مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المحلية في شمال العراق، تزداد ضغوط الحزب الديموقراطي الكردستاني على الأحزاب والجماعات التي ستخوض الانتخابات بقوائم مستقلة، وآخر مثال على ذلك الانقسام الذي حدث داخل حزب كادحي كردستان. ان حزب كادحي كردستان، الذي تأسس على يد مجموعة انشقت عن الحزب الشيوعي الكردستاني والحزب الاشتراكي في عام 1985، له حالياً ثلاثة مقاعد في البرلمان الاقليمي. ويترأس قادر عزيز الحزب منذ تأسيسه وهو في الوقت ذاته أحد الأعضاء الأكراد في «اللجنة العليا لتنفيذ المادة 140». وكانت اللجنة المركزية لحزب كادحي كردستان قد أعلنت في اجتماعها في السليمانية أواخر آذار (مارس) الماضي بأنه تمت تنحية رئيس الحزب قادر عزيز بسبب التصرفات المخالفة لميثاق الحزب ومبادئه الأساسية، حسب قولها. في غضون ذلك، انعقد المؤتمر العام السادس للحزب وأعيد انتخاب قادر عزيز رئيساً للحزب. وأعلن المعارض بهمان حسين بأن المجموعة المعارضة تواصل مهماتها داخل الحزب ولم تترك الحزب، مدعياً بأن المؤتمر لم يكن شرعياً. ومن جهة أخرى يتردد بأن المجموعة المعارضة لقادر عزيز لها ارتباطات بالحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. وتظهر هذه العلاقة كأفضل مثال على محاولات الحزب الديموقراطي الكردستاني، اضعاف الأحزاب غير المؤيدة له. ومن الواضح أن برزاني يسعى الى تحويل الخلافات داخل الاتحاد الوطني الكردستاني وكذلك قرار استفالة نوشيروان مصطفى من الحزب وترشحه للانتخابات منفرداً، لتصب في مصلحته، وهو لا يرغب في التحالف مع الاتحاد الوطني الكردستاني خشية ألا يفقد أصواته. ويشترط برزاني من أجل تشكيل تحالف مع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في الانتخابات عدم مشاركة نوشيروان مصطفى في الانتخابات الى جانب ضمان تصويت الأخير ومؤيديه للاتحاد الوطني الكردستاني. ان الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يصر على اجراء الانتخابات على أساس القوائم المغلقة بهدف زيادة أصواته، يخشى عدم الحصول على الأصوات، ليس فقط من التحالف الذي ينتمي اليه حزب كادحي كردستان فحسب، بل وأيضاً من المجموعة المنشقة عن الاتحاد الوطني الكردستاني. ممدوح الطائي - بريد الكتروني