في مقرّ "دار الندوة" البيروتي، يعرض بهجت عثمان مختارات من أعماله بدءاً من 28 آذار مارس. ويتخذ المعرض شكل تحيّة توجّهها المدينة إلى الفنان المصري الذي لمع في عالم الكاريكاتور، وهو من أبرز رموز هذا الفن الذي يخوض فيه منذ أكثر من أربعين عاماً. عمل بهجت في مجلات قاهرية عدّة أبرزها "صباح الخير"، "المصور"، "حواء"... اضافة إلى مجلات للاطفال مثل "سمير" و"ميكي" و"ماجد" و"العربي الصغير". ويشهد لهذا الفنان الاستثنائي، المعروف بشخصيته الطريفة، بمعاركه من أجل الحرية، بنقده السياسي اللاذع وبالحملات التي شنّتها ريشته على الديكتاتورية. أشهر هذه الرسوم نشرتها "الأهالي" القاهرية، قبل أن يجمعها في كتاب بعنوان "الديكتاتورية للمبتدئين"، وتتمحور حول شخصية "بهجاتوس" حاكم "بهجاتيا العظمى". ويعتز بهجت بزملائه فناني الكاريكاتور الذين يسمّيهم "رفاق السلاح"، وهو عنوان كتاب أصدره أخيراً عن "دار الجديد" في بيروت، وتحدث فيه عن رفاقه في العالم العربي وفي العالم. لكن بهجت عثمان، وهو أحد "الحرافيش"، قرّر التوقف عن فن الكاريكاتور، ربما تعباً أو مللاً ويأساً، واختار رهاناً آخر هو الكتابة للاطفال. وهو يشرح خياره هذا في حديث إلى وكالة "رويتر" قائلاً: "لم أعد أراهن على اليوم أو الغد أو بعده، بل فقط على أطفالنا من أجل ما بعد بعد غد...". من "صداقة بلا حدود" دار الفتى العربي - 1990 حيث دعاهم إلى التفكير معه في أشياء يحبّها، إلى كتابه المقبل الذي قد يكون عنوانه "أحلام صغيرة"، يواصل "العم بهاجيجو" التوجّه إلى الاطفال في معرض رهانه على المستقبل، في حين أن فن الكاريكاتور لم يعد له في راهننا من مكان. ويعيد في أوقات فراغه سماع اسكتشات قديمة لزياد الرحباني، عنوانها... "بعدنا طيّبين... قول الله!".