لم تكن الإذاعية اللامعة آمال فهمي تتوقع أن يأتي يوم، لا يعود المسؤولون يتذكرونها، فلا تدعى الى حضور حفلة عيد الاعلاميين الأخيرة. وقد يرجع عدم دعوتها الى حرصها على كشف المعاناة من خلال برنامج "على الناصية" الشهير. الذي توقف مراراً بسبب القضايا التي أثارتها وأشهرها في العام 1967 عندما انتقدت السيد علي صبري نائب رئيس الجمهورية السابق. وخلال استبعادها قام نحو 20 مذيعاً - على حد قول آمال فهمي - بتقديم البرنامج، ومنهم علي فايق زغلول، وأمير فهيم، لكنه لم يحقق أية جماهيرية في أيامهم. وبعد أن عادت فهمي في العام 1977 حصل البرنامج على المركز الأول في عدد من الاستفتاءات، لكنه ما لبث ان منع في العام 1979. وتُعَّد فهمي أول من خرج بالميكروفون من الاستوديو الى الشارع حيث استطاعت ان تنبه الى كثير من الظواهر الخطرة، ومنها قضية تنظيم الاسرة، وقد استضافت في العام 1959 تاجراً لديه 17 طفلاً، وعندما سألته لم يعرف سوى اسماء سبعة منهم، ومن هذه الحلقة بدأت الكشف عن خطورة زيادة النسل، كما كان لها دور في جمع تبرعات بلغت حوالي 8 ملايين جنيه لمعهد القلب في إمبابة، اضافة الى دورها في قضايا التعليم ومحو الأمية وحقوق المرأة. واستضافت في برنامجها لفيفاً من الرؤساء والمسؤولين منهم شكري القوتلي، والملك حسين. ولدت آمال فهمي في العام 1926 وحصلت على ليسانس الآداب ثم التحقت بالبرنامج العام سنة 1950 واصبحت مديرة اذاعة الشرق الأوسط العام 1964، وعملت الى جانب الاذاعة في التدريس في كلية الآداب في جامعة الاسكندرية ومعهد الاذاعة والتلفزيون، وشغلت منصب سكرتيرة قضايا المرأة في الحزب الوطني، وحصلت في العام 1990 على جائزة مصطفى وعلي أمين.