وفد سعودي رفيع المستوى يزور سوريا لتعزيز العلاقات الاقتصادية    مباحثات اقتصادية سعودية باكستانية    طاقم تحكيم سعودي يشارك في إدارة مباريات كأس العالم تحت 20 عاماً في تشيلي 2025    الرياض تستعرض جاهزيتها لاستضافة دورة ألعاب الفنون القتالية الآسيوية 2026    ثلاثي الاتفاق ينضم إلى المعسكر التدريبي في البرتغال    جراحة للجميعة بمعسكر الذئاب    وجاؤوا يركضون مهلا يا دعاة الضلالة    ضبط (5) أشخاص بالشرقية لترويجهم الإمفيتامين وأقراص خاضعة لتنظيم التداول الطبي    انخفاض مخزونات النفط الخام الأميركية    الخلود يقيل المدرب الروماني كوزمين    "بر الشرقية" تفتتح مكتبًا خدميًا جديدًا في بقيق لتعزيز الوصول المجتمعي ورفع كفاءة الخدمات    أمير جازان يتسلّم التقرير السنوي لفرع هيئة الهلال الأحمر    هيئة الربط الكهربائي الخليجي تقيم ورشة عمل في مجال الذكاء الاصطناعي لدمجه في العمليات    أمير جازان ونائبه يتفقدان عددًا من المشروعات التنموية والسياحية بمحافظة فيفاء    اللجنة التنفيذية للتعاون الإسلامي تؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة    رئيس بلدية صبيا يطّلع على مشاريع التدخلات الحضرية لتحسين المشهد العام في المحافظة    الشؤون الإسلامية في جازان تنظم عدد من المناشط الدعوية في محافظات المنطقة    إطلاق برنامج "حكايا الشباب 2025" في الباحة وأبها والطائف    المملكة تُشارك تجربتها في إدارة الموارد المائية    الطيران المدني تصدر تقرير التزام المطارات والناقلات الوطنية بأوقات الرحلات لشهر يونيو 2025م    جامعة جازان تعلن مواعيد التسجيل الذاتي للفصل الدراسي الأول 1447ه    الصين تعلن تقديم "احتجاجات رسمية" للاتحاد الأوروبي    سوري يشتري عملات ويسلمها للمتحف    نجم يكشف أسرار منكب الجوزاء    مجسات ذكية لراحة مرضى السكري دون ألم    أسباب وعواقب إدمان الحلويات    لماذا غسل الدجاج غير مستحب    إطلاق كود"البنية التحتية" بمنطقة الرياض بعد 15 يوماً    ربط التعليم التقني باحتياجات السوق.. أمير المدينة: معامل ابتكارات الحرف نموذج للاستثمار في رأس المال البشري    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على والدة عبدالرحمن بن فرحان    جذور العدالة    أكد دعم سوريا لضمان أمنها واستقرارها.. مجلس الوزراء: السعودية تدعو لاتخاذ قرارات عملية أمام التعنت الإسرائيلي    "البيئة": تمديد مهلة رخص مياه الآبار لمدة عام    ترحيب سعودي ببيان الشركاء الدوليين المطالب بإنهاء الحرب على غزة    أكد وجود انتهاكات جسيمة.. لجنة تقصي الحقائق تسلم تقريرها للرئيس السوري    المنتخب السعودي يشارك في أولمبياد الأحياء الدولي    وزير الداخلية يلتقي منسوبي الوزارة المبتعثين في بريطانيا    اختتام تدريب الخطباء بتبوك    منسوبات واعي يطلعن على مركز التراث وبيت الحرفيين بجازان    منع الفنان راغب علامة من الغناء في مصر    عزز صفوفه بالخيبري.. الأهلي يشارك في السوبر بديلاً للهلال    سبعة آلاف طفلٍ في مركز ضيافة المسجد النبوي    حكمي.. قصة تحدٍ ملهمة في عالم التوحد وحفظ القرآن    دينية الحرمين توقع اتفاقية تعاون لبرامج نوعية    مفوض إفتاء جازان يستقبل منسوبي إدارة جمعية سقيا الماء    النصر يتراجع عن صفقة هانكو.. ويخسر الجابر    رئيس الوزراء يدعو لتعزيز التواجد في عدن.. تحذير يمني من وجود المقرات الأممية بمناطق الحوثي    تصاعد الضغوط لإنجاز اتفاق وقف النار بغزة    "هلال مكة" يفعل مساراته الطبية الإسعافية القلبية والدماغية    155 ألف مستفيد من خدمات مستشفى ينبع    نبض العُلا    أمير جازان ونائبه يتفقدان عددًا من المشروعات التنموية والسياحية بمحافظة فيفاء    الجامعة العربية تدعو المجتمع الدولي لكسر حصار غزة    الأمير محمد بن عبدالعزيز يستقبل رئيس ووكلاء جامعة جازان    السعودية ترحب بمطالبة دولية لإنهاء حرب غزة    تقنية تحسن عمى الألوان    رئيس باكستان يمنح رئيس أركان القوات البحرية وسام "نيشان الامتياز" العسكري    أمير جازان يستقبل مدير فرع إدارة المجاهدين بالمنطقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علي ناصر محمد يتذكر . رفضنا طلب صدام بناء قاعدة في سقطرة الاخيرة
نشر في الحياة يوم 14 - 08 - 1995

ذاكرة الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي ناصر محمد مليئة بالأحداث والاسرار. ويكشف في هذه الحلقة كيف طلب منه صدام حسين في 1978 السماح للعراق ببناء قاعدة بحرية وجوية في جزيرة سقطرة اليمنية، وكيف تخلت موسكو عنه بعد احداث 13 يناير كانون الثاني 1986 في عدن، وكيف تدخل ميخائيل غورباتشوف لدى صنعاء وأديس أبابا لاغلاق معسكرات انصاره واقناعه بمغادرة المنطقة.
