ولي العهد يتبادل التهاني مع ملك البحرين وأمير الكويت والرئيس التركي ويتلقى اتصالاً من رئيس المجلس الأوروبي    بيلينغهام يهدي إنجلترا فوزاً صعباً على صربيا.. وفيخهورست ينقذ هولندا    تطوير مركز عمليات مكة الذكية    المجسمات الجمالية تزين الشرقية    أميركا: توقعات بزيادة استهلاك الكهرباء مع موجة شديدة الحرارة    أمير مكة يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة عيد الأضحى    نستثمر في مستقبل المملكة والعالم    تين هاج: إدارة مانشستر يونايتد أبلغتني بالاستمرار مدربا للفريق    العيال لم تكبر !    في فمي ماء !    وزير الداخلية يلتقي منسوبي الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد    متحدث «الداخلية»: الحجاج أدوا طواف الإفاضة اليوم بكل يسر وطمأنينة    القبض على مهرب مخدرات إثيوبي    40 ألف ذبيحة في أول أيام عيد الأضحى بمسالخ الرياض    ردة الفعل تجاه مستيقظي العقل    العيد.. فرصة للتجديد!    صلاة العيد على أنقاض المنازل    الغيص: الأولوية لأمن الطاقة وتوفيرها بأسعار معقولة وتعزيز الاستدامة    عبد العزيز بن سعود يقف على سير العمل في مستشفى قوى الأمن بمكة المكرمة    وزير الداخلية يُدشن قيادة الإدارة العامة للمجاهدين في مشعر عرفات    عاتق البلادي يحصي آثار أم القرى    د. السعدي وسالف الذكريات    الكتابة العلاجية    دعم سعودي لجهود إنهاء الصراع الروسي - الأوكراني    أمير الرياض يستقبل المهنئين بعيد الأضحى المبارك    صندوق الاستثمارات العامة و«أرديان» يعرضان شراء 37.6 % من مطار هيثرو    أمراء المناطق والمحافظون يتقدمون المصلين في صلاة عيد الأضحى    معسكرات الخدمة العامة تغرس روح العمل التطوعي في الشباب    السجن والغرامة والترحيل ل18 مخالفًا لأنظمة الحج    سامسونج تكشف عن هواتفها الجديدة في يوليو    التجارة: تصعيد أكثر من 36 مليون سلعة تموينية للحجاج في مشعر منى أول أيام عيد الأضحى    التضخم يستقر عند 1.6% للشهر الثالث    وكيل إمارة منطقة الباحة يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين    الملك: تقبل الله طاعة الحجاج وأدام الأمن لوطننا    5.61 ألف تيرابايت استهلاك البيانات يوم عرفة    "الصحة" توضح كيفية تجنب الإجهاد العضلي في الحج    الدفاع المدني يدعو ضيوف الرحمن إلى اتباع تعليمات السلامة في قطار المشاعر    وكيل محافظة بيش يتقدم المصلين لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك ويستقبل المهنئين    محاولة أخيرة من الاتحاد لضم محمد صلاح..وتحديد البديل    وزير الإعلام يرفع التهنئة لخادم الحرمين وولي العهد بعيد الأضحى المبارك    سمو محافظ الخرج يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين    محافظ الطائف يؤدي صلاة عيد الأضحى في مصلى الخالدية    رئيس مجلس الشورى يهنئ القيادة الرشيدة بعيد الأضحى المبارك    الرئيس المصري: لمست في الحج حسن التنظيم والخدمات.. شكرا للملك سلمان وولي العهد    "روبوتات المطاعم " هل تهدد وظائف البشر ؟    أمطار رعدية المرتفعات الجنوبية    الكشافة تواصل جهودها بإرشاد الحجاج التائهين في مشعر عرفات    عروض مسرحية وفلكلور شعبي في احتفالات الشرقية بعيد الأضحى    توصية متكررة بتحديث متصفح «غوغل»    «الكانفاس» نجمة الموضة النسائية    القبض على بلوغر إماراتية بعد تصويرها مقطعا في مكان محظور    اكتشاف النهر المفقود في القطب الجنوبي منذ 34 مليون سنة    أبرز أمراض العيد وكيف يمكن الوقاية منها    5 مخاطر للأشعة فوق البنفسجية    ابتكار علاج جيني يؤخر الشيخوخة    في هذه الحالة.. ممنوع شرب القهوة    وزير الإعلام يتفقد مقار منظومة الإعلام بالمشاعر المقدسة    الرئيس المصري يزور المتحف الدولي للسيرة النبوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خاتمي يورط رفسنجاني في الهزيمة . الثورة الايرانية الثانية ... بيضاء !
