انصار حزبه في استوكهولم: "نحن الآن أسياد اللعبة المطلقون"، وذلك اثر حلول حزبه في المرتبة الثالثة في الانتخابات بحصوله على 13,1 في المئة من الأصوات، بحسب نتائج الفرز الاولية، ما يؤهله لاحتلال مقاعد مهمة في برلمان لا يمتلك فيه اليسار، متصدر الانتخابات، الغالبية المطلقة. وادلى اكسون بتصريح لتلفزيون "اس في تي" قال فيه انه "لا يمكنهم تجاهلنا كما فعلوا في السنوات الأربع الفائتة". وكان اليمين المتطرف تمكن في 2010 من دخول البرلمان، الا ان الاحزاب السبعة الاخرى المتمثلة في البرلمان (معارضة يسارية من ثلاثة احزاب وغالبية يمين-وسط من اربعة احزاب) اقصته تماماً. وخلال الحملة الانتخابية، تعهدت الأحزاب السبعة ذاتها بانتهاج السياسة ذاتها إزاء هذا الحزب المتهم باعتماد سلوك معاد للمهاجرين وعنصري. وفي جميع الأحوال، يواجه لوفين وهو عامل لحام ومفاوض نقابي سابق مفاوضات صعبة وطويلة لتشكيل حكومة. وعلى رغم أن الحزب الديموقراطي الاشتراكي هو أكبر حزب فقد كانت تلك أسوأ نتيجة حققها في انتخابات منذ 100 سنة.