ويكشف علي ناصر محمد ايضاً ان مسؤولين في عدن كلفوا زعيم مجموعة ارهابية، بعد 1986، اغتياله وان هذا "الزعيم"اختلف معهم وعرض اغتيال من كلفوه. ورفض الرد على سؤال هل كان الشخص هو كارلوس، مشيراً الى انه لم يلتق كارلوس خلال وجوده في السلطة.
حين ينشر علي ناصر محمد مذكراته، وهي في 2500 صفحة مدعمة بالوثائق والصور، ستتكشف قصة اليمن الجنوبي بشقيها الداخلي والخارجي وهي قصة طويلة ومثيرة يصعب اختصارها في بضع حلقات او بضع ذكريات. وهنا نص الحلقة الخامسة والأخيرة.
هل لكم ان تحدثونا عن علاقاتكم بالرئيس العراقي صدام حسين؟!
- عرفته عندما كان نائباً لرئيس الجمهورية في ابريل نيسان عام 1970. كان لقائي الأول معه في مكتب الرئيس العراقي السابق احمد حسن البكر، وهو لقائي الأول مع البكر ايضاً منذ قيام الثورة في العراق. وبعدها توالت اللقاءات مرات عدة في عواصم عربية عدة، وكان آخرها اللقاء في الطائف عام 1981. لكن أهم اللقاءات التي اتذكرها كان عام 1978 عندما عرض علينا الرئيس صدام حسين فكرة اقامة قاعدة بحرية وجوية للعراق في جزيرة سقطرة في مقابل ان يدعم العراق اليمن الديموقراطية من خلال وضع خطة لتنمية الجزيرة في كل المجالات السمكية والزراعية والسياحية. وشكا صدام حينها من ان تنمية قواتهم البحرية تواجه صعوبات عدة تجعل امكان تطورها شاقاً جداً ومحفوفاً بالمخاطر، لكونها، كما قال، مهددة من قبل قوات الشاه وحلفائه من جهة، ومن قبل دول الخليج وحلفائها الموجودين قرب مضيق هرمز من جهة أخرى، الأمر الذي يجعل القوات العراقية، البحرية والجوية والبرية، تحت رحمة هذه القوى. وأكد ان تعاوننا معهم عسكرياً وسياسياً واقتصادياً سيعزز من مكانة اليمن الديموقراطية وسيعطي بلادنا بعداً استراتيجياً.
وشرحت بدوري الصعوبات والضغوط التي تواجهها اليمن الديموقراطية اقليمياً ودولياً، واوضحت له التهم الموجهة الينا في عدن من قبل الاعلام الغربي والدول الغربية، بأننا حولنا جزيرة سقطرة الى قاعدة بحرية وجوية للسوفيات، مع انهم يعلمون ان لا وجود لقوات سوفياتية على أرض الجزيرة. وأكدت له ان انشاء مثل هذه القاعدة في هذه الظروف سيؤدي الى مزيد من تصعيد التوتر في المنطقة، بل سيدفعه الى الذروة، وان بلادنا لا تستطيع ان تتحمل اعباء قرار من هذا النوع الخطر في ظل العزلة التي فرضت علينا، خصوصاً بعد الاحداث اليمنية التي كان من نتيجتها مقتل الرئيس احمد الغشمي واتخاذ قرار بتعليق عضوية اليمن الديموقراطية في الجامعة العربية. فاقترح علينا ان نولي هذا الموضوع مزيداً من الدراسة، ووعد بأنهم سيدرسون الموضوع ويحددون كل اشكال الدعم التي سيقدمها العراق الى اليمن الديموقراطية.