نشر في الحياة يوم 28 - 02 - 2000

قبل الانتخابات التشريعية الأخيرة، شن عدد من أقطاب المحافظين هجوما عنيفاً على الاصلاحيين وقالوا إن أميركا تريدهم ليفوزوا في الانتخابات وينقلوا ايران من ضفة الثورة والاستقلالية ونظام الجمهورية الاسلامية، الى ضفة أخرى جرداء من كل هذه المكاسب. وكان علي أكبر ناطق نوري رئيس "مجلس الشورى الاسلامي" الحالي صريحا في اطلاق هذا الرأي، بينما سارع حسين شريعتمداري مدير تحرير صحيفة "كيهان" الى تقديم ماعنده من وثائق عن "تورط" الصحف الاصلاحية الحديثة الصدور في "مؤامرة" زعزعة اعتقادات الجمهور خصوصا، جيل الشبان، الى محكمة المطبوعات الخاصة عندما كان يحاكم بتهم "لفقها" له الاصلاحيون.
وبعد الانتخابات والفوز اللافت وليس الكاسح للاصلاحيين، خصوصا في طهران والمدن التي كانت مغلقة للمحافظين،اعتبر المحافظون ومعهم صحيفة "كيهان" الاصولية الخاضعة لاشراف المرشد،أن ماحصل يعد انتصارا حاسما للنظام ولارادة الشعب، لكنهم لم يستطيعوا اخفاء قلقهم بتصريحات متناثرة عن قلق من مجهول مابعد تشكيل المجلس الجديد والأجواء الضاغطة التي سيوجدها باتجاه التغيير الذي لايقف عند سقف الاصلاحات داخل النظام وفي اطار الدستور كما يعبر الرئيس محمد خاتمي.
ان ماحصل في الانتخابات الأخيرة يكشف أن الشعب الايراني الذي كان في أصل المعادلة قبل ثورة الامام الخميني الراحل وبعدها، يظل الرقم الصعب وهو الذي ينقل ايران من ضفة الى أخرى وليس النخب السياسية.
وعكست الحملة الانتخابية والمهرجانات الخطابية أن الاصلاحيين وضعوا كل آمالهم في الفتيان والفتيات وقد أقاموا لهم احتفالات تخللها طرب وموسيقى صدحت بالأشعار الايرانية، بينما رفع المحافظون من جهتم شعارات الاصلاحيين نفسها خصوصا في دعم حكومة خاتمي وحوار الحضارات والحريات المشروعة، لكنهم شددوا على شعار"حل مشكلات الشعب" الاقتصادية في غمز واضح من قناة الحكومة التي اخفقت حتى الآن في تخفيف الأعباء عن المواطن على رغم ارتفاع أسعار النفط0
وكان واضحاً في الحملة الانتخابية أن الرئيس خاتمي الذي ما فتئ يدعو بطريقة مبرمجة الى مشاركة واسعة في الانتخابات، خصوصا جيل الشباب، طالب بأن يتحول يوم "29 بهمن" 18 شباط فبراير أي يوم الانتخابات الى "2خرداد آخر" يوم 23 أيار مايو أي يوم الانتخابات الرئاسية العام 97 في رغبة مكشوفة للتخلص من ايذاء المحافظين له ولبرامجه الاصلاحية. وكشفت الانتخابات وطريقة فرز الأصوات ومارافقها من مظاهر احتفال بالنصر الكبير أن الاصلاحيين بكل أطيافهم،ومن تحالف معهم من الليبراليين، يسعون بشكل جاد ومتسرع الى اقصاء المحافظين وابعادهم نهائيا من المشاركة في كل ما يتعلق بقرار السلطة وبنية النظام، ومن هنا قال خاتمي عشية الانتخابات، وفي تلميح قوي لأن يصوت الشعب لمرشحي الاصلاحيين، إنه يأمل في أن تتمكن الحكومة بعد الانتخابات المقبلة من التعاون مع المجلس لكي تتحرك بمزيد من الثقة نحو تنفيذ برامج التنمية الاقتصادية وتوفير الأمن والعدالة الاجتماعية، مشيراً الى أن هذه أيضا مطالب المرشد آية الله علي خامنئي وما كان يتطلع إليه الامام الخميني الراحل.
