شملت دورة دبي في كرة المضرب التي اختتمت الأحد في 18 شباط فبراير 1996 كل ما يمكن ان تشمله الدورات المثيرة في هذه اللعبة. فقد خرج بعض كبار المصنفين في الدور الاول وبينهم المصنف اول عالمياً في حينه النمسوي توماس موستر وبطل العالم السابق الاميركي جيم كوريير ونظيره السويدي ستيفان ادبرغ، الا ان الكرواتي غوران ايفانيسيفيتش عوض غيابهم وانتزع اللقب من حامله العام الماضي الجنوب افريقي وين فيريرا بعد ان اخرجه في ربع النهائي بسهولة 6/2، 6/1 وأكمل مشواره الذي لم يخسر خلاله أي مجموعة وفاز في مباراة القمة على الاسباني البيرتو كوستا 6/4، 6/3. واضافة الى الاستاد الجديد الرائع الذي اقيمت عليه الدورة والذي تم انشاؤه بفضل حيوية "سوق دبي الحرة" مالكة حقق تنظيم الدورة ودائرة الطيران المدني التي تشرف على السوق وعلى نادي الطيران، فقد لوحظ الجديد ايضاً في أداء اللاعبين. اذ تفجرت مواهب كامنة لدى اللاعب الاسترالي ساندون فرد ستوله الذي هزم موستر في الدور الاول 6/1، 3/6، 7/6 في مباراة شديدة الاثارة. تقدم فيها في المجموعة الاخيرة الى 4/1 ولحق به موستر لكنه أفلت في الجولة الفاصلة التي ربحها نظيفة 7/صفر. واستمر كفلتة شوط متفوقاً في الدور الثاني على الروسي اندريه تشيركاسوف، 6/4، 1/6، 6/3 وكاد ان يهزم الاسباني خافيير سانشيز في ربع النهائي وتقدم عليه 6/2، 5/4 لكن خبرة الاخير حسمت اللقاء في مصلحته بعد فوزه في المجموعتين الثانية والثالثة 7/5، 6/4. والطريف في الامر ان ستوله المصنف 160 عالمياً كان قد فشل في التأهل للائحة القرعة النهائية وحالفه الحظ فاختير مكان التشيكي بيتر كوردا ليواجه موستر في الدور الأول. اما قاهر كوريير الاسباني البيرتو بيراساتيغي فكانت فورة نصره قصيرة اذ خرج في الدور الثاني امام الهولندي المغمور يان هندريك ديفيدز 4/6، 4/6. وحقق الالماني ديفيد برينوسيل نتيجة طيبة فاخرج ادبرغ بصعوبة 5/7، 7/6، 6/4 ثم تغلب على المصنف السابع الاوكراني اندره ميدفيديف 6/1، 7/6 وعلى المصنف الثاني السويدي توماس اينكفست 6/3، 6/2 قبل ان يخسر في نصف النهائي امام ايفانيسيفيتش 2/6، 6/7. ويذكر ان برينوسيل الذي لعب اخيراً للمرة الاولى في منتخب بلاده في كأس ديفيس بدأ يعزز نفسه كنجم كبير في الدورات العربية فقد بلغ نصف نهائي قطر المفتوحة في كانون الاول يناير الماضي ودور الاربعة في دبي واصبح واحداً من عشاق الاداء في الاجواء العربية. ولوحظ ان عدداً كبيراً من اللاعبين أكد ان اللعب في دبي يختلف عن الاداء في اي مكان آخر ولا يعود ذلك الى حسن التنظيم فقط بل الى الاجواء السحرية العامة. وهذا ما قاله حتى حامل اللقب العام الماضي الجنوب افريقي فيريرا بعد خسارته لقبه. وقد ناضل فيريرا نضالاً كبيراً رغم اصابته في فخذه وفاز في الدور الاول على المغربي يونس العيناوي المصاب في كاحله 6/1 ثم بالانسحاب، وتفوق في الدور الثاني على نده في نهائي العام الماضي الايطالي اندريا غاودنزي في مباراة شديدة الاثارة 7/6، 6/7، 6/4 وبعد ذلك سقط امام ارسالات ايفانيسيفيتش الصاروخية ومعنوياته العالية التي ارتفعت بعد فوزه في الاشهر الثلاثة الاخيرة ب "كأس الغران سلام" في ميونيخ ثم في بطولة كرواتيا المفتوحة وبلوغه الدور النهائي في بطولة سيدني الاسترالية. وعزا ايفانيسيفيتش معنوياته العالية الى ارتياحه نفسياً بعد تعيين صديقه فيدران مارتيتش مدرباً له خلفاً لمدربه السابق الاسترالي بوب بريت. وقال ان مارتيتش الذي نشا واياه في احد نوادي سبليت كرواتيا وفر له الصداقة والزمالة اللتين يحتاج اليهما اكثر من احتياجه الى 24 ساعة من النصائح حول كرة المضرب. وانطلق الاسباني البيرتو كوستا الى الدور النهائي من حيث لا يدري أحد. فقد ناسبه خروج موستر وكوريير من جهته وفاز هو في الدور الاول على المصنف السادس السويسري مارك روسيه 1/6، 6/3، 6/4 وواصل تقدمه بفوزه على الالماني برند كارباخر 6/2، 6/4 والهولندي ديفيدز 6/3، 2/6، 6/2. وفي الليلة الصعبة مساء السبت 17 شباط التي