صدام حسين، عندما كان نائباً للرئيس، كان رجل قرار. بل كان هو صاحب القرار. وكانت علاقتنا الرسمية والشخصية جيدة منذ زيارتي الأولى لبغداد عام 1970 عندما كنت وزيراً للدفاع، وعام 1977 كرئيس للوزراء. وكان هو أول من شجعني على تدخين السيجار الكوبي كوهيبا الذي كان معتاداً على تدخينه. وكان يرسله اليّ بانتظام عبر سفارتهم في عدن، وأحياناً عبر سفارتنا في بغداد. لكن السيجار انقطع بعد القطيعة الموقتة مع بغداد بسبب حادث اغتيال الدكتور العراقي توفيق رشدي الذي كان استاذاً للفلسفة في جامعة عدن. وبعد ذلك استعضت عنه بالسيجار الذي كان يرسله اليّ الرئيس الكوبي فيديل كاسترو وعليه اسمي حتى احداث يناير 1986. لا بد من الاشارة الى ان صدام حسين لعب على هامش مؤتمر القمة العربي الذي عقد في بغداد في نوفمبر 1978 دوراً في تحسين العلاقات الثنائية بين عدن والرياض والتي كانت تأثرت كثيراً بأحداث عدن في يونيو 1978، بعدما تحسنت في عهد الرئيس سالم ربيع علي سالمين الذي عمل على تطبيع العلاقة مع السعودية في ايامه. وكانت احداث 1978 المذكورة نكسة حقيقية للعلاقات اليمنية - السعودية واليمنية - الاميركية، اذ كان مقرراً ان يصل الى عدن وفد اميركي آتياً من صنعاء في الفترة التي اندلعت فيها الاحداث.
كيف سارت وتيرة العلاقة بينكما بعد ذلك؟
- بين عامي 1979 و1981م تأثرت العلاقة مع صدام النائب والرئيس في ما بعد تأثراً كبيراً إثر حادثة اغتيال الدكتور توفيق رشدي واقتحام قوات الأمن اليمنية للسفارة العراقية في عدن، وبعدما لجأ الينا عدد كبير من المدرسين والمهندسين والفنانين العراقيين بسبب الخلاف الحاد بين حزب البعث والحزب الشيوعي العراقي بعد انفراط شهر العسل بينهما الذي تجسد في اطار الجبهة الوطنية التقدمية في العراق. وقد استوعبنا هؤلاء المحسوبين على الحزب الشيوعي العراقي في بعض المرافق في عدن وبقية محافظات اليمن الديموقراطية، لأسباب انسانية. كما استوعبنا قبلهم الهاربين من السودان ومصر وعدد من اقطار العالم.
وكانت القمة الاسلامية في الطائف عام 1198 فرصة لاعادة ترميم العلاقة مع بغداد. وساهم هذه المرة الأمير فهد بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي حينها في تقريب وجهات النظر وتنظيم لقاء بيني وبين صدام حسين. كما كان صدام ساهم في وقت سابق في تقريب وجهات النظر بين عدن والرياض عام 1978، كما أشرت سابقاً.
هكذا كانت تعالج القضايا العربية عندما كان التضامن العربي والمصلحة العربية يحظيان بالأولوية ويتغلبان على كل الصعوبات والخلافات التي تنشأ بين الاشقاء. وجرى تبادل السفيرين بين عدن وبغداد مجدداً، وبدأت الروح تدب في العلاقة اليمنية - العراقية تدريجاً لولا تدخل بعض العناصر المحسوبة على بغداد التي دعمت المعارضة اليمنية الجنوبية في الخارج اثر مقتل الدكتور توفيق رشدي وغازلت بعض العناصر المعارضة لي داخل السلطة في عدن بين عامي 83 و1986. وهذا ما اعترف به امامي في صنعاء احد القياديين البعثيين حيث قال: انك وقفت الى جانب المعارضة العراقية ونحن وقفنا ضدك وساندنا المعارضة في الداخل والخارج! والمهم واحدة بواحدة!
العلاقة مع الأسد
وماذا عن علاقتك مع الرئيس حافظ الأسد؟
- الرئيس حافظ الأسد رجل استراتيجي، وهو صاحب حسابات دقيقة وتفكير بعيد المدى، ويسخر التكتيك لمصلحة القضايا الاستراتيجية. مرن وهادئ وذكي ومفاوض ناجح من الدرجة الممتازة. تستطيع ان تقول عنه انه مدرسة في السياسة.
متى عرفته للمرة الأولى؟
- علاقتي بالرئيس الأسد تعود الى نهاية آذار مارس 1970. التقيته في دمشق، وكنت حينها وزيراً للدفاع. وكان هو وزيراً للدفاع في سورية. وكان اول وزير دفاع اقابله بعد تعييني في هذا المنصب في مطلع العام نفسه، في أول زيارة اقوم بها للخارج، ومنذ ذلك اليوم اصبحنا صديقين بكل ما تحمل الكلمة من جلال وحرارة. واستمرت هذه الصداقة حتى الآن، حتى بعدما تركت السلطة، ولهذا فان صداقتي بالرئيس الأسد تهزني كثيراً، لأنها ترتفع بقيم الصداقة فوق عالم الماديات والمحسوسات والمصالح والمنافع الشخصية وتنم عن غناها الروحي، وعن اخلاق الرجل ومعدنه واصالته العربية ووفائه النادر.
