من أين يأتي الولد؟ أين كنت قبل أن أولد؟ لماذا تذهب الأم الى المستشفى للولادة؟ لماذا لا يوجد أسنان عند الوليد؟ لماذا نفقد الأسنان الأولى اللبنية؟ لماذا لا يمشي الوليد بعد الولادة؟ لماذا لا يملك الانسان ذنباً كالحيوان؟ لماذا نصبح كباراً؟ لماذا نبكي عندما نتعرض لبعض المواقف؟ لماذا نأكل ونشرب؟ لماذا نتثاءب؟ لماذا يجب أن ننام كل يوم؟ لماذا نغمض العينين عند النوم؟ لماذا لا تقع العينان من الرأس؟ لماذا نحلم؟ لماذا لا نحس بالألم عند قص الأظافر؟ لماذا لا يوجد شعر على رؤوس بعض الناس؟ لماذا تتحرك الأجفان؟ لماذا يملك بعض الناس الشوارب؟ لماذا يملك البعض شعراً أبيض؟ لماذا يتقوس ظهر الشيوخ؟ لماذا، لماذا، ولماذا...؟ هذا غيض من فيض من الاسئلة التي قد يخطر على بال الأطفال طرحها على ذويهم، وهذه الأسئلة ليست آتية عن سابق قصد وتصميم، كما يقال في حكم القضاء، ولكنها عفوية، آنية تخترق مخ الطفل في لحظات. الأهل قد تركبهم الحيرة فيستغربون الاسئلة الصادرة عن طفلهم فلا يعرفون كيف يردون عليها، لا مانع هنا ان يقول الأهل لولدهم صبي أو بنت ان سؤاله فيه بعض الحرج ولكنهم يعدونه بأنهم سيتطرقون له في وقت لاحق مع التأكيد له أن سؤاله ليس هو لب المشكلة وانما توقيت السؤال! بشكل عام يمكن القول ان الأطفال لا يطرحون اسئلة سيئة، وأن اسئلتهم غالباً ما تكون بديهية، وعلى الأهل ان يحذروا من الطريقة التي يجيبون عليها بحيث تكون الردود مشجعة للطفل على متابعة مشوار الحوار والاستفسار، لا مثبطة له والا فإنه يتوقف أو يتردد كثيراً قبل أن يفكر في طرح ما يخطر على باله من اسئلة يريد التحدث فيها. على الأهل أن يمعنوا النظر ملياً في طريقة الرد على الطفل وان اجوبة مثل: "من قال لك هذا"، "متى سمعت ذلك"، "انت ما زالت صغيراً"، "سنتكلم في الموضوع بعد أن تكبر"... هذه الردود تعتبر مثبطة غير مشجعة وبالتالي ستجعل الطفل يفكر ألف مرة قبل طرح ما يجوب مخيلته. على الأهل أن يستعيضوا عن الاجوبة السالفة الذكر بأجوبة تجعل الطفل فخوراً بطرح اسئلته لتعزيز الثقة بنفسه، فمثلاً يتم الرد على الطفل ب: "ان سؤالك جيد"، "سأستفسر عن الموضوع الذي طرحته وسنتكلم سوية عنه في وقت قريب"، "ما رأيك أنت في الجواب"، "أنا راض عن سؤالك"... ان مثل هذه الاجوبة تجعل الطفل يشعر بأنه محط اهتمام أهله وأنهم مستعدون للأخذ والرد معه وهذا له أكبر الأثر على شخصيته ونفسيته و... تربيته