مهرجان الحريد    وزير الدفاع يستعرض العلاقات الثنائية مع "كوليبالي"    مشروعات غطاء نباتي ومكافحة التصحر.. أمير الشرقية يدشن منتدى «الاستثمار البيئي»    محافظ الطائف يناقش إطلاق الملتقى العالمي الأول للورد والنباتات العطرية    حتى لا نفقد درراً !    رؤية المملكة 2030 في عامها الثامن    «رؤى المدينة» و«هيلتون» يوقعان اتفاقية لافتتاح ثلاثة فنادق    «أكواليا» تستعرض جهودها في إدارة موارد المياه    "القروض الخضراء" لتمويل المشروعات صديقة البيئة    "تاسي" أخضر و7 صفقات خاصة ب318 مليونا    "سلمان للإغاثة" يُدشِّن البرنامج الطبي التطوعي لجراحة القلب المفتوح والقسطرة بالجمهورية اليمنية    الاحتلال يواصل قصف المدن الفلسطينية    البحث عن حمار هارب يشغل مواقع التواصل    تأملاّيه سياسية في الحالة العربية    انطلاق تمرين "الموج الأحمر 7" بالأسطول الغربي    القيم تتصدع في غزة    يوفنتوس يتعادل مع روما في الدوري الإيطالي    في مؤجلة من الجولة ال 28.. الأهلي يستقبل الهلال في كلاسيكو الجوهرة    "جاياردو" على رادار 3 أندية أوروبية    في انطلاق الجولة 31 من " يلو".. القادسية يسعى للصعود من بوابة " أحد".. والبكيرية يواجه العدالة    إبعاد "حكام نخبة أوروبا" عن روشن؟.. القاسم يردّ    أمراء ومسؤولون وقيادات عسكرية يعزون آل العنقاوي في الفريق طلال    العوفي يحتفل بزفاف نجله حسن    باسم يحتفل بعقد قرانه    الصمعاني: مرحلة جديدة من تطوير قضاء التنفيذ    «الجوازات»: صلاحية جواز السفر 3 أشهر للدول العربية و6 لبقية الدول    أبها تستضيف أول ملتقى تدريبي للطلاب المشاركين في برنامج الفورمولا 1 في المدارس    وغاب البدر من سماء الإبداع    الدور الحضاري    رحيل «البدر» الفاجع.. «ما بقى لي قلب»    المعمر، وحمدان، وأبو السمح، والخياط !    ورحل البدر اللهم وسع مدخله وأكرم نزله    عزل المجلس المؤقت    "زرقاء اليمامة".. نهاية رحلة فنية زاخرة    إستشارية: الساعة البيولوجية تتعطَّل بعد الولادة    وصول التوأم السيامي الفلبيني "أكيزا وعائشة" إلى الرياض    طريقة عمل كروكان الفواكه المجففة بالمكسرات وبذور دوار الشمس    الدورة 15 لمؤتمر القمة الإسلامي: "ندعوا دول العالم إلى ضرورة التحرك لوقف جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني"    منافسات الجولة ال31.. تنطق غداً بثلاث مواجهات    آل معمر يشكرون خادم الحرمين الشريفين وولي العهد    معارك السودان تستمر    كلوب: مدرب ليفربول المقبل لن يواجه صعوبات    نائب أمير الشرقية يستقبل مدير عام هيئة التراث بالمنطقة    ميسي يسجل ثلاثة أرقام قياسية جديدة في الدوري الأمريكي    20 ألف مستفيد من خدمات مستشفى الأسياح    تنمية جازان تفعل برنامجًا ترفيهيًا في جزر فرسان    توقعات بهطول أمطار رعدية خفيفة على معظم مناطق المملكة    اللحوم والبقوليات تسبب "النقرس"    بأمر خادم الحرمين.. تعيين 261 عضواً بمرتبة مُلازم تحقيق في النيابة العامة    «المظالم» يخفض مدد التقاضي و«التنفيذ» تتوعد المماطلين    السعودية.. دور حيوي وتفكير إستراتيجي    تحت رعاية ولي العهد.. وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل ويشهد حفل التخرج    رعى حفل التخرج الجامعي.. أمير الرياض يدشن مشروعات تنموية في شقراء    النملة والهدهد    لا توجد حسابات لأئمة الحرمين في مواقع التواصل... ولا صحة لما ينشر فيها    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    كيفية «حلب» الحبيب !    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صاحب "هوامش على دفتر النكسة" يضرب من جديد . "الوسط" تفتح ملف القصيدة التي أحدثت زلزالاً في القاهرة : هل نطلق النار على نزار قباني ؟
نشر في الحياة يوم 12 - 12 - 1994


ها هو نزار قباني يضرب من جديد...
