يستخدم معظم المزارعين الأوروبيين جرارات قوية لحراثة أراضيهم، لكن بعضهم قرر استبدال الآلات الزراعية بالحيوانات، مؤكداً أنها وسيلة حديثة وعصرية. ومنذ أكثر من عشرين سنة، تطور جمعية «بروماتا»، التي تتخذ من أرييج (جنوب شرقي فرنسا) مقراً لها، أدوات جديدة مصممة خصيصاً لتجرها حيوانات، وتروّج الجمعية لهذه الأدوات باعتبارها غير ملوثة وتلائم الأراضي التي يصعب النفاذ إليها. وأفاد أحد الأعضاء المؤسسين للجمعية جو بالاد بأن «الهدف هو السماح للمزارعين بإعادة استثمار المناطق الزراعية المهجورة بسبب الزراعة الصناعية والمساحات والهضاب التي لا تلائمها على الإطلاق الآلات الحديثة». وأنشئت الجمعية عام 1991 بعد اجتماع بين مزارعين من أرييج والمهندس جان نول الذي كرس حياته لاستحداث أدوات تجرها حيوانات وتطويرها في دول العالم الثالث. وافتتحت «بروماتا» مصنعاً لها في قرية ريمون، وطورت «حاملة أدوات» هي عبارة عن آلة يمكن أن تضاف إليها مجموعة كبيرة من أدوات الحراثة. ويجر هذه الآلة أي نوع من الحيوانات، كالحصان أو الحمار أو البغل. ومنذ عام 2005، بيعت نحو 500 آلة من هذا النوع مخصصة لزراعة البساتين في فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا. ودربت الجمعية التي تطوّر «حاملة أدوات» جديدة مخصصة لزراعة الكروم، مئات المتدرجين في بلدان، مثل الجزائر وبوركينا فاسو والنيجر ومدغشقر. ويقدر المهندس الزراعي مارسيل مازوير أن من أصل 1.4 بليون مزارع في العالم، هناك بليون مزارع لا يملكون حيوانات ولا جرارات. ويقول إن «الوصول إلى آلات تجرها حيوانات سيكون أفضل إنجاز يحققونه في السنوات الخمسين المقبلة». وفي أرييج، استبدل مايك أوير، وهو بريطاني في الرابعة والخمسين، وزوجته ماريون لو باج الآلات بالحيوانات في أرضهما التي تنتج محاصيل عضوية. وأوضح مايك أن «هذا النظام يتيح حراثة خفيفة تبقي الطبقة العليا من الأرض المليئة بالمواد العضوية على السطح، خلافاً للجرار»، ويسمح باستثمار مساحات صغيرة من دون الحاجة إلى قروض كبيرة.