أظهرت دراسة أجريت على القردة نشرت نتائجها في مجلة «نيتشر» العلمية أن مواقع تخزين الفيروسات التي تمثل حالياً العائق أمام القضاء على فيروس «إتش أي في» المسبب لمرض الايدز من طريق علاجات بواسطة مضادات للفيروسات، تنتشر سريعاً جداً في الجسم. واعتبر الباحثون الاميركيون الذين اشرفوا على الدراسة أن الانتشار السريع للغاية لمواقع التخزين هذه يمثل «تحدياً جديداً ومهماً أمام استراتيجيات القضاء على الفيروس». وتقع مواقع التخزين هذه في خلايا من جهاز المناعة معروفة بالخلايا اللّمفوية «تي» حيث بإمكان الفيروس الافلات من العلاجات وحيث يمكن الإصابة أن تنطلق من جديد في حال التوقف عن العلاج بمضادات الفيروسات. وتمثّل هذه المواقع الحاجز الأول أمام الفعالية الكاملة للعلاجات التي تسمح اليوم بجعل كشف الفيروس في الدم متعذّراً لكنها لا تسمح بالتخلص منه بالكامل. وهذه «الملاجئ» للفيروس تمثل جزءاً مهماً من البحوث لمكافحة الايدز. وخلص الفريق الطبي الى أن قيام هذه المواقع لتخزين الفيروس لدى نوع من القردة حصل بعد أقل من ثلاثة ايام من تلقيح القرد بنوع من فيروس «إتش أي في» معروف باسم «في أي أس» في وقت كان كشف هذا الفيروس في الدم لا يزال متعذراً. وعولج 20 قرداً حقنت بالفيروس، من طريق علاج بمضاد فيروسي، بعد ثلاثة أو سبعة أو عشرة أو 14 يوماً من حقنها بالفيروس. والقردة التي عولجت بعد ثلاثة أيام فقط من الاصابة، لم يظهر لديها رد فعل من نظام المناعة للتصدي لهذه الاصابة. لكن لدى كل هذه القردة، استتبع إلغاء العلاج في غضون 24 اسبوعاً بعودة الاصابة بالفيروس. وفي حالة القردة التي عولجت في وقت أبكر، استغرقت عودة الفيروس للظهور وقتاً اطول لكنها ظهرت في شكل منهجي. وعزّزت نتائج هذه الدراسة تلك التي أظهرتها حالة «طفلة ميسيسيبي». فهذه الطفلة المولودة من أم مصابة بالفيروس تلقت جرعات كبيرة من العلاج بعيد ولادتها واستمر علاجها 18 شهراً الى أن فقد الاطباء أثر الفيروس لديها. وعندما أعاد الاطباء التجربة بعد خمسة أشهر، لم يجدوا اي اثر للفيروس. الا ان عودة الفيروس الى الظهور حصلت مع الوقت بعد أكثر من عامين على التوقف عن العلاج، وبالتالي أصبحت الفتاة ايجابية المصل مجدداً.