هذا على الصعيد الشخصي، فماذا عن العلاقة الرسمية بين سورية واليمن؟
- نحن نعرف الأسد صديقاً وفياً ومناضلاً صلباً وقف الى جانب الشعب اليمني في احلك الظروف وأقساها. وفي كل المواقف الصعبة تكون سورية ورئيسها الأسد حاضرين كما هي الحال في القضايا المصيرية العربية. الرئيس الأسد هو أول من قدم المساعدة الينا لتنظيم وزارة الدفاع وكل القوى والاسلحة في الجيش اليمني الجنوبي. فقد ارسل الينا عقب تلك الزيارة فريقاً من المستشارين القانونيين للاشراف على وضع القوانين واللوائح الجديدة المنظمة للقوات المسلحة اليمنية. وهي قوانين وانظمة لم يجر اي تغيير فيها منذ خروج الانكليز من عدن. وهو اول من أرسل فريقاً من الأطباء لادارة المستشفيات العسكرية في اليمن الديموقراطية.
لقد ساعدتنا سورية على رغم انها كانت في حالة حرب مع اسرائيل. تستطيع ان تقول عن الرئيس الأسد باختصار انه رجل اذا وعد أوفى. كانت هذه بداية علاقتي به. وهي مسيرة طويلة من العلاقة الشخصية والرسمية تخللتها سلسلة من الزيارات واللقاءات والمباحثات والمواقف القومية والمشتركة. والكل يعرف مدى امانة الرئيس حافظ الأسد للحقوق العربية والدفاع عنها من دون المساومة على حبة رمل واحدة من تراب الوطن. وهذا موضع تقدير كل العرب.
ألهذا اخترت الاقامة في دمشق؟
- نظراً الى كل ما ذكرت وسواه، ولأن الرئيس الأسد رجل وفي جداً لاصدقائه سواء كانوا داخل السلطة او خارجها، فقد اتخذت من دمشق مقراً لاقامتي واقامة عائلتي ولم أشعر يوماً بأن معاملته لي قد تغيّرت بتغير موقعي من السلطة الى خارجها.
هونيكر: من هو القذافي؟
كيف كانت علاقاتكم مع الرئيس الالماني الشرقي الراحل اريك هونيكر؟
- عرفته كثيراً، في كل من برلين وعدن وموسكو. كان من أبرز حكام المعسكر الاشتراكي ومن أكثرهم حيوية ونشاطاً وأقدرهم على نسج علاقات الصداقة واكثرهم تأنقاً في مظهره وملبسه. وبلغت صداقتنا ذروتها عند زيارتي لالمانيا الديموقراطية عام 1984، حيث نظمت لي زيارات لبعض المحافظات، واقيمت المهرجانات والاحتفالات في معظم المدن والقرى والمصانع والمعامل وفي كل مكان زرناه. قدمت المانيا الديموقراطية الينا المساعدة... لكن مساعدتهم كانت محدودة بالمقارنة مع مساعدة موسكو. اهتمت المانيا بتأهيل الكوادر وتدريبها في المانيا وعدن، وساهمت في بناء جهاز الأمن، كما ساهم السوفيات في بناء الجيش، والكوبيون في بناء الميليشيا.
وتحدث معي هونيكر عن تجربته وعلاقته مع بعض زعماء العالم عرباً وأجانب. لكنه كان مهتماً بشخصية العقيد معمر القذافي. فقد جرى حوار طويل بينهما حول النظرية الماركسية - اللينينية والنظرية العالمية الثالثة. وقد أبلغني ان العقيد معمر القذافي قال له، ان الاشتراكية في المانيا تعني اشتراكية الدولة، ورأسمالية الدولة، وانه مكتوب لها الفناء، لأنها لا تستند الى الشعب ونظرية شركاء لا اجراء. وقد نصح القذافي هونيكر بتطبيق "النظرية العالمية الثالثة" و"الكتاب الاخضر" في المانيا، وأبلغه انه مستعد لأن ينزل الى المزارع والمصانع والعمال والفلاحين لاقناعهم بذلك. وانه سيقدم الدعم الى المانيا الديموقراطية والشعب اذا وافق على ذلك.
وقال هونيكر ان القذافي تحدث عن الشيوعية والالحاد وقال انه مستعد ان يبني عشرة مساجد في برلين كخطوة اولى، ويمكن اقامة مساجد اخرى في المانيا، وانه يعتقد بأن هونيكر اذا طبق "النظرية الثالثة" التي لا تتعارض مع الاسلام والمسيحية، فان عدداً من الألمان سيفاضل بين المسيحية والاسلام والالحاد من جهة ثالثة، وانه على ثقة بأنهم او بعضهم سيسلمون. واستغرب هونيكر وقال ان معظم شعبنا لا يذهب الى الكنائس فكيف سيذهب الى المساجد التي سيبنيها القائد الليبي معمر القذافي.
