5 اتفاقيات ل "السعودية للكهرباء"    السعودية الأولى عالميًا بنيل الميداليات بمسابقة الذكاء الاصطناعي للشباب التي شارك فيها 40 دولة    "الغربية".. تعليق الدراسة ب"5 محافظات"    "أمطار" على عدة مناطق    البنين أمهر في "الرياضيات"    إطلاق أول مشروع "مرسيدس بنز بليسز" الفاخر بالشراكة بين "مرسيدس-بنز" و "بن غاطي للتطوير"    الهلال والنصر في نهائي السلة.. والشباب يخطف ذهبية قدم الصالات    صفقات قياسية لنقل «البريميرليغ»    جائزة تسهيلات النقل الجوي لمطار الملك خالد    النفط قرب أدنى مستوى في 5 أشهر    العروبة للتعويض بالخلود.. والعربي يواجه الفيصلي    تقنية متقدمة في فحص اضطراب طيف التوحد    أمير الرياض يطلع على مشروعات الأمانة ومبادرات الموارد البشرية    30 عاماً حوافز ضريبية لجذب مقرات الشركات العالمية    ولي العهد وأمير قطر يترأسان اجتماع مجلس التنسيق السعودي - القطري    النصر والفيحاء يكملان مربع سفراء الوطن    القمة الخليجية.. وقف الحرب ورفض التهجير    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 548 مليون ريال    بعد 54 عاماً وقبل موته بأيام اعترف بسرقة بنك    أمير القصيم يرأس اجتماعاً لتطوير محافظة أبانات    فهد بن سلطان: إطلاق جائزة تبوك للتطوع    الشورى يقرّ نظام الإخلاء الطبي.. ويحيل عدوانية الطرق للدراسة    لا علاوة تربية خاصة لغير المختصين في برامج الإعاقة بالمدارس    مجمع الملك سلمان العالمي يشارك في مؤتمر معالجة اللغة الطبيعية    «الأدب» تُنظم لقاءً حول استراتيجيات الترجمة الفورية في السياسة    «شيم» تعقد مؤتمراً صحفياً الأول لجائزة «تمجيد» الشعرية    بدأ السباق في مارثون المعرفة.. 400 دار نشر في معرض جدة للكتاب !    أمير جازان يُدشن حملة "اعتناء"    عنيزة عرفت تطعيم الجدري قبل عام 1878م    5 أطعمة لا يجب تجميدها في الثلاجة    رعى انطلاقتها بحضور عالمي.. «الحقيل»: مبادرات وشراكات إستراتيجية في «قمة العقار»    فلسطين تطالب مجلس الأمن بمبادرة سياسية تنهي الحرب.. القصف الإسرائيلي يعيق إيصال المساعدات    التعاون الأمثل    الشوارع تفسد كل جميل    للمرة الثالثة.. صلاح لاعب العام بحسب اتحاد المشجعين    ميسي يكشف كواليس خسارة الأرجنتين أمام الأخضر: عشنا أياماً صعبة وتعاهدنا على عدم خسارة أية نقطة    أزمة أمنية في لندن بسبب قرعة كأس إنجلترا    فصل دردشات ماسنجر عن إنستجرام    تكريم الأعمال السينمائية الكلاسيكية.. مهرجان البحر الأحمر منصة إبداعات الموهوبين    رقصة المزمار.. شجاعة وحماس    «فحص الماموجرام» هام للسيدات في منتصف العمر    حاتم الطائي في العرضيات    زفاف هندي تحت تهديد السلاح    3 ملايين مستفيد من "سقيا الماء" خلال شهر    وزير "الحج" يبدأ زيارة رسمية إلى الهند    نائب أمير الرياض يشرَّف حفل سفارة مملكة تايلاند بمناسبة اليوم الوطني لبلادها    الرياض جاهزة لاحتضان العالم    تقنية جديدة.. لقاحات بدون إبر    مشروب بسيط ينقي الجسم من السموم    اضطراب عصبي يمهد للنعاس نهاراً.. "الخدار" حالة مزمنة وسببه الدقيق رهن البحث    أمريكا تعتبر جنودها الثمانية موتى بعد تحطم طائرتهم قبالة اليابان    أمير منطقة جازان يُدشن حملة "اعتناء"    أمير تبوك يستقبل المواطنين في اللقاء الأسبوعي    وزير التسامح والتعايش ينقل تعازي رئيس دولة الإمارات لأبناء الأمير ممدوح بن عبدالعزيز    «الشورى» صوت مواطن وطموح وطن    أمير جازان يرعى حفل افتتاح ملتقى الأسرة الأول بالمنطقة    أمير منطقة الباحة يستقبل مدير عام الشؤون الصحية المعيّن حديثاً    أمير تبوك يتسلّم تقرير إنجازات فرع «التجارة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فنانة سعودية تأثرت بالواسطي وتستلهم الموروث . رائدة عاشور : رحلة البحث عن المكان المفقود
نشر في الحياة يوم 12 - 07 - 1999

استضافت قاعة مركز "الهناجر" للفنون، في القاهرة اخيراً، المعرض الشخصي الخامس للفنانة التشكيلية السعودية رائدة عاشور. وكانت دار الفنون في الكويت استضافت معرضاً لها في تشرين الثاني نوفمبر العام 1997.
