أصبحت المآذن اليوم بعد اختراع مكبرات الصوت مستقراً لأبواق تلك الأجهزة الصادحة بكلمات التوحيد وإعلام الناس بدخول وقت الصلاة وموعد الإمساك والإفطار والاستماع إلى قراءة الأئمة ومتابعتهم طوال الشهر الفضيل، خصوصاً تلك المنازل القريبة من بيوت الله. وفي العصر الحديث وبخاصة في الحرمين الشريفين اهتمت السعودية ببنائها وإضفاء المزيد من الخاصية للمآذن وإعطائها الشكل البديع الذي يزيد من هيبة المكان وروعته وتقديم كل ما يمكن من توسعات وإضافات منذ المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله وأبنائه من بعده. فاشتمل المسجد النبوي على ست مآذن جديدة ارتفاع كل منها حوالى (104م) وبذلك يكون للمسجد بعد التوسعة 10 مآذن، تم تصميمها بحيث تتناسق مع أحدث النظم الهندسية، إذ بلغ عمق كل منارة (50.45) متراً. ووزعت هذه المنارات على كامل التوسعة، وأخذت الشكل العثماني والمنارات المنتشرة في مصر وألبانيا على حد قول الباحث في الشؤون الإسلامية والتاريخية سمير برقة، وأضاف: «تميزت مآذن المسجد الحرام في مكة بشكلها البديع واستقامتها اللافتة وزينت واجهات المسجد الحرام تسع مآذن شامخات مرتبة على نحو جمالي متناسق مع بناء المسجد عموماً» وزاد: «ما يدل على قوتها وصلابتها صمودها أثناء إطلاق النار في اعتداء جهيمان العتيبي الشهير على المسجد الحرام قبل أكثر من 30 عاماً»، مشيراً إلى أنها: «تتكون من أجزاء عدة تمثل الطبقات المختلفة والتي يمكن ملاحظتها خارجياً ويمثل اختلاف المقاطع فيها تدرجاً، إذ يبدأ بالمربع فالمثمن فالمستدير ويبلغ ارتفاع المئذنة اكثر من 90 م تقريباً، وسيتم إضافة أربع مآذن جديدة في توسعة الملك عبدالله ليصبح العدد 13 مئذنة تعكس الجهد الكبير الذي تبذله الدولة تجاه البقاع المقدسة كافة».