وسكت قليلاً وسألني: من هو معمر القذافي، فقد حيّرني كما حيّر حلفاءنا في المعسكر الاشتراكي وفي مقدمهم السوفيات. فهو معاد للشيوعية وللرأسمالية والاستعمار والامبريالية والرجعية في الوقت نفسه. سكت وهو يحرك رأسه وحاجبيه مستغرباً شخصية العقيد القذافي وسألني مرة اخرى: من هو؟ قلت له: انه معمر القذافي. ولم اعلق اكثر من ذلك. ضحك هونيكر وسكتنا وانتقلنا الى مواضيع اخرى.
ماذا حدث بينكما بعد 1986؟
- لم تتأثر صداقتنا وعلاقتنا بأحداث 1986، فهو القائد الوحيد الذي تميز عن قادة المنظومة الاشتراكية حين استقبلت سفارته في عدن ثم بلاده بعض القياديين الذين تأثروا باحداث 1986. وهو الذي سمح للطلاب من انصارنا بالاستمرار في دراستهم. وهو الذي وقف ضد المحاكمات، وضد الاعدامات. وطالب باللقاء احكام الاعدام عام 1987 في رسالة وجهها الى الحكام في عدن. وكان اول موقف علني تضامني معنا نشر في صحف المانيا الديموقراطية بينما سكت الكل في البلدان الاشتراكية، ووقفوا مع مصالحهم. وعزا بعضهم موقف هونيكر الى علاقة صداقة تربطه بوزير التعليم حينها الدكتور حسن السلامي الذي درس في المانيا واصبح رئيساً لجمعية الصداقة اليمنية - الالمانية، ولجأ الى السفارة الالمانية في عدن اثناء احداث يناير 86 وسلمه الالمان الى حكام عدن بشرط ان يُسمح له بالرحيل الى المانيا او الافراج عنه، لكنهم نقلوه الى السجن وحاكموه وحكموا عليه بالسجن سنوات عدة. وطالب هونيكر حينها بالغاء احكام الاعدام الجائرة في حق رفاقنا: فاروق علي احمد وهادي احمد ناصر وعلوي حسين فرحان ومبارك سالم واحمد حسين موسى... لكنهم اعدموا جميعاً على رغم النداءات العربية والدولية والمحلية.
ومرت الأيام ليواجه هونيكر المصير نفسه، السجن والانتقال من سجن الى سجن، ومن بلد الى بلد آخر والمحاكمة والحكم والنفي لكن القضاء في المانيا كان عادلاً. وعلى العموم فان كل ما جرى هو جزء من التاريخ اذ اصبحت الأنظمة الاشتراكية واصدقاء هذه الأنظمة في العالم في ذمة التاريخ.
كيم ايل سونغ يخطئ في الجغرافيا
كيم ايل سونغ حالة خاصة ماذا تذكر من علاقتك معه؟
- عرفت القائد الكوري في بيونغ بانغ والتقيته اكثر من مرة بين عامي 78 و1984. الكوريون يسمونه "شمس الشموس" والزعيم العظيم، زعيم الاربعين مليون كوري، صاحب نظرية زوتشيه "نظرية الاعتماد على الذات". حاول بناء كوريا الشمالية بالاعتماد على نظريته، لكنه شعر بعد ذلك بأن كوريا لا يمكن ان تتطور من دون الاستفادة من تطور التكنولوجيا في العالم، خصوصاً ان كوريا الجنوبية اخذت تتطور بسرعة مذهلة مستفيدة من تكنولوجيا العصر وتسابق الزمن وتحاول اللحاق بالدول الصناعية المتطورة.
لقد كان على كوريا الشمالية المعتمدة على نظرية زوتشيه ان تتحرر قليلاً، ان تتطور، ان تستفيد مما يجري في هذا العالم. الشعب الكوري شعب عامل لا يكل ولا يمل. يبني ويعمر، لقد شاهدت سداً عظيماً بنته فرقة أو مجموعة فرق عسكرية طوله اكثر من 18 كيلومتراً وقد انجز في أقل من عامين.
قال لي كيم ايل سونغ ان الوحدة الكورية هدف استراتيجي ويجب ان تتحقق. لكنه قال بمرارة: آمل ان يأتي اليوم الذي نتقدم فيه خطوة واحدة على طريق التوحيد وأنا على قيد الحياة. كان هذا الحديث في اكتوبر عام 1984 وكان تعليقاً على حديثي عن الخطوات الوحدوية التي انجزناها بين شطري اليمن سابقاً. عبر عن سروره بهذه الخطوات وقال: اننا لم نتقدم خطوة واحدة في اتجاه التوحيد بعد. واستدرك قائلاً: لقد عملنا على ارسال بعض المساعدات للمتضررين من الفيضانات التي اجتاحت جنوب كوريا. ارسلنا مواد غذائية وحبوباً... وعلق ضاحكاً: وكتباً، وبيرة وأعلاماً لكنهم صادروها وشربوا البيرة التي تحمل العلم الكوري. وكانت هذه المساعدات تعبيراً عن موقفنا التضامني الأخوي مع شعبنا في الجنوب.
