عندما التقته «الحياة» أخيراً، كان سرحان مدعوّاً إلى المشاركة في أعمال «المؤتمر الدولي الثالث لإصابات الحبل الشوكي» International Spinal Cord Injury Conference في الرياض، تحديداً في «مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانيّة». وقال سرحان: «ساعدني المؤتمر على التعرّف إلى صورة لم أكن أعرفها بصورة مباشرة. عرفت أن السعودية فيها 50 ألف إصابة، مع ملاحظة أن المعدل العالمي لإصابات الحبل الشوكي هو 11 إصابة لكل مليون نسمة. وكذلك لوحِظ أن حالات الانقطاع في الحبل الشوكي تصيب الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و22 عاماً. وتتصدّر حوادث السير، بما فيها الاصطدام بالجمال، قائمة أسباب إصابات الحبل الشوكي في السعودية. أكثر ما أسعدني في المؤتمر هو توقيع اتفاقية لنقل المعرفة بين «مدينة سلطان الإنسانيّة» و «مشروع ميامي لشفاء الشّلل» Miami Project to Cure Paralysis، وهو من أبرز المراكز الدوليّة في المقاربات المتقدّمة لإصابات الحبل الشوكي، خصوصاً في مجال هياكل الروبوت الجسدية Robotic Exoskeleton وبحوث خلايا المنشأ (الجذعيّة) Stem Cells. وتصنّف تلك المدينة ضمن المراكز العشرة الأبرز عالمياً في التأهيل الشامل للمُعوقين. وبعدما حلّ ضيفاً على أستراليا ونيوزلندا، انتقل المؤتمر إلى الشرق الأوسط للمرة الأولى عبر السعودية. وأود التنويه بأن الدكتور بارث غرين أطلق مشروع الشفاء من الشلل في عام 1985، خصوصاً الذي يرافق إصابات الحبل الشوكي، عبر جهد مشترك من «الرابطة الوطنية للركبي» في أميركا وجامعة ميامي، بعدما أصيب ابنه مارك أثناء مباراة للركبي، ويصنف مشروع «ميامي» بأنه «مركز تميّز علمي» في البحوث الشاملة عن إصابات الحبل الشوكي، ترعاه جامعة «ميامي». أنا أعمل في مركز «سيتال» CETAL للتميّز العلمي، وأعرف عمّا أتحدّث. أود التذكير بأن اسم «سيتال» يختصر عبارة Centre of Excellence for Telehealth & Associated Living ترجمتها الحرفيّة هي «مركز التميّز في الطب عن بُعد والمساعدة في العيش». وأُعلِنَ في المؤتمر أن اتفاقيّة نقل المعرفة بين «مدينة سلطان الإنسانيّة» و «مشروع ميامي»، تساعد السعودية على التقدّم في بحوث خلايا المنشأ التي تمثّل أحد أهم ثورات العلم المعاصرة. وقال سرحان: «كنت مسروراً بأن بلداً عربيّاً يتقدّم في هذا المجال العلمي الحسّاس».