لقد رآى الكثيرون ممن لم يرق لهم دخول الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني،خط السباق الانتخابي، أنه يحاول فرملة عجلة الاصلاح ليتنفس المحافظون من خلاله البقاء. وفي هذا الواقع تعرض الرئيس السابق الى حملة وصفت بالظالمة والقاسية، خصوصاً من قبل أنصاره ومؤيديه ومن يعرف دوره المعتدل في سنوات ماقبل انطلاق حركة خاتمي الاصلاحية. وإذا كان بعضهم اعتقد بان نجاح رفسنجاني في الانتخابات قد يكبّل خاتمي، وردد على نطاق واسع أن احتلال رفسنجاني مقعد رئاسة المجلس المقبل، لن يجعل محرك الإصلاح على النحو الذي يأمله الرئيس وأنصاره، فان للشارع، وتحديدا جيل الشبان والمراهقين، كلاماً آخر أعلنه من خلال صناديق الاقتراع.
وقال محللون إن الشارع الايراني خصوصاً جيل الشباب قال كلمته في هذه الانتخابات عندما تأكد له أن صوته يظل مؤثرا في ترجيح ميزان القوى وفي تقرير مصيره وهو شعر أن جيل الثورة الأول والرؤوس الكبيرة والأسماء اوالعناوين التي تعود عليها في المهرجانات ومحافل الخطابة ومراكز القرار والادارة، لم تعد تصلح لعصره الجديد بعدما جربه وجرب معه نظام العائلة الحاكمة مع فارق بسيط في الشكل والأيديولوجيا. وعكست نتائج الانتخابات وهي جاءت بطريقة مفاجئة في عمق الجرح الذي أصاب المحافظين، وفي افول أو محاولة انهاء نجم رفسنجاني،لتعكس أيضا أن الانفتاح الذي يطالب به الايرانيون ليس محدودا بسقف أكده الرئيس خاتمي مرارا وتجاوزت خطوطه الحمر "جبهة خرداد" أثناء الحملة الانتخابية، خصوصا ان الايرانيين يدركون أن رفسنجاني الذي لم يمنحوه ثقتهم كما كان يشاء، كان أول المعتدلين من جيل قادة الثورة عندما كان خاتمي وجماعته "روحانيون مبارز" في أقصى اليسار المتشدد، وأن ابنته فائزة التي جاءت في المرتبة 57 أي أنها لم تدخل رواق المجلس كانت كأبيها أول من أطلقت وهي من عائلة علمائية دينية، دعوات جريئة من أجل توسيع دائرة الحريات الاجتماعية للمرأة وأيدت لها ركوب الدراجات وممارسة الرياضات التي كانت حكرا على الرجال واحتلت في انتخابات العام 96 المرتبة الأولى.
لقد ألقى رفسنجاني بظلاله علي الإنتخابات وظل اسمه يتردد منذ قراره الجريء في النزول الى ساحة السباق، والى مابعد الاقتراع وأثناء فرز الأصوات في سجال ساخن رافقه طعن وغمز واتهام بالتلاعب بالأصوات لرفع أسهمه قليلا الى درجة أن الاشاعات تحدثت عن مطالبة ابنته فائزة التي أخفقت في دخول المجلس، بأن تحسب الأصوات التي حصلت عليها لمصلحة أبيها. ورفضت فائزة في تصريح ل "الوسط" هذه الاشاعات وقالت إن الذين أطلقوها وقتوها مع بدء انتقال رفسنجاني من المرتبة 33 الى 27 ليوحوا للرأي العام أن الشيخ دخل للمجلس بالتزوير والتلاعب. وأضافت "إذا كان التلاعب قادرا على أن يجعل من هو في المرتبة 33 الى المرتبة 27 فلماذا لا يكون بمقدور التلاعب نفسه أن يفعل العكس مع من هو في المرتبة الأولى والثانية" أي أن يجعل النتيجة كما يريد ويحب فيرفع هذا ويخفض ذاك0
وربما كان الأمر صحيحا ما يروج له العديد وهو أن رفسنجاني، الرئيس السابق والثوري القديم، هدد مسعى الإصلاحيين للفوز بغالبية. وأشاع حالة من الفوضي في صفوفهم بقراره خوض الإنتخابات للفوز بأحد من مقاعد العاصمة الثلاثين، ولكن ما أرعب الاصلاحيين هو رغبة رفسنجاني في أن يصبح على رأس المجلس المقبل، وهو المنصب الذي احتله بنجاح في الأعوام الأولى للثورة.