كان حديث الوحدة هو القاسم المشترك في كل اللقاءات التي جمعتني به، وكذلك الخطط التنموية والعسكرية، وتعامل كوريا في المستقبل مع اربعين مليوناً. وكان يؤكد ان كل ما يعملونه هو الاعداد لمواجهة وحدة البلاد مستقبلاً. وتلاحظ ان الاناشيد والاعلام والصور والموسيقى كلها عسكرية لهذا الهدف.
كانت كوريا الشمالية أول من قدم المساعدة الى اليمن الجنوبي عشية الاستقلال. قدمت الجرارات والمواد الغذائية وبعض المساعدات المالية في عهد الرئيس الأول قحطان الشعبي. لقد حدثني أحد الاصدقاء الكوريين عن تجربتهم في صناعة الجرارات وقال ان أول جرار صنع مشى الى الوراء بدلاً من الامام وضحك ضحكة شاحبة... واستمرت مساعدتهم لليمن في حدود امكاناتهم. وزار معظم حكام الجنوب كوريا الشمالية ابتداء بقحطان وربيع وعبدالفتاح وعلي ناصر.
أما علاقة الصداقة بين عدن وكوريا الشمالية فلم تتأثر كثيراً بتغير الحكام، اذ اعتبروا ذلك شأناً داخلياً. وكان كيم ايل سونغ ايضاً صديقاً لاثيوبيا، وتحديداً لمنغيستو الذي زارهم بعد احداث 1986 وسأله كيم ايل سونغ عن الاحداث في عدن ومصير "الصديق" علي ناصر محمد. وسأل كيم ايل سونغ منغيستو قائلاً: لماذا لا تساعدونه؟ فرد عليه منغيستو اننا كنا على استعداد لمساعدته، لكن الاحداث والتطورات المتسارعة والضغط السوفياتي والجغرافيا حالت دون تقديم مساعدة سريعة لدعمه وانقاذ عدن من السقوط. فسأله: لماذا لم ترسلوا اليه مساعدة عبر السكة الحديد، فأجابه منغيستو: ان عدن واثيوبيا يفصلهما البحر الاحمر وباب المندب، وقد حاولنا تقديم الدعم اليهم، لكن ذلك تعذر في حينه ولم نتمكن من الدعم السريع. وأضاف قائلاً: ان السوفيات تآمروا عليه!
في 1984 تحدث معي كيم ايل سونغ عن انطباعاته عن بعض البلدان الاشتراكية التي زارها بالقطار في العام نفسه، وهي موسكو وبراغ وبرلين وصوفيا وبودابست وبعض البلدان الاخرى. وقال: شعرت بأن هذه الانظمة تتآكل من داخلها فقد ماتت فيها الثورات، وان هذه الانظمة معرضة للسقوط كان هذا الحديث في اكتوبر - تشرين الاول 1984 وكان هذا الشعور والاحساس اللذين لمستهما في مؤتمر الحزب الشيوعي السوفياتي عام 1981، عندما انتخب المكتب السياسي بريجنيف أميناً عاماً مرة أخرى بالاجماع. وقد مات معظم اعضاء هذا المكتب السياسي قبل المؤتمر العام اللاحق عام 1986. بعضهم سمى ذلك الاستقرار السياسي وسميته الاستمرار في السلطة حتى الموت ! فقد تحمل هؤلاء القادة فوق طاقتهم كثيراً تحت شعار استقرار الكادر واستمراره بعيداً عن روح التجديد، واعطاء الفرصة لدماء جديدة لاحتلال مواقع جديدة في رأس هرم السلطة السوفياتي العتيق.
غورباتشوف وعلي عبدالله صالح
وماذا عن علاقتكم بمخيائيل غورباتشوف؟
- عشية تسلمه السلطة كان بعضهم يطلق عليه تسمية القائد السوفياتي الشاب. كان غورباتشوف خلف بريجنيف واندروبوف وتشيرنينكو خلال فترة قصيرة. عرفته بعد تحمله المسؤولية مباشرة في مكتبه في الكرملين. كان أمامه ملف عن العلاقات اليمنية - السوفياتية، فتحه وأغلقه وضرب بيد على الملف وقال تفضل من اين نبدأ، من موسكو أم من عدن. قلت له: كما تريد.
الحديث معه يختلف عن الحديث مع القادة السوفيات الذين عرفتهم أمثال بريجنيف وكوسيغين وبودغورني وغروميكو وبوناماريوف وغريتشكو واوستينوف وسوسولوف وغيرهم من القادة الكبار.
