لا شئ يمكن ان يغتال فرحة عروس في السعودية في ليلة زفافها مثل رفض فرقة من "الطقاقات" احياء العرس، ما يجعل الحفل غصة في حلقها الى آخر يوم في حياتها. و"الطقاقات"، كعرف عام، هي فرق شعبية تستخدم آلات موسيقية ومنها "الدفوف" بشكل رئيسي لاحياء الحفل، الا ان لدى بعضهن اصواتاً جميلة تنافس بعض المطربين بل تتجاوز "مغنيي ستار اكاديمي بكثير" كما تقول احداهن. في الماضي كانت هذه المهنة لأصحاب العوز وكانت السيدات اللواتي يقمن بالعزف والغناء يتخفين خلف "براقعهن" حتى لا يتمكن احد من التعرف عليهن اما اليوم فتطورت المهنة ولم يعد بالامكان الانتساب لإحدى الفرق طالما ان المتقدمة لا تتوافر فيها الشروط اللازمة وهي ان تكون تجيد الغناء او العزف على الآلات الموسيقية. "كما انه لم يعد من الضروري التخفي طالما ان اي عرس لا يكتمل الا بوجودهن، بل على العكس فإن اعضاء تلك الفرق باتت تجد قبولاً لدى مجتمع السيدات عسى ان يتم الاحتياج لهن في فرح او حفلة خاصة. واصبحت هذه الفرق تفرض شروطاً، لا سيما تلك التي تقيم في مناطق اخرى ويتم طلبها، مثل ان يتحمل الداعي تكاليف اقامتهن في فندق من خمس نجوم مع تحمّل المصاريف الاخرى مثل تصفيف الشعر وما شابه الى جانب وضع كراس، على عكس الماضي عندما كن يجلسن على الارض مع اشتراط ان يرافقن المعازيم على موائد الطعام بعدما كن في الماضي يأكلن ما تبقى من طعام. وتتراوح تكاليف التعاقد مع "الطقاقات" من 5 الاف ريال الى اكثر من 80 الف ريال اكثر من 21 الف دولار في الليلة الواحدة. ويتداول اسم الفرقة التي ستحيي حفل الزفاف على نطاق واسع، وتقول احدى السيدات "عند تلقي الدعوة لا بد من التقصي لمعرفة اذا ما كانت هناك فرقة بالدرجة الاولى ومن ثم معرفة من هي تلك الفرقة". وتضيف ان اسم الفرقة ضروري جداً فهو "يحدث فرقاً". وتشير الى انها شهدت موقفاً في أحد الأعراس لفرقة كانت تحيي حفل زفاف عندما أبلغتها سيدة الحفلة بأنه تم تخصيص طاولة طعام ل"الطقاقات" وهنا ثارت ثائرة رئيسة الفرقة وصرخت بأعلى صوتها "نحن لسنا طقاقات بل فنانات". وكادت ان تنسحب مع فرقتها من العرس لتبدأ مرحلة التأسف والترجي لعدم الانسحاب لأن ذلك يعني انهيار الحفلة.