صحيح أن هذا الشاعر المشاغب بنى مسيرته على الابحار عكس التيار، فجاء تاريخه الأدبي حافلاً بالألغام، مزروعاً بالمنعطفات الخطرة، مسكوناً بالفضائح وحملات الاستنكار. صحيح أيضاً أن صاحب "الرسم بالكلمات" لم يعبأ بطبول القبيلة ولا بأحكامها. من الاباحية التي عرف بها، انتقل قباني الى شكل أكثر راديكالية في التحريض والاستفزاز، عندما تحوّل بعد النكسة الى نوع آخر من الشعر مع قصائد ديوانه "الأعمال السياسية" وما تلاها.
لكن كثيرين ظنّوا أن الشاعر دخل خلال الفترة الأخيرة في مرحلة استقرار ومهادنة مع الذات، وتكيّف مع العالم الخارجي، وأغمض عينيه - لاعتبارات كثيرة ليس آخرها تعب العمر - عن مفارقات زمننا العربي الذي أخذ يضيق ويشح. كثيرون ظنّوا أن الشاعر العابث، ضرب صفحاً عن نزوعه اليائس الى بلاد "تسامحه إن كسر زجاج القمر، وتشكره إن كتب قصيدة حب"، فأقفل على نفسه أبواب القصيدة القبّانية الواضحة الملامح، الشائعة التراكيب، وعلّق على المشجب غضبه وصراخه، واستراح في برجه العاجي من عناء الشعر، ونزعة المشاكسة.
لكن نزار قبّاني غافل الجميع هذه المرّة أيضاً، وجاء من حيث لم يكن يتوقّعه أحد، حين طالع قرّاءه في الشقيقة "الحياة" 28/10/1994 بقصيدة جديدة تعكس كل غضب المرحلة ويأسه... واذا بقصيدة "متى يعلنون وفاة العرب؟؟" التي اعتبر البعض أنها تجاوزت كل الحدود، وكل الخطوط الحمراء، تحرك المستنقع الآسن، ويكون لها وقع الصاعقة على الحياة الثقافية في القاهرة أولاً، وسائر العواصم العربية بعد ذلك.
قصيدة نزار قسمت المثقفين المصريين الى خندقين متواجهين، وأمعنت في فرزهم مسلطة الضوء على شرخ موجود أصلاً، وآخذ في الاتساع، بين اتجاهين متنافرين يشكلان قطبي الحياة الثقافية المصرية. كأن الشاعر سكب الزيت على نار الراهن المشتعلة، فكان لقصيدته دوي هائل، استثمره كل طرف لصالحه في معركة مفتوحة منذ سنوات.
هكذا التف أهل التنوير ودعاته حول الشاعر، وصب التقليديون والمحافظون عليه جام غضبهم وأمطروه بلعناتهم. فبعد صدور "متى يعلنون وفاة العرب؟؟" في "الحياة" بأسبوعين، هاجمها الشاعر عبد اللطيف عبد الحليم، وهو أستاذ في دار العلوم جامعة القاهرة، بعنف في "الأهرام الأدبي" الذي يشرف على اصداره الناقد سامح كريم، فاعتبر قباني "ظاهرة سلبية من الظواهر التي تنخر في عظام الامة". وما كان من هذه الحملة الا أن تواصلت في "الاهرام الأدبي" بأقلام شعراء مثل محمد التهامي، أحمد سويلم وأحمد غراب. وفي ذروة احتدام الحملة، اختارت مجلة "روز اليوسف" دور الدفاع عن الشاعر، فأعادت نشر القصيدة في عددها الصادر في 21 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، ممهّدة لها بتقديم عنيف، هنا بعض ما جاء فيه:
"منذ خمسين عاماً والاتهام معلق على رقبة نزار قباني، انه يهاجم العرب ويلعن العرب ويسحب عن العرب أمجادهم ويمزق أوصال العرب منذ خمسين عاما، وحتى الآن يواصل اصحاب السكاكين الفكرية والسياسية غرس نصالهم في رقبة الرجل. وكأنه مسؤول عن مهازل العرب. نزار قباني لا يكف عن تعرية عيوب العرب وفتح الجروح للعرب وهو هنا شاعر. عفوا شاعر كبير، عفوا شاعر كبير جدا، كل ما فعله - ويفعله - انه يعبر عن خيبة امل العرب في حكامهم التاريخيين واحوالهم السياسية. ان القصيدة الاخيرة التي نشرتها جريدة "الحياة" اللندنية في 28 تشرين الأول اكتوبر الماضي، وفتحت حمماً تقليدية واتهامات كلاسيكية وسيوفاً رجعية ضد الرجل، هي صرخة نعيد نشرها اليوم لعلها تكون رداً شافياً خالصاً وواضحاً على من تجرأ وطعن نزار قباني في عروبته، تلك العروبة الضائعة و... هذا الرثاء الطويل".
