سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رحلة قائد فلسطيني بين الأسرار و"الإرهاب" والأخطار . أبو داوود : زارني الملك في السجن وقال ... خططت لعملية ميونيخ وأشرفت ميدانياً على التنفيذ الثالثة والأخيرة
في هذه الحلقة يروي المسؤول الفلسطيني محمد عودة ابو داوود قصة "منظمة ايلول الأسود" ويكشف ما قاله له الملك حسين يوم زاره في سجنه وأصدر عفواً عنه. ويؤكد المسؤول الفلسطيني انه في عملية ميونيخ كان "المخطط والمشرف الميداني على التنفيذ". وكأنه كان يحدس بالمتاعب الآتية، فعندما سألته "الوسط" عما اذا كان يتعرض لمضايقات قال: "حتى الآن لا، لكني لا اعرف بعد صدور كتابي وحديثي الى الوسط". ولم تتأخر المتاعب فقد اصدر القضاء الألماني مذكرة توقيف بحقه ومنعته السلطات الاسرائيلية من العودة إلى منطقة السلطة الوطنية. وهنا نص الحلقة الثالثة والأخيرة. فكرة "أيلول الأسود" كيف تبلورت؟ - عندما أُخرجنا من الأردن حصل ما يشبه الانهيار في المعنويات. كان لا بد من خلق جو يساعد الشباب على استعادة ثقتهم بأنفسهم. خسرنا الأردن وكان الجولان مغلقاً في وجهنا ولم يكن هناك متسع كبير في جنوبلبنان. فكرنا في طريقة لاستعادة الثقة وظهرت فكرة العمليات الخارجية. وراء الفكرة ابو اياد وأنا وعدد من الشبان. هل كانت لأبو جهاد علاقة بهذه الفكرة؟ - لا. لم تكن لأبو جهاد او أبو عمار علاقة. كان هناك جهاز الأمن الموحد الذي تولاه ابو اياد بعدما ترك "الرصد" الذي وضع في عهدة ابو يوسف النجار. وجرت المداولات في بيروت، وكي لا نحمّل "فتح" مسؤولية هذا العمل غير المعروف النتائج والعواقب قررنا استخدام تسمية "أيلول الأسود" كونه الشهر الذي تعرضنا فيه لما تعرضنا له. حددنا الهدف وهو عمل خارجي ضد الاستخبارات الاسرائيلية والاهداف الاسرائيلية. ما هي ابرز العمليات التي قامت بها "ايلول الأسود"؟ - عملية ميونيخ وتصفية بعض عملاء الموساد. وعلى الأثر صارت هناك جهات تنفذ عمليات وتسمي نفسها "ايلول الأسود". من اتخذ قرار اغتيال وصفي التل؟ - انه ابو يوسف النجار رحمه الله. هذا يعني ان "ايلول الأسود" ليست وراء الاغتيال؟ - نعم. القرار من عند أبو يوسف النجار والتنفيذ تولته عناصر من "الرصد" لكنهم اعلنوا مسؤولية "ايلول الأسود". ألم تكن لأبو اياد علاقة باغتيال وصفي التل؟ - لا أعرف ان كان اطلعه سراً على الموضوع. معلوماتي ان ابو يوسف هو الذي اختار الهدف واختار الشباب. وأبو حسن سلامة؟ - لم تكن له أي علاقة ب"ايلول الأسود" لكنه نفذ عملية ترياستا منشآت نفطية في شمال ايطاليا بمساعدة فؤاد الشمالي وأصدر بياناً يعلن فيه مسؤولية "ايلول الأسود". هل ضمت "ايلول الأسود" عناصر من الاحزاب اللبنانية؟ - كان هناك افراد لكن ليس بصفتهم الحزبية. أبو جهاد ايضاً ادار عمليات خارجية؟ - عملية بانكوك لاحتلال السفارة الاسرائيلية وفشلت لكنها سميت باسم "ايلول الأسود". هل كان هناك تنظيم اسمه "ايلول الأسود"؟ - لا. انه تجمع شباب. مثلاً كان لدينا معسكر قرب صيدا للشبان الراغبين في تنفيذ عمليات انتحارية. قبل ميونيخ كان لدينا نحو 20 شاباً لعمليات من هذا النوع. بعد ميونيخ ارتفع عددهم الى خمسمئة ومنهم انتقينا العناصر التي نزلت معنا الى عمان. من اتخذ قرار عملية عمان؟ - ابو اياد. هل كان ابو عمار على علم بالعملية؟ - عرف بها بعد اكتمال التحضيرات. انا شخصياً كنت على اتصال بأبو اياد. قلت في كتابك ان ابو عمار كان على علم مسبق بعملية ميونيخ؟ - هذا ما شعرت به حين ودعني. طريقة وداعه كانت توحي بمعرفته انني اتوجه إلى عملية كبيرة. هل يمكن ان تحدد لنا دورك في ميونيخ؟ - كنت المخطط والمشرف على التنفيذ لأنني كنت في الميدان. من أين جاء تمويل "ايلول الأسود"؟ - لم تكن "ايلول الأسود" تحتاج الى الكثير من الاموال لكن جزءاً من التمويل كان ابو اياد يأتي به من ليبيا. كانت التكاليف بسيطة والمبالغ متواضعة. مثلاً عندما ذهبت لشراء السلاح اذكر اننا اخذنا من احمد عبدالغفور، رحمه الله، خمسة آلاف دولار وكان وفر هذا المبلغ لأولاده. أحمد عبدالغفور عمل مع "فتح" ثم اختلف معها وقتل لاحقاً في بيروت. اذكر انني ذهبت مع ابو اياد الى منزله في طرابلس فقال لديّ خمسة آلاف دولار سحبها من البنك وسلمنا اياها. ثم اننا لم نكن في تلك الفترة قد اعتدنا على الفنادق الفخمة. عندما كنت اتنقل في أوروبا كنت انام في سيارتي، لم تكن تكاليف انتقالنا كبيرة. أين تنقلت بعد ميونيخ؟ - عدت الى المنطقة وبدأنا الاستعداد لعملية عمان. وزرت دولاً في أوروبا الشرقية هل شعرت انهم عرفوا دورك في ميونيخ؟ - لم يعرف احد بدوري في ميونيخ الا بعدما اذاع الأردنيون هذه المعلومات خلال اعتقالي. حصلوا على معلوماتهم من اوساط فلسطينية. شاعت المسألة لكن لم يكن احد متأكداً. ما هو اكبر اختراق حققته "الموساد" داخل "فتح"؟ - اعتقد انه التوصل الى اغتيال ابو اياد وأبو الهول ثم تأتي قصة عدنان ياسين. ألم يتوصلوا الى اختراق قيادات عسكرية وسياسية؟ - لم يتكشف شيء من هذا النوع، على الأقل حتى الآن. طبعاً ارسلوا الكثيرين لاختراقنا لكن الحقيقة ان كثيرين كانوا يعترفون بأن الموساد جندتهم وأرسلتهم. ذات يوم لفتت كثافة المعترفين نظرنا. بحثنا الموضوع ثم اكتشفنا ان الهدف الهاؤنا عن قصة اخرى هي وجود جاسوس في مدينة الزرقاء مزود جهاز ارسال متطوراً يرسل دفعة واحدة. اخذنا الجهاز وعرضناه على الاخوة المصريين ذهلوا من تطوره بمقاييس تلك الأيام. وهناك شخص جاء من لندن وقال جندتني "الموساد". دققنا في الأمر واكتشفنا انهم دربوه فعلاً في اسرائيل. شخص آخر استخدمناه طعماً في اصطياد ضابط "الموساد" في مدريد. ما هي قصة عدنان ياسين الذي اتهم بالتجسس لمصلحة اسرائيل؟ - جندت الموساد عدنان ياسين وكان اختيارها موفقاً لأنه شخص محبوب من كل الناس. ثم ان موقعه كان يسمح له بمعرفة من يدخل من المسؤولين الفلسطينيين الى تونس ومن يخرج منها. كان مسؤولاً عن المقيمين في تونس يسهل لهم امر اقاماتهم وسفرهم. كانت له صداقات مع المسؤولين الفلسطينيين فقد كان خدوماً. بعد مفاوضات اوسلو اهتم الاسرائيليون بمعرفة ماذا يدور في مكتب ابو مازن. كان ابو مازن يعاني آلاماً في ظهره فاقترح عليه عدنان ان يجلب له كرسياً مريحاً. وافق ابو مازن فأبلغ عدنان الاسرائيليين بذلك فجهزوا له كرسياً خاصاً يتيح لهم سماع ما يدور في المكتب. كما جهزوا له مصباحاً كهربائياً لوضعه على الطاولة من اجل القراءة وهو مصباح يرسل باستمرار سواء كان مضاء ام لا. اما كيف انكشف الامر فسأقول لك وجهة نظري. كانت للمرحوم عاطف بسيسو علاقة مع الفرنسيين وتعاون معهم تماماً. كما كان هناك تعاون بين الفرنسيين وأبو اياد. عندما عاد عاطف الى باريس واغتيل اعتبرت الاستخبارات الفرنسية الحادث ضربة موجهة اليها وقررت الرد على "الموساد" بضربة اخرى. يبدو ان الاستخبارات الفرنسية كانت على علم بأن الموساد جندت عدنان ياسين. ترك الفرنسيون العملية تجري في صورة عادية الى ما بعد قيام عدنان بتركيب الكرسي في مكتب ابو مازن. في هذا الوقت عمدت المخابرات الفرنسية الى ابلاغ السلطات التونسية بالأمر. طلب الاخوان في تونس من ابو مازن ان يقوموا بتفتيش مكتبه كاجراء عادي فعثروا على الكرسي والمصباح. اعتقل عدنان واعترف بأنهم جندوه منذ مدة طويلة. سجن لفترة ثم قيل انه رُحل الى سجن في مكان آخر. هل هناك احتمال بأن يكون اطلق سراً؟ - لا اعتقد. هل حصل الاسرائيليون منه على معلومات مهمة؟ - حصلوا على بعض المعلومات من مكتب ابو مازن لكن الفترة لم تكن طويلة. وقبل ذلك قدم للاسرائيليين معلومات. هل كانت له علاقة أيضاً بسفر ابو اياد وأبو جهاد؟ - نعم. هل هناك شبهة بأن له علاقة بتسهيل اغتيال ابو جهاد؟ - تردد هذا الكلام. انا اعتقد ان لدى الاسرائيليين وسائل اهم منه للحصول على المعلومات. طبعاً ابو جهاد كان ينوي قبل اغتياله السفر الى تشيكوسلوفاكيا لكنه تلقى سلسلة اتصالات من الخارج تطلب منه البقاء في تونس وانتظار زوار. وبقي ابو جهاد الى ان تم اغتياله. كنت في تونس عندما حصل الاغتيال؟ - عرفنا بعد نحو نصف ساعة من الحادث وتوجهنا الى المنزل. كانت الجثة نقلت الى المستشفى. تصور انني شخصياً وعلى رغم ترددي على منزله لم اكن اعرف السلم المؤدي الى غرفة نومه. هذا يعني ان الذي زوّد الاسرائيليين المعلومات يعرف بيت ابو جهاد بالتفصيل. ابو جهاد عندما شعر بحركة غريبة خرج من غرفته لكن المهاجمين كانوا قد صعدوا السلم. قيل انه اطلق رصاصة؟ - قالوا ذلك. انا اعتقد انه لم يتمكن من اطلاق النار. كان بحوزته مسدس. قائد من هذا النوع كان يجب ان تكون معه بندقية ولو أنه ما تصرف بحذر لكان يمكن ان يبيدهم لأنه كان في موقع افضل فهو فوق وهم يصعدون. هل كانت هناك ثغرة امنية في حراسته؟ - نعم كانت هناك ثغرات. كان ابو جهاد يتعامل مع موضوع حساس جداً بالنسبة الى الاسرائيليين هو موضوع الداخل. فهل يعقل ان يكون معه حارس واحد نائم في السيارة وحارس آخر كبير السن نائم في القبو. في المقابل كان عدد افراد حراسة ابو اياد يصل الى العشرين. هل يولي ابو عمار اهتماماً استثنائياً لحراسته؟ - يمتلك ابو عمار حاسة شم غريبة واستثنائية. انا شاهدت ابو عمار في عمانوبيروت. حراسته جيدة وهو كما قلت صاحب حاسة شم هائلة ويتنقل بكثرة. هل نجحت الاستخبارات الاسرائيلية في اختراق المحيطين بأبو عمار؟ - جندوا في بيروت شخصاً وكلفوه ان يدس له السم لكنهم لم ينجحوا. لو حاولت الموساد اغتيال أبو اياد مباشرة لما نجحت. ساعدها وجوده خارج منزله واستخدموا اداة عربية. عندما عملت في جهاز "الرصد" كانت "الموساد" تمطرنا عناصر جندتهم وأرسلتهم لاختراقنا. وكانت لديهم تعليمات، في حال الاشتباه بهم، بأن يقولوا انهم يعملون لحساب المخابرات الأردنية لأن العربي يضعف امام العربي وفي مثل هذه الحال لن تكون العقوبة الاعدام. قلت ان الانتفاضة لم يبرمج انطلاقها قائد فلسطيني معين؟ - بدأت الانتفاضة إثر مرور سيارة اسرائيلية على سيارة فلسطينية بداخلها اربعة او خمسة شبان. انا هنا لا أقول ان الثورة لم تلعب دوراً. نحن كنا نحرض ونرسل سلاحاً ومالاً ومنشورات. بهذا المعنى لم تكن الانتفاضة صدفة، جاءت بفعل القهر والفقر والمعاناة واستفادت من تراكم نضالات. ما قصدته هو ان الانتفاضة لم تندلع لأن مسؤولاً فلسطينياً ضغط على الزر او رسم خطة على الكومبيوتر. هل كانت ل"ايلول الأسود" علاقة مع اجهزة امن عربية. - لا. كانت علاقتكم بليبيا وثيقة؟ - كان لدينا معسكر هناك تابع لأبو اياد ولم يكن معروفاً انه معسكر ل"ايلول الأسود" خصوصاً انه كانت ل"فتح" معسكرات عدة. كان الشهيد أبو محمد العمري مسؤولاً عن المعسكر ولم يكن مسموحاً حتى لسفيرنا في ليبيا ان يدخله. وعلاقات "ابو اياد" بليبيا؟ - كانت جيدة في ذلك الوقت لكنها ساءت قبل استشهاد "ابو اياد" بفترة. حاولنا انا وتيسير قبعة افهام العقيد القذافي ان قرار طرد الفلسطينيين مضر. قلنا له يا أخ معمر لا يستطيع ابو عمار ادخال الفلسطينيين من دون موافقة السلطات الاسرائيلية. قال: "انا رأيي ان يذهب كل سكان المخيمات الى النهر". كلام غير واقعي وغير متوازن. اوقف الاجراءات يومذاك. بعد سنة وخلال احتفالات في سرت اعلن ان على الفلسطينيين ان يغادروا، وتم ترحيل الفلسطينيين الى الحدود. الموقف غير منطقي لأن الفلسطينيين ليست لهم حتى الآن دولة يسيطرون على حدودها. ابو عمار ادرج اسمي في ثلاث لوائح ورفضت ثم دخلت لمناسبة انعقاد المجلس الوطني. نحن حتى الآن سلطة منقوصة السيادة. كيف كانت ردة الفعل العربية على ميونيخ مثلاً في العراق وليبيا؟ - عبروا سراً عن سرورهم ولكن في العلن كانوا يقولون لا علاقة لنا. هذه عادة عربية. "سوبرماركت فتح" استخدمت تعبير سوبرماركت "فتح" لماذا؟ - قصدت التنظيم الكبير وليس اكثر من ذلك، طبعاً لو ارتضيت منذ السبعينات انشاء دكان صغير لي لكنت اليوم في اللجنة التنفيذية ووزيراً في السلطة اسوة ببعض الموجودين اليوم. انا قلت دائماً انني اساهم في القضية الفلسطينية من خلال تنظيم "فتح" سواء اتفقت معه ام اختلفت. واضح ان العلاقات داخل "فتح" كانت شديدة التعقيد؟ - كانت دائماً معقدة لأن "فتح" ليست حزباً ماركسياً. انها عبارة عن تجمع عناصر وطنية جاءت من اليمين واليسار والوسط ومنها من يرى القضية في الاطار الوطني او القومي او الاسلامي. التوافق الآلي مستحيل والتوافق الكامل صعب. الاجتهادات مختلفة. كنا نقول ان قانون المحبة هو الذي يغلب في "فتح". حصلت خلافات كبيرة. قبل 1967 وبعدها وفي السبعين و1975 و1978. اما أخطر الخلافات فكان في 1983 وانتهى بانشقاق مجموعة من قيادة "فتح". كان يقال ان أبو اياد هو "الرجل الثاني" في "فتح" هل كان هذا الكلام دقيقاً؟ - نعم هذا صحيح. كان أبو اياد صاحب شخصية قيادية وهو سياسي. في المجالس الوطنية كان الاعضاء ينتظرون كلمة "أبو اياد" وهي كانت كلمة "فتح" الأخيرة. كان يستطيع التوفيق بين الآراء كافة في صياغة يقبلها الجميع. كان شخصية سياسية محترمة ولم يكن شخصية أمنية على رغم كونه أرفع مسؤول أمني في الثورة. كان يحب الأمن ويتعاطاه لكن ميدانه الأول كان السياسة. كيف كانت العلاقة بين أبو اياد وأبو جهاد؟ - كانت ودية. أبو جهاد مسلّم باستمرار بريادة أبو اياد واسبقيته، وهذا التسليم نفسه كان موجوداً لدى أبو اللطف فاروق القدومي وأبو مازن محمود عباس. لم تكن هناك مشكلة. والدليل أن أبو اياد الذي كان عضواً في اللجنة المركزية ل"فتح" كان يعتبر وبصورة طبيعية رئيساً لأي وفد فلسطيني يرافقه حتى ولو ضم الوفد اعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. لم تحدث احتكاكات بين أبو جهاد وأبو اياد؟ - لا، وأبو جهاد نفسه كان يلجأ الى ابو اياد ويشكو اليه عندما يعتبر ان ظلماً لحق به. من كان يظلمه؟ - أبو عمار، كان يظلم الجميع. كيف يظلمه؟ - يستاء أبو عمار من أبو جهاد فيقلص الإمكانات الموضوعة في تصرفه أو يتدخل في شؤون جهازه. قيل ان أبو جهاد هو الذي أطلق الانتفاضة في الأراضي المحتلة؟ - الحقيقة ان الانتفاضة كانت نتاج معاناة فلسطينية لمدة طويلة. لا نستطيع ان نقول ان أبو جهاد هو الذي أطلقها ولا نستطيع قول الشيء نفسه عن أبو عمار. الانتفاضة أطلقها الشعب، أطلقها الشارع. لكن أبو جهاد بحكم مسؤوليته عن الداخل كان حلقة الاتصال بين الانتفاضة وقيادة منظمة التحرير. الاسرائيليون، ومنهم السيد ايهود باراك، اعتقدوا ان الانتفاضة ستنتهي إذا اغتالوا أبو جهاد. اغتالوه وتبين ان حساباتهم غير صحيحة اذ ان الانتفاضة استمرت. والعلاقة بين أبو عمار وأبو اياد؟ - بصراحة لم يكن التوافق دائماً بينهما، لكن كان لديهما حرص دائم على وحدة العمل ووحدة المنظمة. لم تكن خلافاتهما سراً. وكانت القطيعة تستمر اياماً أو اسابيع. وفي الأخير كانت مصلحة الحركة الفلسطينية و"فتح" تجمعهما مجدداً، الدليل ان الذين انشقوا في 1983 كانوا يعتبرون أبو اياد عرابهم ومعلمهم وإذا به لا يقف معهم بل ضدهم. كيف تصف علاقتك بأبو عمار؟ - علاقة تحكمها المصلحة العامة. لست قريباً جداً من أبو عمار ولست بعيداً عنه. هناك احترام متبادل. انا لست ملتصقاً به ولست بعيداً عنه. معركة الكرامة من قادة معركة الكرامة في 1968، وماذا كان دور أبو عمار؟ - قاتلت في الكرامة مجموعة فدائيين من "فتح" ومنظمات أخرى. استبسل هؤلاء في الدفاع عن الكرامة وقاتل الى جانبهم الجيش العربي الأردني. تكاتف القوتين أعطى معركة الكرامة طابعاً استثنائياً. عندما دخل الجيش الاسرائيلي الكرامة انسحب القادة الى الخلف وهذا طبيعي، فالقائد ليس عنصر مواجهة على خط الدفاع الأول. كان أبو عمار حاضراً وكان أبو اياد، أنا لم أكن حاضراً. أبو عمار هو الذي قاد المعركة وكان أرفع مسؤول فلسطيني هناك، فهو كان قائد قوات "العاصفة" وكانت العاصفة القوة الكبرى هناك. الروايات التي تحاول النيل من موقف أبو عمار في الكرامة مجحفة فهو مقاتل فلسطيني وقاتل في أكثر من موقع. روى لي أبو اياد ان الأردنيين أبلغوهم قبل 24 ساعة بأن القوات الاسرائيلية ستهاجم فاجتمعوا وقرروا البقاء في الكرامة. قاتلوا وصمدوا ولم ينسحبوا إلا حين اجتاحت الدبابات المخيم. انسحبوا الى الخلف. قال ابو اياد انه لم يكن قادراً على السير بسرعة لإفراطه في التدخين وانه جلس في مكان وقال سأقاتل حتى آخر لحظة اذا وصلوا الى هذا المكان ويقصد أطراف المخيم. طبعاً "الجبهة الشعبية" شاركت وكان أحمد جبريل في صفوفها ولم تكن "الديموقراطية" قد وجدت بعد، أما القوة الأبرز فكانت "فتح". تتحدث عن دور ما لعبته قيادة "فتح" في حماية انشقاق نايف حواتمة عن "الجبهة الشعبية" بقيادة جورج حبش وهو الانشقاق الذي أدى الى قيام "الجبهة الديموقراطية"؟ - لو لم تقم "فتح" بحماية حواتمة يومذاك لما كان موجوداً الآن. كانت "الشعبية" قوية الى درجة تمكنها من القضاء على حواتمة. كانت ل"فتح" وجهة نظر تقول بعدم جواز استخدام السلاح داخل الساحة الفلسطينية. لذلك قام أبو عمار وأبو اياد بحماية نايف حواتمة واقنعا الدكتور جورج حبش بضرورة اعتماد لغة الحوار. ألم يكن الغرض ايضاً اضعاف حبش؟ - التقى موقفنا مع موقف "الصاعقة" وربما يكون في ما قلته شيء من الصحة لرغبة "فتح" و"الصاعقة" في الاحتفاظ بموقع القوتين الاساسيتين وكان بين الطرفين تحالف استراتيجي. هل قدمت لمؤيدي حواتمة أموال أو أسلحة؟ - لا علم لي بذلك. أعرف انه تمت حماية نايف وعناصره من التصفية وكنت أنا من المكلفين بهذه الحماية، وكنت أذهب بنفسي لوقف أي اشتباك. وعلاقتك بحواتمة؟ - كانت ممتازة، والآن اعتقد انها ليست سيئة. لي على نايف مآخذ وهو انه يقول ما يريد بغض النظر عن الحقيقة. في كتابه أورد مغالطات رد عليها أبو علي مصطفى نائب الأمين العام للجبهة الشعبية واعتقد أن أبو علي مصطفى اكثر مصداقية من نايف. وعلاقتك مع حبش؟ - كويسه وكلما ذهبت الى الشام أحاول ان أزوره. الدكتور حبش رجل نادر في هذا العصر. أمانته لقناعاته كاملة ومهما كان الثمن. دعني أعترف بمسألة اساسية. أنا عبرت جسر اللنبي ودخلت الى رام الله، لكني أقول ان حبش لا يستطيع الدخول ولا تقبَّل هذا العبور. لو وصل الجسر لأصيب بسكتة قلبية لأنه لا يستطيع ان يستوعب ان يمر بعد خمسين عاماً من النضال تحت العلم الاسرائيلي. هل حاول الاسرائيليون اغتيالك باستثناء حادثة بولندا التي نفذها عنصر من جماعة أبو نضال؟ - لعلهم حاولوا أكثر من مرة. وصلوا الي في وارسو لأنهم استخدموا أداة فلسطينية. صفحة الماضي قدت عملية ميونيخ وتقيم الآن في رام الله كيف حدث ذلك؟ - يعرف الاسرائيليون انه لا بد من طي تلك الصفحة. وهي طويت عندما سمح لي بالدخول للمشاركة في أعمال المجلس الوطني الفلسطيني في 1996. قبل ذلك رفض اسمي في أربع قوائم قدمت قبل ذلك. قبل انعقاد المجلس الوطني اشترط أبو مازن السماح لكل اعضاء المجلس بالدخول، وهكذا قبل ذلك الانعقاد بأيام استصدر وزير العدل الاسرائيلي قراراً يعتبر لاغياً كل ما قام به ضد اسرائيل اعضاء من المجلس الوطني الفلسطيني. ثم إذا كان لا بد من فتح الملفات، فالأولى ان يفتح ملف رئيس الوزراء الحالي باراك الذي شارك شخصياً في تنفيذ اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة في بيروت في 1973 كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار وشارك في التخطيط لاغتيال أبو جهاد وأشرف على العملية بصفته رئيساً للاركان. أنا لم أقتل بيدي في ميونيخ وان كنت شاركت في اختيار الفكرة والإشراف على التنفيذ. ألم تتعرض حتى الآن لمضايقات؟ - حتى الآن لم أتعرض، ولكني لا أعرف ماذا سيحدث بعد صدور كتابي وحديثي هذا في "الوسط". الصدفة أنقذت أبو اياد هل هناك شيء خاص عن عملية الاغتيال في فردان التي قادها باراك في التنفيذ؟ - عند حصولها كنت مسجوناً في الأردن. لكن المرحوم أبو اياد أخبرني مسألة طريفة. قال انه كان في اجتماع للقيادة الفلسطينية وكتب على ورقة صغيرة سؤالاً لكمال ناصر جاء فيه هل يمكن ان نذهب معاً بعد الاجتماع. فرد عليه كمال ناصر بورقة صغيرة جاء فيها: لا أريد أن أبقى اليوم مع أبو يوسف النجار وكمال عدوان. بعد الاجتماع أصر كمال ناصر على أبو اياد ان يأتي للمبيت عنده في فردان. وكان من عادة أبو اياد ان يذهب الى ذلك المكان، لكنه رفض في تلك الليلة. إنها الصدفة أرادت انقاذ حياة أبو اياد لأنه لو ذهب لاستشهد مع القادة الثلاثة. وهي الصدفة ايضاً لو اختار ناصر الذهاب مع أبو اياد الى مقره في الفاكهاني لما نجح الكوماندوس الاسرائيلي في اغتياله. مهمة في الأردن لماذا سجنت في الأردن؟ - ذهبت الى الأردن في اطار عملية خاصة هدفها ضمان الافراج عن ألفي معتقل فلسطيني. كانت هناك خطة كاملة لكن احد المشاركين فيها من بعيد، وهو فلسطيني كان يعمل في الوقت نفسه للمخابرات الأردنية سلمني وافتضحت العملية. كان هدفنا السيطرة على مجلس الوزراء الأردني والسفارة الاميركية. أي انها خطة انقلاب؟ - شيء من هذا النوع. حكم علي بالإعدام ثم خفض الحكم الى السجن المؤبد. امضيت في السجن سبعة اشهر أي حتى الشهر التاسع من 1973. صادف آنذاك انعقاد قمة ثلاثية في القاهرة بين الرئيس أنور السادات والرئيس حافظ الأسد والملك حسين. طلب الرئيسان من العاهل الأردني ان يشارك معهم في حرب ينوون شنها على اسرائيل. عاد الملك حسين الى الأردن وتباحث مع مستشاريه فنصحوه بإصدار عفو عام قبل الحرب خصوصاً اذا كنا لن نشارك فيها. الملك والسجين هل لديك تأكيد ان الرئيسين طلبا من الملك حسين المشاركة، ومن أين معلوماتك؟ - من الملك حسين نفسه، هو قال لي ذلك. زارني الملك حسين في سجني ودار بيننا حوار. قال لي ان الرئيسين الاسد والسادات سيدخلان حرباً ضد اسرائيل، أما أنا فلن أتمكن من المشاركة. وشرح موقفه على الشكل الآتي: اذا خسر الرئيس الأسد دمشق سيكون قادراً على الذهاب الى حلب. وإذا خسر الرئيس السادات القاهرة سيذهب الى اسوان. أما انا فإذا خسرت عمان لن يبقى أمامي غير الصحراء. لذلك لن أدخل هذه الحرب. كان هذا الحوار في 18 سبتمبر ايلول 1973 اي قبل اسابيع من الحرب. تحدثنا عن قضايا كثيرة بما فيها أحداث ايلول 1970 في الأردن. قلت له: جلالة الملك أنا لا أرى أنه كان هناك سبب كبير جداً يفرض أحداث ايلول، أجاب: هناك أسباب كثيرة منها من هو الحصان المراهن عليه في عمان لدى الدول الكبرى. أهو الملك أم الفدائيون. كان هناك انتقاص من السلطة الأردنية. قلت له: كان يمكن ان تحسم المسألة بغير الأسلوب الذي اعتمد. أجاب: لم يكن ممكناً حسمها بغير ذلك.، أنت تعرف وأنا أعرف ان ثمة تنظيمات دأبت على ارتكاب تجاوزات. طبعاً كانت هناك تجاوزات لكنها لم تكن بحجم ما ارتكب. القصة ان الملك حسين وصل الى السجن فأخذت من الزنزانة الى غرفة مجاورة وجلست معه في حضور محمد رسول الكيلاني مدير المخابرات ودام اللقاء نحو ساعة ونصف الساعة. أبلغني الملك حسين بقرار العفو العام ثم استدعى عدداً من مسؤولي الفدائيين المعتقلين وأبلغهم بالقرار نفسه. وبعد ساعة أو اكثر اطلق سراحنا. الحقيقة ان الملك حسين كان ودوداً جداً خلال اللقاء. سواء اتفقت مع الملك حسين أم اختلفت، لا بد من الاعتراف بأنه كانت لديه لمسة انسانية. طبعاً انا كنت في موقع سياسي مختلف، لكن المسحة الانسانية في سياسته مكنته من استقطاب كثيرين حتى في المحيط الفلسطيني. اعطيك مثلاً، كنت أدخن خلال اللقاء وكلما أخذت سيكارة كان يبادر الى اشعالها لي وهو الملك وأنا السجين. التقيت الملك حسين، رحمه الله، في 1984 في المجلس الوطني الفلسطيني وكان مع الأخ أبو عمار يستقبلان المشاركين في العشاء. سألني الملك حسين حين صافحته: "اينك، وفي أي بلاد أنت". فقال له أبو عمار: "أبو داوود سافر الى برلين ومنها الى عمان لأنه لا يستطيع المجيء مباشرة من دمشق". وفي تلك الأيام كان هناك خلاف مع الاخوة في سورية حول انعقاد المجلس الوطني. سمح لي بدخول عمان لمناسبة انعقاد المجلس الوطني لكني منعت من دخولها اكثر من مرة في صورة عادية. في 1993 طلبت من أحد الاصدقاء وكان ذاهباً الى الأردن للقاء الملك حسين ان يبلغه بأن قرار المنع بحقي لا يزال سارياً فأصدر أوامره بإلغائه. لماذا كنتم تنوون السيطرة على مجلس الوزراء في الأردن؟ - كانت هناك وعود من ضباط أردنيين بمساعدتنا على التوصل الى اتفاق للافراج عن كل المعتقلين الفلسطينيين وربما كانوا ينوون الافادة من الظرف للقيام بعمل ضد النظام. وقد اعتقل هؤلاء الضباط وأحدهم اسمه مشهور الهنداوي. ماذا بعد الإفراج عنك في الأردن؟ - عرض علي الملك حسين البقاء في الأردن وتسلم منصب اقترحه فجنسيتي أردنية. اعتذرت وقلت له اذا كانت ستنشب حرب فأنا علي ان أكون مع رفاقي. انزعج الكيلاني وقال: يطلب منك جلالة الملك وترفض. فأجبته: زنزانتي موجودة. تدخل الملك حسين وقال لي: "يا أبو داوود أنت عربي حر وتذهب الى أي مكان تريد". وهكذا غادرت الى سورية. كيف كانت العلاقة بين الملك حسين وأبو عمار؟ - لم تكن يوماً حادة على الصعيد الشخصي. ومع أبو أياد؟ - كانت سيئة بسبب مساعي أبو اياد للعودة الى الأردن. الواقع ان أبو اياد عانى من موضوع تجميع الأسلحة الفلسطينية في عمان وهو الذي اتخذ هذا القرار استناداً الى اتفاق مع وصفي التل رئيس وزراء الأردن يومذاك. قضى الاتفاق ان يكون لنا وجود غرب خط عمان - دمشق وان لا يكون لنا وجود في المدن. للأسف لم ينفذ وصفي التل الشرط وبعد دخوله عمان بفترة تعرضت المقاومة في جرش وعجلون الى هجمات أدت الى انهائها. اعتبر أبو اياد ما حدث اهانة شخصية له واتخذ مواقف حادة. لاحقاً حصلت المصالحة. فقبل استشهاده مرّ أبو اياد في عمان آتياً من بغداد. وعقد في العاصمة الأردنية ندوة حضرها اكثر من 70 ألف شخص بين فلسطيني وأردني وتحدث فيها بلهجة تعتبر متطرفة عن تحرير فلسطين من النهر الى البحر. وربما تكون تلك الندوة عجلت في وضع خطة اغتياله. متى عرفت باتفاق اوسلو؟ - قبل ثلاثة أيام من اعلانه. كنت في مكتب الأخ أبو عمار وكان أبو اللطف ايضاً. كنا نناقش الأوضاع الصعبة التي يعانيها المقاتلون الفلسطينيون، أخرج أبو عمار ملفاً من درجه وقال: "يا أبو داوود أنا عملت اتفاق مع اليهود من أجل حل هذه المشكلة". لدى خروجنا سألت أبو اللطف عن الموضوع فأجاب انه لا يعرف شيئاً. في تلك الفترة ذهب أبو عمار الى عمان ولمح أمام الملك حسين الى اتفاق لكن بشكل غامض. ومرور اوسلو في الهيئات الفلسطينية؟ - ناقش المجلس المركزي الاتفاق ثم ناقشه المجلس الثوري حيث ظهرت آمال بعودة وبقيام دولة فلسطينية. ألقى الأخ أبو اللطف خطاباً رناناً شدد فيه على العودة واهمية القتال السلمي. وألقى نبيل شعث مداخلة أوهمنا فيها ان الدولة الفلسطينية ستقوم في غضون سنتين. كان الجو جو تفاؤل، الصدمة جاءت بعد الانتقال الى الداخل. أنت ماذا كان موقفك؟ - أنا عارضت في المجلس الثوري. اعتقد ان عدد المعارضين كان 12 من أصل مئة. كانت المعارضة محدودة نسبياً وقريبة من التحفظ وانطلاقاً من التخوف من المجهول. دخل عرفات وبدأت صفحة جديدة في تاريخ القضية الفلسطينية؟ - أنا شبهت موضوعنا في أوسلو بشخص على شاطئ الأمازون خلفه وحوش تتأهب للانقضاض عليه فرمى نفسه في الماء محاولاً السباحة وسط التماسيح الجائعة من دون ان يتيقن من قدرته على ادراك الطرف الآخر من الشاطئ. أوسلو لا يمر في أيام عادية، أوسلو وليد ظروف عدة: حرب الخليج الثانية ومدريد والوضع المأسوي للمقاتل الفلسطيني بعد ترحيله الى المنافي وابعاده عن خط التماس مع اسرائيل، وهناك الضائقة المالية الشديدة. هل أنت نادم على شيء بعد هذه التجربة الطويلة؟ - لو تكررت الظروف واتيح لي ان اختار لاخترت الطريق نفسه. لكنني أفكر كيف ان انتصارات الشعب الفلسطيني تجهض وكيف ان القيادات المتعاقبة لم تنجح في اعطاء الشعب الفلسطيني فرصة لقطف ثمار ثوراته المتكررة. سألت الحاج أمين الحسيني لماذا لم تبق في فلسطين فقال لي: أنا رحلت قسراً من غزة لأنني أعلنت حكومة عموم فلسطين. اصعدوني الى القطار واتجه بي الى القاهرة. كان ذلك في 1949. عندما سقطت طائرة أبو عمار في ليبيا ذهبت وأبو اللطف وهاني الحسن ورفاق آخرون لإحضاره. جلسنا في فيلا وضعت في تصرفه واذ بعبدالسلام جلود يدخل ويخاطب عرفات قائلاً: "با أبو عمار أما انك ستصلي في القدس كما تعلن دائماً واما ان تعيش ذليلاً في هذه الامة العربية وكلنا اذلاء". كانت لي دالة على عبدالسلام فقلت له ربما كتب الله لأبو عمار ان يصلي في القدس، قال انا تحدثت عن هذا الاحتمال. الآن قد ينجح أبو عمار ويصلي في القدس. وقد لا يكتب للمحاولة النجاح. لكن الشيء الأكيد ان الشعب الفلسطيني سيعود الى ثورة سلمية أو مسلحة لينال حقوقه. هذه مسألة حتمية