قتل مسلحون مجهولون ضابطين كبيرين في الشرطة في سيناء، أحدهما العميد محمد سلمي قائد قطاع الأمن المركزي في رفح، في وقت أدعت جماعة «أنصار بيت المقدس» أن مروحية إسرائيلية قصفت سيارة كانت تقل 3 من أعضائها داخل الحدود المصرية وقتلتهم. وكان الجيش المصري أوضح في بيان أن قواته قتلت 3 «تكفيريين» في سيارة قرب خط الحدود الدولية مع إسرائيل. وكان بين القتلى خالد المنيعي شقيق شادي المنيعي زعيم التنظيم، وهو ينحدر من قبيلة السواركة الكبرى في سيناء. وقتل مسلحون أمس العميد محمد سلمي، الذي ينتمي إلى القبيلة نفسها، وهو قائد قطاع الأمن المركزي في الأحراش في مدينة رفح. واستهدفه مسلحون بوابل من الطلقات النارية أثناء عودته من مقر عمله إلى منزله في مدينة الشيخ زويد، على الطريق قرب منطقة الشلاق والخروبة في المدينة. وقتل في الحادث أيضاً عميد في الشرطة كان يرافق قائده. وكانت جماعة «أنصار بيت المقدس» قالت في بيان إن قصفاً نفذته طائرة إسرائيلية من دون طيار أسفر عن مقتل المنيعي، واثنين من قبيلة أخرى في سيناء. وكذّب مصدر عسكري بيان الجماعة. وقال ل «الحياة» إن «احداثيات العملية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن استهداف السيارة تم بواسطة مروحية عسكرية مصرية»، لافتاً إلى أن الطائرة المصرية تمكنت من الوصول إلى السيارة قبل وصولها إلى الحدود الدولية برفح بنحو 8 كيلومترات وتمت العملية كاملة بواسطة القوات المصرية. في غضون ذلك، تعهد الرئيس عبدالفتاح السيسي مجدداً بالقصاص من قتلة الجنود في واحة الفرافرة. وقال في كلمة ألقاها لمناسبة الاحتفال بليلة القدر: «لن نتركهم.. والله لن نتركهم. نحن متأكدون من نصر ربنا لأن الله ينصر الحق على أهل الباطل وهم أهل الباطل». وكان مسلحون قد قتلوا قبل أيام 22 ضابطاً وجندياً في نقطة لحرس الحدود قرب واحة الفرافرة في محافظة الوادي الجديد. وقال السيسي: «كل من قتلنا إما قبضنا عليه أو قتلناه. نحن مستعدون للموت دون وطننا ودون ديننا. لكم في القصاص حياة». من جهة أخرى، وقعت اشتباكات محدودة بين قوات الشرطة ومتظاهرين من جماعة «الإخوان المسلمين» نظموا أمس مسيرات صغيرة في القاهرة وبعض المحافظات. وكان «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي دعا أنصاره إلى الاحتشاد بدءاً من أمس وطوال أيام الأسبوع، في إطار فعاليات «عيد الشهداء». وخرجت مسيرة محدودة ل «الإخوان» في شارع الهرم في الجيزة، بعد صلاة الجمعة، تصدت لها قوات الشرطة وفرقتها بقنابل الغاز المسيل للدموع، قبل أن تطارد قوات الشرطة المحتجين في الشوارع الجانبية، وتلقي القبض على عدد منهم. وتكرر المشهد ذاته في شارع جسر السويس، شرق القاهرة، بعد أن أشعل مناصرو «الإخوان» النيران في إطارات السيارات، لغلق الطرق، فتصدت لهم قوات الشرطة، وفرقتهم بقنابل الغاز المسيل للدموع، وطاردتهم في الشوارع الجانبية. ووقعت مناوشات مماثلة في مدينة الفيوم في الدلتا. وبدأت وزارة الداخلية استعداداتها لتأمين الشوارع والميادين الرئيسية خلال احتفالات عيد الفطر، إذ كان «تحالف دعم الشرعية» دعا في بيانه إلى الاحتشاد بدءاً من الأحد في مختلف الميادين وأمام منازل قتلى المواجهات بين الشرطة ومؤيدي مرسي، تمهيداً ل «انتفاضة القصاص» المقررة في 14 آب (أغسطس) المقبل، الذي يوافق الذكرى الأولى لفض قوات الأمن اعتصامَي مؤيدي مرسي في رابعة العدوية والنهضة. وقالت وزارة الداخلية إنها وضعت «خطة أمنية ومرورية لتأمين المنشآت والمواطنين خلال احتفالات عيد الفطر تتضمن زيادة القوات المشتركة في التأمين وتسليحهم وانتشار خبراء المفرقعات في المناطق الحيوية». وأوضح المتحدث باسم الوزارة اللواء عبدالفتاح عثمان أن وزير الداخلية وجّه بتسليح كل القوات المشتركة فى عملية تأمين المنشآت المهمة والحيوية والشرطية بالأسلحة الثقيلة للتعامل الفوري والحاسم مع أي محاولات للاعتداء عليها. وأضاف أنه سيتم خلال العيد تكثيف انتشار الأرتال الأمنية للمرور بشكل مستمر ومتواصل على أماكن التجمعات الجماهيرية، مشدداً على أن وزارة الداخلية ستتصدى لأي ممارسات تتعلق بالآداب العامة من خلال نشر شرطيين وشرطيات سريين في أماكن التجمعات.