أسطورة الشفاء من الأمراض المستعصية لا تملك عصا سحرية للعلاج مثل عصا «أسكليبيوس» الإغريق ولا إمبراطورية إعلامية للتعريف بها والتسويق لما تقدمه، إذ إن كل ما تملكه سبابتها اليمنى وصيت ذائع تجاوز حدود المملكة ليصل إلى الدول المجاورة، جعلا لها مكانة تضاهي مستشفيات «جون هوبكنز» و«مايو كلينك» الأميركية الشهيرة، فالرحال التي تشد للمستشفيات ذائعة الصيت قد تشد إلى قرية تبالة بحثاً عن «خبيزة». في بيتها الشعبي القديم جنوب المملكة فتحت عيادة يزيد عدد مرتاديها بشكل يومي عن العدد المعتاد لدى استشاري واحد في عيادة تخصصية. فلا يقل عدد المراجعين عن 50 مراجعاً يومياً، وقد يصل العدد إلى 80 حالة، فضلاً عن المواعيد الخاصة في منزلها. وتستخدم المعالجة الشعبية خبيزة طريقة علاج موحدة في التعامل مع الحالات التي تستقبلها، تسمى «الترفيع»، وتقوم فيها المعالجة بإدخال سبابتها في فم الطفل والضغط إلى أعلى حتى نزول الدم ليخرج المرض معه - على حد زعمها، قبل أن تتحسن حال الطفل بعد يوم أو يومين. فيما تلجأ النساء لخبيزة لعلاج تأخر الحمل بطريقة «التمريخ»، كما لو أنها تستحث الرحم بتدليك منطقة البطن ليتم الحمل، إضافة إلى استخدام طريقتها الشهيرة بإدخال الأصبع في الفم لحالات أخرى. ويمر الوصول إليها بصعوبات عدة بين وعورة الطريق للقرية التي تقطنها بين أودية من جهة، وبُعد المسافة من جهة أخرى، فقرية تبالة في جنوب السعودية وعلى مسافة 48 كيلومتراً شمال غرب محافظة بيشة أضحت معلماً لمن يبحث عن الطب الشعبي بفضل المعالجة خبيزة. المعالجة الشعبية يقال عنها إنها تشرّبت الموهبة بالوراثة من أمها التي بدورها ورثتها عن جدتها، تحدثت إحدى قريباتها (طلبت عدم الكشف عن اسمها) ل«الحياة» أن المعالجة خبيزة ترفض الظهور في أية وسيلة إعلامية، إذ إنها لا تجيد القراءة والكتابة مكتفية بمن حولها من أبنائها وأقاربها للتواصل مع المرضى من طريق رسائل «واتساب» لتحديد مواعيدها، الإقبال المتزايد على عيادتها جعل المقربين منها يبحثون عن أسهل الطرق للساعين للبحث عنها ما دعاهم إلى إنشاء موقع إلكتروني مخصص للتواصل مع خبيزة وتسجيل المواعيد من خلاله، بدلاً من تجشم عناء السفر من أجل الحصول على موعد قد يكون بعد يومين أو ثلاثة. وتضيف: «خبيزة تعالج الأمراض كافة لدى الأطفال بدءاً من اللحمية واللوز وانتهاء بالتوحد والضمور في المخ وبالطريقة ذاتها»، وتحدثت قريبتها عن خبيزة بزهو وكأنها تفخر بقربها من المرأة، إذ ترى أنها ذائعة الصيت ليس على مستوى المنطقة أو حتى المملكة، بل إن عدداً من مواطني دول الخليج يأتون لزيارتها بحثاً عن شفاء لمرض استعصى على الطب، مؤكدة أن حالات عدة وصلت إلى منزل المعالجة، إذ إن المرضى يأتون محمولين بالأيدي وما يلبثون أن ينهضون إثر تدخل محسوب بأصابع «أم سعيد» كما تكنيها، وتضيف أن حالات من المرضى تواصلوا مع المعالجة بعد انتهاء فترة العلاج بفترات طويلة عرفاناً منهم بصنيع المرأة وتدخلها الإيجابي الذي أسهم في زوال مرض أطفالهم ونسائهم.