عبر عدد من ضيوف «الجنادرية 27» خلال مشاركتهم في حفلة إعلان أسماء الفائزين بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في دورتها الخامسة، عن امتنانهم وتقديرهم لرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لهذه الجائزة العالمية إحدى آليات مبادرته للحوار بين الحضارات، وجهوده في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية. وأثنى عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة اليرموك الأردنية الدكتور محمد غوانمة على أهداف الجائزة، وقال إنها تعيد إلى الأذهان صفحات مشرقة من التاريخ العربي والإسلامي. واهتمامهم بالترجمة من خلال تجربة بيت الحكمة في عهد الخليفة المأمون. وهو ما أسهم في ازدهار الحضارة العربية والإسلامية. ورفدها للحضارات الأخرى في كثير من مجالات العلم والمعرفة والإبداع. وأوضح غوانمة أن: «الجائزة وما تتيحه من انفتاح على الثقافات الأخرى والتعريف بالثقافة العربية. يأتي من باب إعادة أمجاد الأمة العربية والإسلامية. والسعي لأن تتبوأ مكانة رفيعة وتسهم بدور بارز في مسيرة الحضارة الإنسانية. ولا سيما وأن اقترانها باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ورعايته لها يمنحها قدرة هائلة لتحقيق أهدافها النبيلة. فيما قال الرئيس السابق لجامعة محمد الخامس بالمملكة المغربية وأستاذ الفكر السياسي الدكتور سعيد العلوي إن «الجائزة انجاز فكري وعلمي يبعث على الفخر والاعتزاز لكل الناطقين باللغة العربية. لما تحمله من دلالة على اهتمام أبناء الحضارة العربية والإسلامية بالعلم والمعرفة. وحرصهم على التواصل مع الآخرين من أبناء الثقافات الأخرى». عاداً الجائزة هدية من الملك عبدالله بن عبدالعزيز للثقافة العربية والعلماء والباحثين وطلاب العلم. وعن أثر الجائزة في مد جسور الحوار الحضاري أضاف الدكتور العلوي: «قديماً كان العرب يقولون من عرف لغة قوم أمن مكرهم. والآن ندرك جميعاً أن من عرف لغة قوم وعى خصائصهم ومنطقهم، واستفاد من حضارتهم ومعارفهم وعلومهم، ومن هنا تتجلى أهمية الجائزة في تحقيق مثل هذا التواصل والتعارف والذي سنلمس أثره في المستقبل». وفي الاتجاه ذاته أكد الأستاذ بجامعة تونس الدكتور جمعة شيخة أن جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة جاءت في الوقت المناسب لتمنح العالم العربي فرصة كبيرة للحاق بركب التقدم العلمي والمعرفي، والإفادة من خبرات الآخرين، من خلال الاطلاع على الأعمال العلمية والفكرية والثقافية المميزة. مشيراً إلى أن شمولية فروع الجائزة للعلوم الإنسانية والتطبيقية تضاعف من قدرتها على تزويد المكتبة العربية، بكثير من حاجاتها من مصادر المعلومات الحديثة في مجالات الطب والكيمياء وغير ذلك من المجالات التي لا غنى عنها لتحقيق التنمية. المتوكل: الملك عبدالله مهموم بأمور الأمة أكدت الشاعرة الدكتورة ابتسام المتوكل المسؤولة الإدارية باتحاد الأدباء والكتاب في اليمن سابقاً. وإحدى ضيوف المهرجان الوطنى للتراث والثقافة لهذا العام أنه إذا استمر النشاط الثقافي في الجنادرية وسواها من المهرجانات بهذا التبصر والوعي. فإننا لا ريب سنقطف ثماراً ايجابية لوجود ثقافة سلام وحوار أساسها احترام الثقافات والوعي بتنوعها. وحول قرار خادم الحرمين الشريفين إلغاء الأوبريت من حفلة افتتاح الجنادرية 27 تضامناً مع ما تشهده الشعوب العربية قالت الشاعرة اليمنية: «الموقف ليس بمستغرب على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. فهو المهموم بأمور هذه الأمة. وان كنت تأسفت على إلغاء أوبريت هذا العام تحديداً لأنه من كتابة امرأة سعودية شاعرة رحلت عن الحياة. إلا أنني أتفهم هذا الألم المرير تجاه ما يحدث فى الساحة العربية. المثخنة بالدم والضحايا من الأطفال والنساء والشباب الذين يتساقطون من دون أن يهتز الضمير العالمي لإيقاف كل هذه المذابح».