ورفض أقطاب اليسار إدراج اسم رفسنجاني على قائمتهم وقالوا أن عليه أن يوافق أولا على برنامج إصلاحي طموح. ورد حزب كوادر البناء التابع لرفسنجاني باستبعاد محمد رضا خاتمي أهم مرشحي جبهة المشاركة الإسلامية.
وخاض المحافظون السباق في المدن بمرشحين يتظاهرون بأنهم مستقلون لضمان الفوز من واقع تحليل مؤكد أشار الى أن الناخب في المدن البعيدة والقرى مستاء من طريقة أداء المحافظين والاصلاحيين على السواء وهو إذا شارك في الانتخابات فلن يؤيد إلا المستقلين،ولكن ما حققه الاصلاحيون في عدد كبير من المدن والقرى أثبت أن الايرانيين برمته ينشدون التغيير وهم مارسوا عنادا واضحا سواء مع رفسنجاني أم مع المحافظين الذين لم يشفع لهم أنهم لبسوا هذه الأيام لباس الاصلاح وهم يرددون أن الثورة الاسلامية انطلقت في الأساس لطلب الاصلاح، مثلما عبر رئيس المجلس الحالي ناطق نوري، وكما هو واضح في لهجة الخطاب السياسي لقادة المحافظين خصوصاً المؤسسة الدينية التقليدية. وقد أبلغ رئيس الحوزة العلمية في قم المرجع الديني آية الله العظمى ناصر مكارم شيرازي "الوسط" أن على الجامعة الدينية تغيير خطابها مع المجتمع خصوصاً جيل الشباب مؤكدا أن القيمومة على الشعب مرفوضة ما دام يختار اصلاحات داخل إطار الاسلام. كما أعلن وزير الأمن السابق علي فلاحيان الذي ترشح عن أصفهان وسط ايران أنه يؤيد شعارات الرئيس خاتمي الاصلاحية وقال في "مناظرة": "نحن الذين اقترحنا على السيد خاتمي شعار حوار الحضارات وأفضل دليل هو العشرات من بيوت الثقافة التي أسسناها في البلاد".
وأكدت معلومات خاصة ل "الوسط" أن رفسنجاني، كان يخطط اذا نجح في السيطرة على المجلس لدعم برامج الحكومة والقيام بدور حيوي في إنعاش الإقتصاد وربما بدعم الحكومة سياسياً للتوصل إلى اتفاق ديبلوماسي مع الولايات المتحدة.
إلا أن التزام الرئيس خاتمي بمجتمع مدني وشفافية أكبر في الحكومة وحكم القانون يتعارض مع سياسة المساومات التي اشتهر بها رفسنجاني، واتفق المحللون على أن فوز رفسنجاني برئاسة المجلس كان شبه مؤكد قبل أن يحقق النتائج السيئة ليحتل مركزا متأخرا جدا.
إلا أن مساعدي رفسنجاني يقولون أنه يهدف إلى ما هو أكثر، وأنه ضحى بكل سمعته وقامر بها لكي ينقذ البلاد من دوامة العنف التي ستدخل فيها لو تسارعت العملية الاصلاحية وتجاوزت الاشارة الحمراء. وقال أحد المقربين منه "رفسنجاني يواجه الآن أكبر اختبار في حياته، انه يراهن بخبرة 65 عاما وسمعته الطيبة، وأعتقد بأنه يضحي بنفسه".