ونشرت "روز اليوسف" القصيدة في ثلاث صفحات الى جانب صور من أرشيف الصراع العربي - الإسرائيلي، ثم عادت الى الموضوع في عددها التالي، بنشر خطاب وجّهه الشاعر الى المجلّة عبر الفاكس، ليشكرها على وقوفها معه، ومما جاء فيه: "اذا وقفت روز اليوسف معي فإن الله معي". ثم نشرت جريدة "العربي" الاسبوعية القصيدة نفسها، مصحوبة هذه المرّة بمقالة للناقد فاروق عبد القادر دافع فيها عن نزار قباني والقصيدة وانتقد مهاجميهما بعنف، كما نشرت جريدة "الاحرار" الاسبوعية مقالة دفاعية تحمل توقيع الكاتب عبد الهادي البكار.
هكذا أعادت الضجّة التي أثارتها قصيدة "متى يعلنون وفاة العرب؟" المكتوبة أواسط التسعينات، في زمن الانهيارات والتنازلات، قضيّة كانت فجّرتها قصيدة سابقة لنزار، قصيدة شهيرة عنوانها "هوامش على دفتر النكسة". نشرت ال "هوامش..."، كما هو معروف، في "الآداب" البيروتية بعد هزيمة 1967، فصودرت المجلّة في مصر، ولكن القصيدة عرفت طريقها الى المثقفين المصريين، وأشعلت معركة بدأها الشاعر صالح جودت بعنوان "امنعوا أغاني نزار قباني". كتب جودت يومها: "لقد انتهى نزار كشاعر وانتهى كعربي وانتهى كإنسان"، وفي مقالته التالية طالب الشاعر نفسه بوضع نزار قباني على القائمة السوداء لأنه "يحطم معنويات قومه بمثل هذه القصيدة".
وخاض جزء آخر من مثقفي مصر معركة الدفاع عن نزار قباني، وعن حقه كفنان في أن يكتب ما يحس به. بين هؤلاء نشير الى الناقد رجاء النقاش الذي ردّ بعنف في مجلة "المصور" على صالح جودت، وهو يستعيد في أحد كتبه النهاية المخزية للقضية، إذ "انتصرت وجهة نظر صالح جودت ومنع نزار نهائياً من أجهزة الاعلام المصرية، واصبح متهماً بمهاجمة النظام وقيادته الممثلة في جمال عبد الناصر" "ثلاثون عاما مع الشعر والشعراء" - رجاء النقاش - 1992. وكان أن تدخل الرئيس عبد الناصر شخصياً في وقت لاحق لرفع هذا الظلم، كما يروي قباني في كتابه "قصتي مع الشعر".
ولنزار قباني قصص شائكة مع المثقفين المصريين. فبعد احداث الصيف الدامي في 1982 ترك نزار بيروت وقرر العيش في القاهرة، الا ان عددا من الكتاب هاجموه وطعنوا في عروبته وفي محبته لمصر، ما جعله يشعر بأنه شخص غير مرغوب فيه فحزم حقائبه وشد الرحال الى الغرب. ولكنه، عندما عاد ليلقي شعرا في معرض القاهرة الدولي للكتاب سنة 1987، وجد استقبالا عريضا ومحبا، وارضية مختلفة، وجمهورا اكثر تفهما لاوجاعه واحلامه.
أما قصيدته الأخيرة فتجيء، مهما قست نبرتها وطفح يأسها، في مرحلة حسّاسة، ومثقفو مصر لم يصحوا تماماً من صدمة الاعتداء على نجيب محفوظ، ما يجعلهم أكثر حساسية بالنسبة الى كل كتابة تقرّب المسافة بين خناجر المتطرفين ورقاب الادباء والمفكرين. من هذا المنطلق قصدت "الوسط" نخبة من هؤلاء، تسألهم موقفهم وتستطلع ردود فعلهم على "قضيّة القصيدة".
الشاعر محمد سليمان: من حقّه أن يثور ويصرخ وجعه
نزار قباني له باع في كتابة القصيدة السياسية بدءاً من قصيدته عن عبد الناصر. إنها قصائد يأخذ فيها موقفا حادا أغلب الأحيان. ولكن هذه القصائد على رغم الضجة التي تثيرها، تبقى من وجهة نظري أقل فنية من قصائده الأخرى. أما بالنسبة الى "متى يعلنون وفاة العرب؟"، فلا أرى مبرراً لهذا الهجوم الضاري على نزار قباني بسببها. لا احد يشكك في وطنية هذا الشاعر وانتمائه ودفاعه عن وطنه ورغبته في أن يراه في أفضل حال. لكنه عندما يرى هذا التردي المخيف لواقعنا، وهذا الانهيار العام في كل نواحي حياتنا العربية على المستوى السياسي والفكري والاقتصادي، يكتشف بعد أن انفق نصف قرن في الكتابة وفي الحلم، ان حلمه ينهار امام عينيه. من حقه إذاً ان يثور، وان يصرخ وجعه ايضاً.