تحدث من دون الرجوع الى الملف والى الورق المكتوب والمطبوع الذي يبدأ عادة بالترحيب وينتهي بالشكر على الاستماع الى حديث هذا القائد أو ذاك. هذا القائد الشاب تحدث مباشرة بعد حديثي معه عن السياسة الداخلية والخارجية لليمن الديموقراطية وأشاد بهذه السياسة الواقعية يمنياً واقليمياً ودولياً. وقال: اننا ندعم هذه السياسة التي تساهم في استقرار المنطقة بأسرها باعتبار منطقتكم منطقة استراتيجية. وأكد دعم اليمن الديموقراطية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً انطلاقاً من مبدأ التعايش السلمي والتضامن الاممي بين الشعوب.
كان الوقت المحدد للمقابلة قد انتهى. وفتح رجال المراسم باب المكتب، لأن عدد الزعماء المهنئين كبير وبعضهم كان ينتظر في الخارج. وأشار غورباتشوف اشارة بيده فهمت منها: "اتركونا نواصل الحديث". وبعد ربع ساعة فتح الباب مرة أخرى وكان عليّ هذه المرة ان استأذن وانصرف لأعطي الفرصة للآخرين المشاركين في التعزية والتهنئة. فقد ودعت موسكو تشيرنينكو الى مثواه الأخير واستقبلت آلاف المهنئين بالزعيم الجديد النشط الذي بدت على وجهه الحيوية والوسامة وخطوط سوداء على جبينه الأبيض.
استمرت الصلات والاتصالات الرسمية بيننا وبين غورباتشوف حتى بعد أحداث 1986، وهو أول من بادر وطالب علي سالم البيض والحكام الجدد في عدن بالمصالحة الوطنية في فبراير شباط 1986 اثناء انعقاد المؤتمر السابع والعشرين للحزب الشيوعي السوفياتي. وطلب من الرئيس منغيستو رعاية هذه المصالحة الوطنية في اديس أبابا في نيسان ابريل 1986 لكن القادة السوفيات تراجعوا لاحقاً عن هذه الدعوة الى المصالحة وفتحوا النار عليّ عبر صحيفتي "البرافدا" و"الازفيستيا" في منتصف عام 1986. بل ان غورباتشوف ارسل مبعوثاً خاصاً الى اديس أبابا وصنعاء لاقناع هاتين الدولتين بالتخلي عن تقديم كل اشكال الدعم الينا واغلاق معسكراتنا فيهما. واكثر من ذلك طلب من أديس أبابا اقناعي بالذهاب الى موسكو لان بقائي هو بمثابة القنبلة الموقوتة في المنطقة - حسب تعبير رئيس الوفد - الذي كان يشغل منصب رئيس لجنة الرقابة والتفتيش في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي. ورفض منغيستو ذلك التصرف والتهديد. كما رفضه الرئيس علي عبدالله صالح ايضاً معتبراً موقف السوفيات تدخلاً في الشؤون الداخلية اليمنية. وقال هذا صراحة في حديث مع رئيس الوفد السوفياتي الذي زار صنعاء بعد اديس أبابا. قال ذلك في كلمتين وفي أقل من خمس دقائق وبلهجة حاسمة وتوقف بعدها الرئيس علي عبدالله صالح عن الحديث، وسكت الجميع، ولم يفهم رئيس الوفد السوفياتي ان الرئيس انتهى من كلامه. فتحدث نائب رئيس الوفد بروتنس مع رئيسه باللغة الروسية قائلاً له: ان الرئيس انهى حديثه وعلينا ان نتصرف بعد هذا السكوت والصمت اللذين سادا اللقاء على اثر حديث الرئيس.
كان رئيس الوفد ينتظر ان يحاوره الرئيس صالح مطولاً كما حاوره منغيستو في أديس أبابا حيث حاول من دون جدوى اقناع رئيس الوفد بوجهة نظره طوال الحوار الذي استمر تسع ساعات في قصر الشعب في اطول حوار مع وفد سوفياتي. وبعد هذه المقابلة الساخنة قال لي منغيستو "عليك ان تهتم بأمنك الشخصي خارج أديس أبابا". كنت يومها، أي عند وصول الوفد السوفياتي الى أديس أبابا، في طرابلس الغرب، ودار حديث طويل مع معمر القذافي بعدما قرأ مدير مكتبه عبدالله السنوسي الهجوم عليّ في الصحف السوفياتية وقال لي معمر القذافي: هؤلاء هم الذين كنتم تسمونهم في عدن الحلفاء والاصدقاء، ها أنت تراهم لا عهد لهم ولا امان لهم ولا وفاء فهم يقفون مع مصالحهم اليوم ونحن نقف معك ولن نتخلى عنك. واتخذ الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد الموقف نفسه وأكد للسوفيات انه لن يتخلى عني. وقال لي عندما التقيته انهم مارسوا عليه ضغوطاً لئلا يستقبلني في الجزائر. أما الرئيس حافظ الأسد فاستضافني وأسرتي وعشرات الكوادر حتى اليوم.