وإذا كانت نتائج ومخاطر ترشيح رفسنجاني واضحة، فان الدوافع تبدو أكثر غموضا. بيد أن مصادر سياسية قالت أن المرشد خامنئي ضغط على رفسنجاني إذ يريد أن يرى السياسي المخضرم على رأس مجلس من المرجح أن يضم غالبية من النواب الإصلاحيين والمستقلين. ونقلت المصادر أيضا أن الرئيس خاتمي أيد ترشح رفسنجاني "ربما ليعرف وزنه"،إذ ترجح أوساط ديبلوماسية أن رفسنجاني أطيح به في خطة مدروسة لكي تحرم ايران من ضابط ايقاع كان قبل الانتخابات الأخيرة يعرف كيف يمسك العصا من وسطها0
وربما ما أضر بسمعة رفسنجاني لدى الناخب هو مشاركة أفراد عائلته في نشاطات اقتصادية دفعت عددا كبيرا من تجار البازارالى التصويت ضده على رغم أن البازار من معاقل المحافظين التقليدية0وقد ربط هؤلاء، الى جانب الحملة الصحفية ضده التي تهمته بتدمير الاقتصاد اثناء رئاسته وبمسؤولية استمرار الحرب بعد ايار مايو 1981، بين التدهور الاقتصادي في البلاد برفسنجاني ومافيا العائلة التي يقولون إنها نافستهم مستغلة السلطة والنفوذ وسببت في تدهور موقعه، ولكن ماحصل في الانتخابات يكشف ايضا أن رفسنجاني لم يحسب المعادلة بدقة، الأمر الذي جعل بعضهم يقترح عليه تأسيس ناد للمتقاعدين السياسيين والمحاربين القدماء يكون هو أول أعضائه،والى أن يجرؤ آخر ليطالب بمساءلة الرئيس السابق عن "اغتيالات واعتقالات وقمع" مورست من قبل وزارة الأمن في عهده.
اما منتظري الذي دخل بقوة على خط السجال عشية الانتخابات التشريعية فدعا الايرانيين للتصويت للاصلاحيين، وأيد في بيان لافت انسحاب المرشحين لمصلحة غيرهم لتجنب اضاعة الأصوات والفرص لمصلحة من يشعرون أنهم أفضل منهم. والواضح ان بيان منتظري دعم "جبهة المشاركة" و"حزب كوادر البناء" الاصلاحيين. ويواجه منتظري معارضة من المحافظين والاصوليين كونه يتجاوز الخطوط الحمر التي حددها له الامام الخميني الراحل حين عزله العام 1989 وأمره بأن لايتدخل في مسائل الحكومة والشؤون السياسية. لكن منتظري دخل المعترك السياسي بدفع مباشر من أقطاب اصلاحيين وشخصيات ليبرالية ومن يوصفون ب "أعداء الثورة الاسلامية" وهو يدلي منذ مدة ببيانات ويجري لقاءات تثير حفيظة المحافظين. ويخضع منتظري منذ سنوات للاقامة الجبرية في منزله بمدينة قم، وقررالمجلس الأعلى للأمن القومي برئاسة الرئيس خاتمي تخفيف القيود عليه وسمح له باستقبال عدد محدد من زائريه إلا أنه رفض وطالب بأن يحظى بحرية كاملة موجها بين الحين والآخر انتقادات تطول المرشد خامنئي وتدعو للحد من صلاحياته الدستورية الواسعة.
محمد علي أبطحي مدير مكتب الرئيس خاتمي قال ل "الوسط" إن المحافظين أوجدوا الصعوبات أمام الحكومة باسم القانون "ولذلك فان المجلس المقبل سيزيل هذه الصعوبات" في اشارة قوية الى تعديل عدد من القوانين التي صدق عليها مجلس المحافظين.
وإذا كانت الحصيلة النهائية للانتخابات تظهر فوز التيار الاصلاحي المؤيد للرئيس بغالبية مقاعد المجلس المقبل، إلا أن الأقلية لن تكون بالتأكيد ضعيفة على رغم من أن كل المؤشرات تدل على أن الرئيس خاتمي سيتعامل مع مجلس مريح يمكنه في الغالب من تمرير ما يشاء من قوانين ولوائح. لكن يرى المحافظون أن الأمر لن يكون بالنسبة إليهم آخر المطاف ولن تكون الانتخابات التشريعة، آخر المعارك، لأن الطريق إذا كانت أصبحت سالكة لبرامج الرئيس خاتمي في المجلس، فهي لن تكون كذلك في المواقع الأخرى التي يسيطر عليها المحافظون وتمنع أو بامكانها أن تحول دون "التمرير الكامل" لبرامج الرئيس من تحت قبة المجلس، فمجلس صيانة الدستور الذي يسيطر عليه المحافظون مايزال يملك دورا حاسما لرفض أو قبول أي قانون لايتطابق مع الاسلام ومع الدستور. ومجمع تشخيص مصلحة النظام الذي يرأسه هاشمي رفسنجاني، الذي يفصل في المنازعة بين مجلس الصيانة والمجلس بيد المحافظين في غالبية أعضائه، أو بالدور الذي يلعبه الرئيس السابق رفسنجاني على رغم تراجع أسهمه الشعبية.