والقصيدة السياسية بالنسبة الى نزار قباني هي متنفس، لذلك لا ارى مبررا لهذا الهجوم الضاري. يمكن فقط محاكمة القصيدة فنيا. هناك من ينادون بموت فكرة القومية العربية وانحسارها، وبأن المشاريع الوحدوية انتهت وانتهى زمنها، ولم يحاسبهم احد. بل يسمح لهم بإبداء آرائهم تحت راية الحرية وباسم الديموقراطية واحترام الرأي الآخر، بينما يهاجم نزار قباني بهذه الضراوة!
الروائي يوسف القعيد : شهادة إفلاس للواقع الشعري في مصر !
أكبر شهادة إفلاس للواقع الشعري المصري هي موقف بعض الشعراء من قصيدة نزار قباني "متى يعلنون وفاة العرب؟؟". بلغ النقد حدّاً من المجانية والسطحية والاسفاف لا مفر من أن نتصوّر معه أن بعض المنتقدين حاول أن يتسلق على شهرة نزار قباني الواسعة، كي يراه أو يسمعه الناس. المؤسف والمحزن أن الاصوات التي تشدنا الى الخلف هي التي ارتفعت أعلى من سواها، في حين ان العقلاء والموهوبين واصحاب المشاريع الشعرية الكبيرة التزموا الصمت. ولا ادري هل أن سبب هذا الصمت هو الغيرة او الحقد، وإلا فلماذا ضنّ هؤلاء على نزار قباني بموقف تضامن، مع انهم كانوا سيقفون مع انفسهم قبل ان يقفوا مع نزار قباني؟
المؤسف ايضا ان المعركة اثيرت ونحن على مرمى أيام من محاولة اغتيال نجيب محفوظ، ومع هذا حاول البعض الزج بالقرآن الكريم في المسألة وجعل الانبياء طرفاً في القضية. وهكذا يحاول الشعراء هذه المرة، وليس رجال الدين، ادخالنا في الحلقة الجهنمية التي لا يمكن ان تؤدي الا الى "التكفير". اتابع هذه المعارك وفي خاطري احساس اعتقد انه صحيح، وهو ان الشعراء يعانون من افلاس التجربة الشعرية العربية وتراجعها وتقدم فن آخر هو الفن الروائي الذي هو في طريقه الى أن يصبح ديوان العرب. فلم يبقَ للشعراء سوى افتعال المعارك، وهكذا نفاجأ كل فترة بمعركة ما يقوم بها الشعراء كبديل وهمي من وجودهم على الساحة الثقافية العربية.
وعموما فإن انكفاء جماعة المثقفين على نفسها وعلى مشاكلها، وانشغالها بذاتها، يبعدها في النهاية عن الجماهير، وتلك هي محنة قوالي الشعر الآن وفي مقدّمهم المصريون.
الروائي ثروت اباظة: "والشعراء يتبعهم الغاوون..."
نزار قباني شاعر كبير لا يختلف على هذا إثنان وهو حبيبي وصديقي. ورأيي في قصيدته الاخيرة لا ازيد فيه على قوله الله سبحانه وتعالى: "والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون".
"متى يعلنون وفاة العرب؟؟" خطرات كاره لعيشته، وفي رأيي الا نآخذه على ما جاء فيها من آراء سياسية، لان نزار قباني ليس رجل سياسة او رجل دولة. اذا كان نزار في القصيدة يشتم العرب فهو يشتم نفسه، وقد يضيق الانسان ساعات فيشتم نفسه. ونزار رجل يحب الضجة من حوله، وقد احدثها ويحدثها في كل وقت. ومن رد عليه بالسباب فهو تناول الشاعر باعتباره رجل سياسة وهذا خطأ. كان من الواجب ان ينظروا الى نزار كشاعر، ومن حق الفنان ان يشطح احيانا، على ألا يتعدى حدود الإيمان بالله.
الناقد جابر عصفور: رؤية السقوط والمأزق الثقافي
قصيدة نزار قباني ليست جديدة على شعره، فهو تعود في شعره أن يكتب قصائد موجعة، مباشرة، ذات طابع هجائي في لحظات انكسار الامة العربية، أو في اللحظات التي يراها هو تمثل حالة من الوخم يستحق معها القارئ ان توجعه القصيدة، وان تخرجه من سُباته ليتطلع بعين مختلفة الى الواقع من حوله. فعل هذا في قصيدة "خبز وحشيش وقمر" في الخمسينات، و"هوامش على دفتر النكسة" بعد هزيمة 67، وها هو يعاود الكرّة هذه المرة بقصيدة يقصد بلهجتها الحادة وصورها المفزعة ان يستفز القارئ وان يدفعه الى النظر بواقعه بعين جديدة.