اضطر خلالها اللاعبون بسبب الامطار الغزيرة الى لعب المباراتين ربع النهائية ونصف النهائية في اليوم نفسه بفاصل زمني قصير لعبت لياقة كوستا 20 عاماً البدنية دوراً رئيسياً في انتقاله الى النهائي. فقد الحق فوزه على ديفيدز بفوز على مواطنه خافيير سانشيز 3/6، 6/3، 6/1. لكنه سقط في مباراة القمة في اليوم التالي امام صواريخ سكود التي يطلقها ايفانيسيفيتش في ارسالاته عندما يحتاج الى حسم مباراة أو لقب في مصلحته. وتجدر الاشارة الى ان تنظيم الدورة كان ممتازاً رغم اليوم المشؤوم الذي لم يتوقف خلاله المطر وقد اثنى اللاعبون على المنظمين وأكد السيد محي الدين بن هندي مدير الطيران المدني والسيد كولم ماكلوفلين مدير سوق دبي الحرة انهما لقيا كل التعاون من رعاة الدورة آل المكتوم وخصوصاً راعيها الفريق أول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي ووزير دفاع دولة الامارات العربية الذي وفر كل دعم معنوي ومادي للدورة والشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني في دبي والشيخ حشر مكتوم آل مكتوم رئيس اتحاد تنس الامارات. الجوائز ونال ايفانيسيفيتش 142 ألف دولار لحلوله في المركز الاول فيما حصل كوستا على 84 ألف دولار. وأُعطى كل من برينوسيل وسانشيز 50 ألف دولار. وارتفع تصنيف الاسترالي ساندون ستوله الى المرتبة ال 120 ونال 29 ألف دولار وقال لپ"الوسط" ان هذه الدورة ستشكل منطلقاً جديداً بالنسبة اليه وقد تبدل حياته تبديلاً جذرياً. وستوله 25 عاماً هو نجل اللاعب الاسترالي العظيم في الستينات فرد ستوله. وكانت مشكلته ان شهرة والده طغت عليه ولم يستطيع تحقيق النتائج التي تستحقها موهبته. وقد اطلقته دورة دبي من هذا القفص. كما ساعدت في تقدم مسيرة برينوسيل ولم تكن دورة فقط لتأكيد نجومية النجوم أو عدمها. وهذا من الامور التي ركز عليها كولم ماكلوفلين مدير سوق دبي الحرة اذ قال "نحن لا يهمنا فقط جذب كبار اللاعبين كبيكر وموستر وادبرغ وكوريير، بل نرغب في ان تصبح دورة دبي منطلقاً لنجومية لاعبين لم يحققوا ما يستحقونه". أما ستيفان ادبرغ فأكد انه رغب في المشاركة في دورتي قطرودبي في عامه الاخير قبل الاعتزال لانه لقي كل الترحيب وشعر بسعادة كبيرة في مشاركته فيهما. وفسر خسارته امام برينوسيل بقوله ان اللاعبين الصاعدين لم يعودوا يخشونه كما كانوا يفعلون سابقاً منذ اعلانه نيته الاعتزال في نهاية هذا العام. ولوحظ انه كان كثير الاهتمام بزوجته وابنته اللتين رافقتاه الى دبي وفضل البقاء بجانبهما معظم الوقت. اما موستر ففسر خسارته في الدور الاول امام ستوله بانه كان مرهقاً. فقال: "وصلت الى دبي من جنوب افريقيا بعد لقاءات كأس ديفيس في الخامسة والنصف من صباح الاربعاء ولعبت مباراتي ضد ستوله بعد الظهر. ولم يتح لي مجال الراحة أو التكيف مع أرضية الملعب الجديدة. كنت فخوراً جداً باحتلالي المركز الاول عالمياً ومع ذلك لن اتأثر كثيراً لو خسرته لبيت سامبراس أو اندره اغاسي أو غيرهما، انها مسألة كومبيوتر وقد خسر موستر الموقع الأول لسامبراس بعد فوز الاخير على اغاسي في نهائي بطولة سان خوسيه الاميركية لكنه بقي في الموقع الثاني وسأحاول تعويض خسارتي في المستقبل". واقترح على اتحاد اللعبة التنسيق مع "جمعية اللاعبين المحترفين" كيلا تأتي الدورات مباشرة بعد لقاءات كأس ديفيس. وشارك في الدورة ايضاً التشيكي كاريل نوفاتشيك، المتهم بتناول المنشطات مع بطل العالم السابق ماتس فيلاندر. ولم يبد ان نوفاتشيك تأثر كثيراً بالاتهام الذي وجهه اليه الاتحاد الدولي وقال فيه انه وفيلاندر تناولا مادة الكوكايين الممنوعة في البطولة الفرنسية المفتوحة في رولان غاروس العام الماضي. بل على العكس لعب جيداً وفاز في الدور الاول على الروسي الكسندر فولكوف 6/2، 6/4 وابلى البلاء الحسن في لقائه مع ايفانيسيفيتش في الدور الثاني وخصوصاً في المجموعة الثانية التي خسرها بصعوبة 6/7. كما لعب ومواطنه جيري نوفاك في بطولة الزوجي ونجح في بلوغ النهائي محققاً انجازاً ممتازاً فيها.