وفي الوقت ذاته بدأ بعض الاحزاب اليسارية بالهجوم عليّ في صحفه جرياً على عادته بترديد ما يقوله السوفيات، بل ان بعضهم تهرب حتى من لقائي.
المهم ان الشعب اليمني كان ولا يزال أوفى من الجميع وينبغي عليّ ألا انسى مواقف بعض الزعماء الذين وقفوا الى جانبي.
وقد قابلت غورباتشوف بعد ذلك العام الماضي في أبو ظبي عندما جاء للمشاركة في المؤتمر الذي نظمته جامعة عجمان وكنت مشاركاً فيه. وقد جمعنا الدكتور سعيد سلمان رئيس الجامعة في منزله وفاجأ الجميع بصورة تجمعني وغورباتشوف التقطت عام 1985. فضحك غورباتشوف وانشرح وانطلق يتحدث عن الصداقة والعلاقة معي وعن دعمه السياسة التي اتبعتها مع دول الخليج عندما كان رئيساً. وقال ان مراكز القوى في الكرملين عارضت وقوفه الى جانبي اثناء احداث 1986. فعلق حاكم عجمان الشيخ النعيمي قائلاً: "ان الرئيس علي ناصر بدأ بيريسترويكا قبلك" فضحك ضحكة صفراء وصمت.
وكنا اجتمعنا مع بعض حكام الامارات، حاكم عجمان، ولي عهد دبي وحكام الشارقة. وسمعت حواراً ساخناً وصريحاً بين الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة والسيد غورباتشوف عما جرى في الاتحاد السوفياتي وما جرى في العالم ويجري اليوم ومن المسؤول عن ذلك.
عدن والارهاب؟
قيل ان النظام في عدن كان يدعم الارهاب الدولي، ويقيم معسكرات تدريب لهم على أراضي اليمن الديموقراطية. كما كان يمنحهم جوازات ووثائق سفر يمنية. وتردد اسم كارلوس ووديع حداد كدليل على دعمكم الارهاب الدولي، فما هي الحقيقة؟
- بعض الاجهزة في اليمن الديموقراطية ارتبط بعلاقات مع بعض المنظمات التي سميت ارهابية. وهذا ليس سراً بل اصبح جزءاً من التاريخ المعروف. وكانت تعتبر ذلك من وجوه الصراع السياسي مع اعداء النظام بعضهم كان يريد استخدام هذه العناصر كنوع من الضغط على بعض الانظمة العربية وغير العربية، وكان يعتبر وجودها وتقديم الدعم اليها لمصلحة النظام في عدن الذي كان يواجه ضغوطاً دولية واقليمية. وادركت بعد تسلمي زمام السلطة في البلد ان هذه السياسة خطرة جداً وهي نوع من اللعب بالنار، فكان ان اوقفنا اي نشاط لهذه المنظمات التي كان بعضها يقوم بانشطة تضر بمصلحة اليمن وبعلاقاتنا وسمعتنا الدولية. وقد أغلقنا معسكراتها في الثمانينات.
هل كان كارلوس؟
تسربت أنباء بعد تركك السلطة في عدن مفادها ان الذين جاؤوا بعدك اعادوا صلاتهم القديمة بالارهاب الدولي، وفتحوا قنوات اتصال مع هذه الجماعات ومنحوها تسهيلات كبيرة، هل بلغكم شيء من هذا؟
- أحد المقربين لي قال لي انه التقى أحد هذه العناصر مصادفة في دولة عربية، وانه ابلغه ان بعض المسؤولين في عدن كلفه شخصياً اغتيالي، ودربت السلطات هناك فرقة انتحارية لهذا الغرض، واتخذت من شقة في خور مكسر بيوت الاحمدي سكناً أو مقراً لها. ولكن بعد خلاف نشب بين المنظمة التي يرأسها والذين كلفوه فشلت المهمة. وابلغني المقرب ا ن هذا الشخص نفسه اقترح عليه ان تقوم المجموعة نفسها المكلفة اغتيالي، اغتيال احدى الشخصيات الثلاث صاحبة التكليف، وانه يطلب موافقتي على ذلك. طبعاً رفضت هذا العرض بشدة لان اسلوب الاغتيال لا يمكن ان يحل مشاكلنا. فقد عانينا من دورات الدم كثيراً، وخسرنا الكثير من خيرة رفاقنا وأبناء شعبنا. ولهذا رفضت مجرد الحديث في الموضوع.
هل كانت تلك هي المحاولة الوحيدة؟
- لا، بل جرت عشرات المحاولات لاغتيالي قبل أحداث يناير 86 وبعدها.
هل التقيت كارلوس؟
- لم التق كارلوس خلال وجودي في السلطة.
هل التقيته بعد ذلك؟ وهل كان الشخص الذي كلف اغتيالك؟
- لم يرد الرئيس علي ناصر محمد الاجابة عن هذا السؤال مفضلاً الرد عليه لدى نشر مذكراته كاملة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.