إن الرؤية الاساسية التي تجسدها هذه القصيدة هي رؤية السقوط التي جسدتها اعمال ادبية متعددة منها: ديوان "أحد عشر كوكباً" لمحمود درويش، ومسرحية "منمنمات تاريخية" لسعد الله ونوس، ورواية "غرناطة" لرضوى عاشور... وكلها أعمال أدبية تعالج الزمن الحالي الذي نعيش فيه بوصفه زمن انهيار وسقوط، زمن يشبه الزمن الذي عاشته دمشق عندما اكتسحها التتار بقيادة تيمور لنك، والزمن الذي سقطت فيه كل الاقمار العربية، وزمن سقوط غرناطة. وقصيدة نزار تضيف الى هذا البعد الخاص بالسقوط، ولكنها تقدم رؤية السقوط بأسلوب نزار قباني المباشر والخطابي والجارح.
كما أن "متى يعلنون وفاة العرب؟؟" بما تنطوي عليه من هجاء مباشر لأشكال القمع الموجود في الوطن العربي، وأوجه التعصب المنتشرة في الاقطار العربية، تستفز بطبيعتها كل الذين هم أقرب الى التعصب في تفكيرهم وأقرب الى تأكيد القمع، ولذلك كان من الطبيعي أن يهاجم القصيدة كل اولئك الذين تعمي بصيرتهم الأفكار المسبقة عن العالم وعن الشعر. واظن ان هجوم هؤلاء يحسب او ينبغي ان يحسب على انه مؤثر على نجاح هذه القصيدة، فلولا طبيعتها الاستفزازية ولولا انها تهدف اساسا الى الاستفزاز بطرائفها الفنية المختلفة، لما كانت احدثت هذا الأثر وهذا الهجوم المضاد عليها.
من الممكن أيضاً ان نرى في الضحة التي حدثت حول هذه القصيدة مظهرا من مظاهر انقسام الثقافة العربية الراهنة الى تيارين منفصلين:
تيار اقرب الى التسامح وتأكيد حق الاختلاف وحرية الابداع التي لا معنى للدولة المدنية من دونها، وهذا هو التيار الذي ناصر افراده قصيدة نزار قباني ودافع عنها سواء في "المصور" او "روز اليوسف". وفي المقابل هناك التيار الآخر وهو التيار المتعصب يميل الى التقليد والاتباع ويرفض التعدد ولا يقبل حرية الرأي او حرية الابداع، ويرى الحرية حكرا عليه ويميل الى القياس على الماضي في كل الاحوال والى القمع في امور الفكر والابداع. ومن الواضح ان انصار هذا التيار هم الذين هاجموا قصيدة نزار قباني فمنهم الشاعر العمودي الذي بدأ يمدح صدام وانتهى بمدح امراء الكويت، ومنهم الشاعر الذي يقف في صف الجوانب المحافظة في حركة الشعر الحر، ومنهم من يضيق بالدولة المدنية ولا داعي لذكر الأسماء... فالمقالات التي كتبت ضد القصيدة تؤكد الحضور المؤسسي لتيار التعصب.
إن أي مقارنة بين هذين التيارين في الموقف من قصيدة نزار قباني امر له دلالته الخطيرة، وهي دلالة تؤكد تصاعد نبرة الاصولية وتصاعد لغة العنف في الخطاب الثقافي، وهي نبرة لا يمكن فصلها عن تيارات التطرف التي ادت الى اغتيال المبدعين في الجزائر ومحاولات الاعتداء المتكررة على رموز الابداع والفكر في مصر. وهذه الدلالة في النهاية تجعل المسألة تتجاوز قصيدة يكتبها نزار، فيعترض عليها البعض ويمتدحها البعض. فالأمر يتعلّق بالمأزق الثقافي الذي نعيش فيه عربيا، عندما نواجه مشكلات الوجود الابداعي في جذورها. إنه المأزق الذي اهاج نزار قباني ودفعه الى وضع القصيدة تنبهنا الى ما نحن فيه من انحدار.
الناقد شكري عياد: قصيدة فقاقيع
لا خلاف على براعة نزار قباني الشعرية، لكن نزار صورة من عصره. إنه شاعر العصر، ولأن عصرنا فاسد ومنحل جاء شعر نزار صورة لهذا العصر. عصرنا فاسد ومتقلب وشعر نزار ايضا متقلب، خصوصا أنه لا يتميز بعمق الفكر بقدر ما يتميز بالعاطفية السهلة العابرة. وقصيدة "متى يعلنون وفاة العرب؟" قصيدة فقاقيع انفعالية ليسفيها عمق فكري. هذه القصيدة سياسية تفتقر الى أدنى مقوّمات الفكر السياسي.