ورائدة عاشور من مواليد 1958 حاصلة على بكالوريوس الدراسات الشرق اوسطية من الجامعة الاميركية في القاهرة. وأقامت اول معرض لأعمالها العام 1992 في اتيليه القاهرة، تلاه معرض ثنائي مع الفنانة شادية عالم في غاليري "بيت التشكيليين" في جدة، العام 1994. ثم اقامت معرضها الثالث العام 1996 في غاليري رضا للفنون في جدة.
ويتجلى في معرض رائدة عاشور الاخير استلهام الموروث والفولكلور العربي والاسلامي، وإعادة تكوينه بلغة تشكيلية جديدة معتمدة جذرياً على تقنيات وحرفيات للآلة تلعب دوراً اساسياً في بناء اللوحة، وتصميم فضائها بشتّى مستوياته وعناصره
وتحضر في لوحات رائدة عاشور، رسومات الفنان البغدادي يحيى الواسطي، والرسام الفارسي كمال الدين بهزاد لجهة المحافظة على الالوان الاساسية التي استخدمها اولئك الفنانون كالاخضر والاصفر والاحمر. ومع ان معظم اللوحات التي قدمتها هذه الفنانة السعودية متأثر تماماً بالشرق الاسلامي، من ناحية فنية شكلية فإننا نلاحظ أيضاً تأثراً بالتراث البصري في المغرب العربي والجزيرة العربية، إضافة إلى بعض الملامح المستلهمة من القارة الافريقيّة.
وعن هذه التأثيرات وتداخلاتها في اللوحة قالت رائدة عاشور ل "الوسط": "صحيح انني ابتعدت جغرافياً، وتوزعت على بقاع جغرافيّة عدّة بدلاً من الانحصار في منطقة بعينها، غير انني اجد ان التراث العربي والاسلامي هو تشكيل واحد، وهنالك تواصل بين شتّى المدارس الفنيّة والتقاليد البصريّة الشعبيّة، مهما أقامت الجغرافيا من حواجز، ومهما كانت أحكام المسافة... الزخرفة الاسلامية مثلا هي واحدة تقريبا أراها موجودة في بقاع من المغرب العربي، وهي نفسها في سمرقند او في اصفهان وبغداد ودمشق ومنطقة النوبة بين مصر والسودان... وحينما كنت مشغولة في إنجاز اعمالي المعتمدة على تلك التأثيرات، كنت أعيش نكهة الماضي وتأثيراته من دون أن أجد نفسي أسيرة فيه".
وسألنا الفنانة السعودية عن سبب اختيارها مواضيع محددة، مرتبطة بملامح الأمكنة، فأجابت: "ربما لتأكيد الانتماء. لا استطيع تخيل نفسي من دون تلك الخلفيّة الحضاريّة. ولا يمكن للوحتي أن تتشكّل خارج نطاق مراجع بصريّة وطقوسيّة معيّنة، وخارج تأثيرات ثقافيّة محددة، أهمّها الفن العربي القديم".