وبلغة المنتصر،يتحدث قادة التيار الاصلاحي عن تغييرات ستطول هيكلية المجلس والسلطة القضائية والحياة السياسية والاجتماعية في قوانين جديدة وصفها الفائز الأول عن دائرة طهران محمد رضا خاتمي بأنها يجب أن تكون تقدمية على رغم أن التحدي الأكبر أمام خاتمي ومجلسه سيظل الوضع الاقتصادي والبطالة، إذ قال وزير الأمن علي يونسي إن المجلس سيواجه تحديا خطيرا للاجابة على تساؤلات الجمهور موضحا أن استطلاعات الوزارة وتقاريرها أكدت أن 70 في المئة من الايرانيين تطالب المجلس بايجاد حل عاجل للمشاكل الاقتصادية
السجين عبد الله نوري:
الاستفتاء يحسم موضوع العلاقة مع أميركا
التقت "الوسط" عبد الله نوري وزير الداخلية السابق الذي أفرج عنه لبضعة أيام لقضاء اجازة مؤقتة خارج السجن. وكان نوري مرشحا قويا لرئاسة البرلمان المقبل قبل دخوله السجن فجاء الاصلاحيون بشقيقه الدكتور علي رضا ليخوضوا النزال مع المحافظين من خلاله.
كيف تتوقعون العلاقات الايرانية الأميركية بعد فوز الاصلاحيين في الانتخابات ؟
إن ما يحدد مصير أية علاقات بين ايران وأميركا أو غيرها من الدول هو المصالح القومية والوطنية لبلدنا. وكماهو معروف في طريقة تنظيم العلاقات فان جميع الدول تقيم علاقاتها الخارجية على أساس مصالحها الوطنية. ونحن أيضا نقيم علاقاتنا في إطار المصلحة الوطنية كما تفعل أميركا أيضا وهي تؤسس علاقاتها مع الدول على أساس مصالحها الوطنية وينبغي بالمجلس المقبل أن يبحث هل أن الحوار أو إعادة العلاقات مع أميركا يخدم مصالحنا القومية والوطنية أم لا. والموضوع المهم في شأن أن نملك أو لانملك علاقات مع دولة مثل أميركا هو أن لاشيء مقدسا على هذا الصعيد، وليست اقامة العلاقات أو عدمها أمراً مقدساً لايمكن مساسه 0وعلى هذا الأساس يجب أن يلتفت المسؤولون الى تنظيم مصالحنا الوطنية مع هذه المسألة ويخرجوا أنفسهم من أية حساسيات مفرطة غير منطقية لاضرورة لها لكي يقرروا بهدوء الشروع بالحوار ومستوى العلاقات الثقافية أو الرياضية أو العلمية والتجارية وحتى تبادل زيارات الشخصيات الرسمية. ويجب ايضا استفتاء الشعب لاستطلاع رأيه حول هذا الموضوع المهم.
الامام الخميني كان يسمي أميركا "الشيطان الأكبر" ماهو رأيك؟
يمكن أن تتصرف دولة ما بطريقة تستحق معها لقب "الشيطان الأكبر" عندما تقوم باعمال شيطانية، لكن الامور مرهونة باوقاتها. فمثلا كان نظام جنوب أفريقيا عنصريا ولم تكن ايران وحدها التي لاتتملك علاقات ايجابية معها ولكن عندما تغيرت الأوضاع هناك وصارت العلاقات معها تاخذ منحى ايجابيا اعيدت العلاقات.. وبالنسبة إلى أميركا فانها في برهة خاصة من الزمان مارست اعتداء فاضحا وواسعا ضد شعبنا وألحقت الأذى الكبير به ودعمت النظام السابق الذي كان ضد شعبنا ويتعارض مع حقوقه المشروعة بالكامل وإذا غيرت أميركا من سلوكها المعادي فانه من الطبيعي بالنسبة لنا أن لانقيم علاقاتنا معها على أساس الماضي وانما بالاستناد الى مصالحنا القومية والوطنية.
هل تتوقعون حل ازمة الجزر الاماراتية حلا جذريا في البرلمان المقبل؟
لا أعتقد بأن شيئا غير عادي طرأ على المسألة فلموضوع الجزرموقع واضح واعتقد بأنه إذا وجد سوء تفاهم بين دول المنطقة فان الحل الأمثل والأفضل هو بالحواربين هذه الدول. وأعتقد أن الظروف مهيأة الآن لتطوير العلاقات والتفاهم وأن المجلس المقبل بامكانه درس المسألة لايجاد حل نهائي وجذري لها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.