الروائي إدوار الخراط : محب ناله الاحباط
ليست قصيدة نزار قباني مستلهمة من حقد واحتقار وذراية للعرب، بل يحركها غضب مشروع ومبرر لما وصلنا اليه من تردٍ غير منكور. وللشاعر الحق كل الحق في ان يغضب وان يسخط على هذا التدهور وان يعبر عن ذلك بطريقته الخاصة.
ليس نزار قباني في رأيي شاعرا كبيرا بأي المقاييس، ولكن هو شاعر له حضوره القوي على الرغم من ان موهبته الشعرية اقل كثيرا من موهبته الاعلامية، ولكن ليس لاحد ان يرميه بتهمة الذراية بالعرب او بالوطن. على العكس أنا ارى في قصيدته "متى يعلنون وفاة العرب؟" انعكاسا لحب الوطن وقد ناله الاحباط.
الناقد رمضان بسطاويسي: شعار مجرد وظيفته التفريغ
عندما حصل نزار قباني على جائزة سلطان العويس في العام الماضي، كتبت ميسون الخالدي أن الشاعر انتقد أهل النفط ثم جاء يأخذ فلوسهم. واذا كان موقف قبّاني ذاك، وهو ميسور الحال، مثيراً للدهشة، ففي اعتقادي أن قصيدته الاخيرة تنبع من هذه التناقضات.
إذا صحّ ما كتبه إدوارد سعيد في "الحياة" من خطة غزة اريحا طرحها كارتر وبوش بوصفها خطة للامن الاميركي وللعمق الاميركي في المنطقة، فإن مثل هذا السيناريو جعل ردود أفعال المثقفين تنقسم الى اتجاهين: فالبعض فقد القدرة على التفكير ولم يقدم رأيا. والبعض الآخر انفعالي... ونزار قباني من هذا البعض، في تعبيره عن الصدمات المتلاحقة التي افقدت العرب فعاليتهم وتكاد تخرجهم من التاريخ. ولا بد من قراءة قبّاني على ضوء نزعة نقد الذات أو جلد الذات. وهذا النوع من الكتابة بدأ منذ العام 1948، ثم تحول اعتبارا من هزيمة 67 الى نوع من تعذيب الذات وتحميل المؤسسات العربية الرسمية مسؤولية صنع الهزيمة.
لكن فكرة جلد الذات، أصبحت غير مستساغة من قبل المثقف العربي في الثمانينات. وتجاوزت الاعمال الابداعية على اختلاف اتجاهاتها حالة جلد الذات حيث راحت تبحث في الاسس العقلية والنفسية والايديولوجية التي ادت الى الهزيمة. وتناول بعض علماء النفس الاحساس بالهزيمة والدونية لدى المثقف العربي تجاه تفوق العدو الاسرائيلي. وباستطاعتنا القول أن نغمة جلد الذات لم تعد رائجة الا لدى من يريد تثبيت الواقع كما هو.
طبيعة التغير السريع وتهميش المثقفين عن المشاركة في صنع القرار السياسي ادى الى ما يسمى بالقارات الفردية، بمعنى ان كل مبدع، راح ينظر الى نفسه باعتباره قارة مقدسة لا يصح الاقتراب منها ويتلو اعماله كما تتلى النصوص المقدسة. وتكوّن في الوطن العربي مريدون لكل قارة من هذه القارات. ووصل الامر بالنسبة الى بعض المبدعين الرواد الذين واكبوا نكبة 48 وهزيمة 67 وصولاً الى "السلام" الحالي، ونزار منهم، الى اعتماد تقديس الذات بوصفه خط الدفاع الاخير ضد اي محاولة جادة لفهم الواقع، او ادراك تهميش المثقف، او التساؤل عن غياب الجماهير العربية التي لم يعد لها صاحب رأي ليدافع عنها. قصيدة نزار قباني "متى يعلنون وفاة العرب؟" تندرج ضمن نوع من الرثاء والتحريض ونستمد منها دعوة الى اليأس الخلاق من كل رموز الواقع، لمحاولة البدء من جديد.
كما تنطوي القصيدة على دعوة الى التدمير الشامل، وهذه الدعوة سبق لأمل دنقل ان نادى بها في قصيدته "صفر الف دال" حيث دعا الى ان يكون الدم هو الذي يروي الارض بدلا من الماء ويغمر الاجساد حتى يطهرها من جديد. ولكن دنقل اعتمد صياغة فنية لا تحمل هذا الكم من العنف الموجه - لدى قبّاني - ضد رموز مجردة. فبدلاً من ان يكشف نزار عن ابعاد القضية وتفصيلاتها ويقدم تجربة ابداعية موازية لها، جعل التجربة تتحول الى شعار وظيفته تفريغ الشحنة الانفعالية لدى المتلقي.
