شهدت التقنية المُسمّاة «حوسبة السحاب» Cloud Computing، تسارعاً في الخدمات المرتبطة بها على الإنترنت في العالم العربي. وتستند حوسبة السحاب إلى مفهوم أن يضع أفراد الجمهور الإلكتروني، ما يملكونه من وثائق وصور وأفلام ومواد سمعية - بصرية وبيانات وتعاملات وغيرها، على الإنترنت، ما يضمن أن يصلوا إليها دوماً، بغض النظر عن أماكن وجودهم، طالما يقدرون على الاتصال بالشبكة العنكبوتية. وباختصار، تصبح شبكة الإنترنت هي البنية الإلكترونية التحتية للجمهور الرقمي في أوجه نشاطاته الشبكية كافة. وبديهي أن توسّع هذا النوع من الممارسة التقنية، يقتضي ظهور خدمات شبكية تتناسب معه. وأخيراً، أعلنت شركة «إي أم سي» EMC، المتخصّصة في البنى التحتية للمعلوماتية، عن خدمات موجّهة إلى جمهور حوسبة السحاب. وأطلقت برنامجاً متخصّصاً بهذا النوع من الخدمات، سمّته «فيلوستي سيرفس بروفايدر» Velocity Service Provider، يتضمّن مستويات متنوّعة تُمكّن مقدّمي خدمات الإنترنت من التعامل مع متطلبات حوسبة السحاب، بطريقة تضمن تلبية حاجات شرائح واسعة من الجمهور الإلكتروني. ونقل مكتب شركة «إي أم سي» في القاهرة عن مركزها في ولاية ماساشوستس، أن تعديلات جذرية أُدخِلَت على برنامج «فيلوستي سيرفس بروفايدر»، خصوصاً تلك المتّصلة بعمل مقدّمي خدمات حوسبة السحاب على الإنترنت. ولعل أبرز تلك التحسنيات أن هذا البرنامج بات قابلاً للتعديل على يد مقدّمي الإنترنت، بالطريقة التي يرونها مناسبة لأعمالهم. ويقتضي هذا الأمر إعطاء بعض التدريب التقني لمقدّمي خدمات حوسبة السحاب كي يستطيعوا استعمال «فيلوستي سيرفس بروفايدر» بطريقة متمكّنة، وهو أمر تعهّدت الشركة النهوض به. وفي المقابل، بيّنت الشركة أنها توسّعت أيضاً في الملامح المؤتمتة من البرنامج نفسه، إضافة إلى زيادة قابليته للتوسيع Up gradable، ما يمكّن مقدّمي الخدمة من تغطية التوسّع في عدد مستخدمي خدمات حوسبة السحاب لديهم. وبفضل هذه الميّزات، صار برنامج «فيلوستي سيرفس بروفايدر» قادراً على التعامل بمرونة مع المبيعات والتسويق والحملات الإعلانية وعمليات التخطيط التقني وغيرها، وهي سمات مهمة خصوصاً بالنسبة لشركات كوابل الإنترنت. وتصل هذه الصيغة المتقدّمة من البرنامج مع حلول العام المقبل. وفي سياق نظرتها إلى استراتيجيات السوق، بيّنت شركة «إي أم سي» أن الاعتماد على حوسبة السحاب ارتفع من 21 في المئة من إجمالي العمليات على الشبكة الدولية في العام 2010، إلى 56 في المئة في 2012.