وتضيف عاشور: "بحثي عن الانتماء ربما كان مردّه إلى عيشي طويلاً خارج بلدي السعودية التي أكن لها كلّ عشق وحبّ. فضلا عن هذا فانني اريد ان اشارك بكسر الطوق الذي يجعل الفنان العربي متأثرا تماما بتقنيات الفن الغربي وتوجّهاته ومشاغله الجماليّة... إنني اعتبر ذلك عقدة نقص يعاني منها بعض الفنانين العرب، إذ يعاني هؤلاء من حالة استلاب في تعاطيهم مع كلّ ما هو مستورد، وما تفرضه المعايير الآتية من الغرب. أنا شخصيّاً، لا أعتبر أن الفن الغربي هو المرجع الأساسي والوحيد. إنّه ليس كل شيء، ولا يمكن أن يختصر تاريخ الفنون، ويحدد مسارها المستقبلي".
وتستشهد رائدة عاشور بروائي عالمي معروف قال "إن العالمية تبدأ بقريتي"، مؤكّدة أنّها تقدم التراث بطريقتها، وتقدم قريتها "بروح معاصرة، متجددة، تعتمد البساطة في اللون والعمق وفي الرؤيا". لذلك فان مناطق واماكن واسماء عدة تحضر في لوحة عاشور، من دون أن تنحصر تلك اللوحة في مدينة معينة. وقد درجت في خيارها هذا، على تقاليد عريقة سادت في لوحات المدرسة الفارسية او المغولية أو البغدادية.
"في لوحة واحدة يمكن ان تجد القدس، ومعها بخارى ومراكش ومناطق عسير في السعودية - تقول عاشور - اللون والحس والتناول، اشياء توحّد اللوحة عندي. أما عن تقنيّة اللوحة فإنا أعترف بأن التكنولوجيا ساعدتني كثيراً في تجسيد رؤيتي الفنية والجماليّة، وتحقيق ما أصبو إليه. لقد وظّفت كل ما بوسعه أن يخدم مشروعي الثقافي، وهواجسي الابداعيّة، من دون التخلّي عن روح الفن العربي، والطاقة الخفيّة التي ينطوي عليها"
ولفتنا نظر الفنانة السعوديّة إلى أن دراستها الأكاديميّة تختلف تماماً عن همومها الفنية... فما هي الحوافز التي جعلتها تختار الفن التشكيلي؟
تجيب عاشور: "الدراسة لا تعني كل شيء بالنسبة الى الفنان! لقد تأثرتُ بالفنانة الفلسطينية جمانة الحسيني التي دار جل اعمالها حول المدن الفلسطينية والتراث. ومن خلال لوحاتها التقطت تفاصيل كثيرة حول الموروث الشعبي العربي الذي نهلت منه هذه الفنانة، لذلك تراني اتابع بكل اهتمام اي نتاج فني لها. لكن الفرصة لم تسنح لي بعد أن أتعرّف إليها شخصيّاً". وعندما سألناها عن ردّها على اتهامات بعض النقاد بأن أعمالها مجرّد صدى لأعمال جمانة الحسيني؟ تنتفض الفنانة احتجاجاً: "هذا اتهام فيه الكثير من التجنّي. إنّه مجرد كلام لا يستند إلى معايير أكاديميّة ونقديّة علميّة رصينة. يكفي أن تدقّق في لوحاتي لتجد ملامحها الخاصة، وهي قد تتقاطع مع مراجع بصريّة ومدارس عدّة، لكنّها أبعد ما يكون عن النقل الحرفي، أو التأثّر السطحي. أعمالي أصوغها مرات ومرات على نماذج - اسكتشات - وهي قابلة للتغيير والحذف والاضافة. وأي تأثير وحضور آخر لأي إبداع فني يكون بعيدا عن مخيلتي. إذ يهمني للغاية ان أتفرد بتجربتي مع انني حتى الآن اعتبرها تجربة فنية متواضعة. فأنا ما زلت عند معرضي الشخصي الخامس، إضافة إلى مشاركتي، منذ العام 1993، في معارض جماعية في جدة والرياض واسبانيا. وهذه المعارض الجماعية تزيد على عشرة كان آخرها في السعودية في العام 1998"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.