ولعل المبدعين العرب الكبار في السن والتجربة، معزورون في انفعالهم الفني، لأن ما يحدث الآن هو زلزال يدمر كل المفاهيم التي تقوم عليها الذات العربية.
الروائي خيري شلبي: قلب العرب لايزال ينبض
شيء مستنكر جدا في نظري ان يحاكم شاعر نظم قصيدة، أو مخرج حقّق فيلماً، أو كاتب دبّج رواية. فهنا وهناك يهب نفر من الناس مطالباً بالمحاكمة، رافعاً دعوى، أو داعياً في الصحف الى محاسبة هذا المبدع أو ذاك. كأن الدنيا خربت!
إن السجال الدائر حالياً أقرب الى الافتعال. كلّها برأيي ظواهر مزيفة وغير صحية تدل على اننا في حالة تخلف مزرية. كأن المجتمع العربي أصبح، بحكم اختفاء قضية كبرى أو مشروع حضاري متماسك من شأنه أن يجمع كل هؤلاء الناس ويجعل منهم أمة حقيقية، عرضة لهذه الظواهر السخيفة التي تؤدي بنا الى مزيد من الانهيار والتداعي. اما بالنسبة الى قصيدة نزار فقد قرأتها مرات ومرات، ولعلني لم أجد سببا واحدا يدعو الى هذه النقمة على الشاعر وقصيدته. فهل المناخ حينما يكون فاسدا، يؤثر على الاصحاء ويوقعهم في بلبلة؟
أما نزار قباني فلاشك انه من اكبر شعراء العربية حاليا- شئنا أم أبينا- أحببناه أو كرهناه، اختلفنا معه او اتفقنا، كل هذا لا ينفي انه شاعر وشاعر كبير جدا. ودأب نزار - على رأي اخواننا المعترضين - على كتابة القصائد السياسية المباشرة. فمرة يهاجم مصر بسبب النكسة، ومرة يهاجم العرب الى آخره. هم يرون ان هذا عيب ويصفونه بمختلف الاوصاف التي تحط من قدر الشاعر، والرأي عندي انها ظاهرة صحية جدا، وان قصائد نزار هذه التي شتم فيها مصر مرة وشتم العرب مرات انما هي دليل على ان قلب العرب لايزال ينبض.
وانني اسأل هؤلاء الذين يعترضون على نزار قباني: هل تريدون ان يصل الجميع الى حالة من التبلد والموت الروحي؟ نستسلم لكل ما يرسم لنا من مخططات تهدف الى القضاء علينا ومحونا من على الخريطة، فإذا صرخ احدنا واهال التراب على رأسه ورؤوسنا احتجاجا وسخطا، نطالب بتقديمه للمحاكمة! ألانه يحاول ايقاظ ضمائرنا التي يبدو انها لن تستيقظ، نطالب بقتله وسحله؟ ان هذا الشيء عجيب . ألم يقرأوا بيرم التونسي وقصائده التي تفيض بالمرارة حينما كان يشتم العرب والمصريين جميعا لعلهم يستيقظون ويشعرون ويتحررون...؟ ان نزار قباني لم يشتم العرب احتقارا لهم ولم يشتمهم لحساب دولة معادية بل انه لم يشتمهم اصلا.. ان هذه القصيدة التي نحن بصددها عربية خالصة، انها نوع من الهجاء للوضع العربي الراهن وهذا من حقه تماما، من حقه ان يعلن سخطه ويأسه من صلاح العرب. انه لا يحقر من شأن العرب ولكنه يقرصهم في اماكن موجعة لعلهم يفيقون. وأنا أناشد نزار قباني: إياك إياك أن تهتز، بل استمر واركب حصان عقلك الجامح وشيطان شعرك المجنون، فاننا بهذا الجنون نصبح أهلاً للاحترام، لا بالركون الى أحكام العقل العربي السائد.
الشاعر عبد اللطيف عبد الحليم : قصيدة ساقطة
قصيدة نزار قباني ساقطة، وليست بفن وليست شعرا بالمقاييس الفنية. وانا احضر الآن كتابا بعنوان "نزار قباني في الميزان"، على طريقة كتاب "الديوان في الادب والنقد" للعقاد والمازني 9211. فنحن بحاجة الى "ديوان" جديد يتحلّى بالمقدار نفسه من الشدة والصرامة والموضوعية معاً.
