سيرة وديع الصافي في فيلم «تفادياً لبازار المسلسلات»

كشف أحد أبناء الفنان اللبناني وديع الصافي أن العائلة ستختار «السيناريو الأنسب» للفيلم السينمائي الذي سيصوّر عن حياة «صاحب الحنجرة الجبلية الذهبية»، من بين سيناريوات عدة ستقدم إليها، مشيراً إلى أن هذه النصوص السينمائية قد تستند إلى كتاب للباحث الموسيقي فيكتور سحاب عن سيرة الصافي، إضافة إلى وثائق أخرى.
وكانت عائلة وديع الصافي أعلنت أخيراً أنها وقعت عقداً مع شركة «شيرا برودكشن» اللبنانية للإنتاج لتصوير فيلم سينمائي يتناول سيرة حياة الفنان التسعيني الحافلة بالأحداث.
وقال جورج وديع الصافي: «تلقينا في الأعوام الماضية عروضاً كثيرة لإنتاج فيلم عن سيرة وديع الصافي، من شركات وجهات، لكن والدي وجد أن العرض الذي قدمته شركة شيرا برودكشن هو الأنسب، وارتاح له من كل النواحي، فوقّعناه».
وأضاف: «أهم ما في العقد، بالنسبة إليه ولنا كعائلة، إن القرار عائد لنا في ما يتعلق بمضمون الوقائع والأحداث وما يجب أن يرد منها في الفيلم». ويرى أن هذا الأمر «يجنبنا الوقوع في اللغط الذي وقعت فيه أعمال أخرى تناولت السير الذاتية لفنانين»، موضحاً أن العائلة فضلت إنجاز فيلم، بدل المسلسل، تفادياً للسقوط في «بازار المسلسلات الذي لا ينتهي».
وكان مسلسل عن حياة الفنانة صباح أثار العام الماضي جدلاً في لبنان حول دقة الأحداث الواردة فيه. لكن الأهم، والذي لم يتطرّق إليه النقد الإعلامي والفني إلا لماماً، هو أن مسلسل «الشحرورة» بدا سطحياً في ما يخص فهم الجمهور لأهمية صباح كفنانة وليس بمعنى تسلسل أحداث حياتها فحسب. إذ لم يُظهر لماذا تحولت صباح إلى ظاهرة، ليس في لبنان وحده، بل في العالم العربي، لا سيما مصر، وهي التي تزامن صعودها مع حضور فايزة أحمد ونجاة الصغيرة وشادية وأم كلثوم وغيرهن. كما غاب عن المسلسل السياق الاجتماعي والفني وحتى التكنولوجي لحياة صباح، خصوصاً رواج أسطوانة الفينيل وتسجيلات ما قبل الكاسيت، إضافة إلى العصر الذهبي للسينما المصرية الغنائية، والتجديد في بنية الأغنية العربية نفسها (المقدمة الموسيقية والتأثر بالموسيقى الغربية وغيرها). بل غرق النص التلفزيوني في تفاصيل حياتها الشخصية وعلاقاتها الغرامية بل وفي تبرير تلك العلاقات لجهة أنها كانت تكلّل بالزواج.
وقال جورج الصافي: «سنطرح على عدد من كتّاب السيناريو الأحداث والوقائع ذاتها، بناء على مرجع أساسي هو كتاب للباحث الموسيقي فيكتور سحاب بعنوان «وديع الصافي»، يتناول فيه سيرته ويركز على تحليل أغنياته، بعد ذلك سنختار السيناريو الذي يتناولها بالطريقة الفضلى، ثم نختار المخرج».
وفيكتور سحاب مؤرخ موسيقي له مؤلفات عن تاريخ الموسيقى العربية، أبرزها «السبعة الكبار في الموسيقى العربية»، وموسوعة عن أم كلثوم صدرت بالتعاون مع شقيقه المؤرخ والناقد الموسيقي الياس سحاب، وهما شقيقان للمايسترو اللبناني المقيم في القاهرة سليم سحاب.
ولفت الصافي إلى أنه «سيستعان أيضاً بالأرشيف والمقابلات الصحافية، إذ شهدت حياة والدي أحداثاً كثيرة مشوقة، منها مثلاً تنفيذ انقلاب حين كان في ضيافة العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني».
يذكر أن وديع فرنسيس، المعروف بوديع الصافي، من مواليد 21 تشرين الثاني (نوفمبر) 1921 في بلدة نيحا في قضاء الشوف، جبل لبنان.