الشاعر محمد التهامي: نرفض الدعوة الى الانحلال
عندما اتحدث عن نزار قباني فانا لا اتناول الامر بشكل شخصي، وانما موضوعي، واركز على شواهد من القصيدة موضوع الخلاف "متى يعلنون وفاة العرب؟". لا أحد يستطيع أن ينكر ان نزار قباني شاعر، ولكن رؤيتي لقصيدته تسير في خطين متوازيين، الاول: السمات السلبية في شعر نزار قباني بشكل عام والتي تتنفس في القصيدة، والثاني هو توقيت القصيدة في المعركة الحضارية الدائرة في العالم والتي تتركز اهم ميادينها في الشرق الاوسط.
وبالنسبة الى المحور الاول السمات السلبية فان نزار قباني شاعر اباحي، وفي قصيدته الاخيرة يتعرض للجنس بشكل مأخوذ عليه. فالتناول يوحي أحياناً أن الشاعر شاخ ووصل الى نوع من السباب ينبو عنه الذوق السليم، في قوله مثلاً: "ولم أرَ الا جرائد تخلع اثوابها الداخلية..."
أما أختيار التوقيت لكتابة هذه القصيدة التي تهدم كل ما يمكن ان تستند اليه العروبة أو القومية العربية، فمسألة أخرى. وهذا تتجلى خطورته في التأثير على أجيال عربية مطلوب منها الآن ان تتشبث بالقومية العربية، وان تعتز بالاصول العربية وان تواجه التدفقات الثقافية الواردة وهي تقف على أرض صلبة، لا أن يتسرب الى هذه الاجيال كلام يهز انتماءهم، من نوع:
"أحاول أن أتبرأ من مفرداتي
ومن لعنة المبتدأ والخبر...
وأنفض عني غباري.
وأغسل وجهي بماء المطر..."
فهذا المقطع فيه مبالغة شديدة وتجاوز لحدود النقد الذاتي. ويبدو نزار قباني فيه متعاليا على العرب، في حين أن العرب هم اساساً كيان نزار قباني. ونزار استغل الاستفزاز فضمن الشيوع والذيوع الذي لم ينله غيره، ثم حاول الابتزاز في قصائد أخرى، ونجح في استثمار بضاعته، وهو تاجر ماهر جداً آخر مغانمه كانت جائزة العويس في الامارات وقيمتها كما نعرف 100 الف دولار.
وبعد اعتماده اثارة غرائز المراهقين والمراهقات لضمان ذيوعه، راح يشن الهجوم على العرب فيكسبهم ويبتزهم. والكلام في قصيدته الاخيرة لو قيل قبل الازمة العربية الراهنة لكان يمكن استساغته. لكننا نواجه الآن بمعركة حياة او موت، ولا بد أن نرفض الدعوة الى الانحلال، لا أن نقبلها تحت غطاء "التحرر"! ويكفي ما عانيناه، فنحن نجني الآن ثمار امثال نزار قباني وحرام ان نستمر. واخيراً فان البعض يستصغر القصيدة على معركة ضخمة كالتي نخوض، ولكن الذي يعطي اهمية للموضوع هو التوقيت، توقيت النشر في فترة حرجة من تاريخ المعاناة العربية.
الشاعر عبدالرحمن الأبنودي : كأن هذا المرض ميراثهم الوحيد ...
سنظل دائماً محاطين بحراس الزيف من سياسيين يلبسون قناع الأدب والثقافة، وهؤلاء الذين يزعجهم صدق المبدعين ويحولون بيننا وبين المواجهة الصادقة لأمراض الأمة، فما أن تشير أو تضع يدك أو مبضعك على موطن الداء حتّى يصيحون ويعولون وكأن هذا المرض ميراثهم الوحيد.
إن قصيدة شاعرنا الكبير نزار قباني احدى المحاولات الجادة للفضح والكشف، وهي لحظة توحد بين شاعر مبصر ووعيه في حالة من الصفاء الحر غير المتورط، ومن هنا كان احتفاؤنا بالقصيدة. ولا أدري لمَ لا يكتفي العميان بعماهم ولماذا يريدون ان يشملوا كل أبناء الأمة الأصحاء بنعمتهم، وكأنهم لم يكتفوا بما كبلوا به أوطاننا من قيود، فعاشت بالفكرة المنافقة حتى أصبحت لا تستطيع الحياة بوجه واحد. انهم دعاة الظلام والتطرف والارهاب واغتيال النور والوعي والرموز... هذه الأمة تحرس أنظمتها الخفافيش بينما يطارد في حواريها القديسون والمبشرون الصلحاء.
بمزيد من المواجهة، وبمزيد من فتح الأورام المتقيحة ربما صح البدن الذي لا نظنه سيبرأ وأمثال هؤلاء العميان يعيشون بيننا، ويتمتعون بالمكان والمكانة خدماً خصياناً لأبواب الطغيان. إن كتابات وأشعار نزار قباني الأخيرة طريق مضيء نرجو له الثبات والمثابرة على اجتياز العقبات، فمرافئ الأحباب قريبة مهما بدت مستحيلة البلوغ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.