عبدالعزيز بن سعود: مضامين الخطاب الملكي أكّدت اعتزاز المملكة بالمبادئ الراسخة التي قامت عليها    أمير جازان يستقبل مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة    عبدالعزيز بن سعود يُدشن مقر الإدارة العامة للمجاهدين بمنطقة الرياض    جامعة الإمام عبدالرحمن توقّع مذكرة تفاهم مع الجمعية السعودية للصيدلة الإكلينيكية    المملكة تقدم للعالم جدول فعاليات استثنائي بمشاركة كريستيانو رونالدو    انطلاق ورش العمل التخصصية لمؤتمر القلب العالمي 2025 بالرياض    أسواق الأسهم العالمية قرب أعلى مستوياتها معززة بأسهم التكنولوجيا    الفتح يغادر إلى جدة لمواجهة الاتحاد .. وباتشيكو ينضم للتدريبات    عقد ب 5.5 مليون ريال لصيانة شوارع البصر    فريق رواء الأمل ينفذ مبادرة "رتق" بالتعاون مع مركز ضماد الحرف الطبي بجازان    منتدى المشاريع المستقبلية 2025 يثمن دور «عين الرياض» الرائد في دعم قطاعات الأعمال والمؤتمرات والسياحة والاستثمار    غدا..إقامة الحفل الختامي لمهرجان ولي العهد للهجن في نسخته السابعة بميدان الطائف    " كريري" يزور المدخلي للاطمئنان على صحته بعد نجاح عمليته الجراحية    مدير مدرسة ابتدائية مصعب بن عمير يرأس الاجتماع التحضيري للاحتفاء باليوم الوطني ال95    استمرار إنطلاقة مبادرة "إشراقة عين" بمركز الرعاية الأولية بالشقيق    250 مشروعا رياديا تتأهل إلى التصفيات النهائية لكأس العالم لريادة الأعمال بالرياض    محافظ الطائف يلتقي القنصل الامريكي رفيق منصور    نائب أمير منطقة تبوك يدشّن مشروع السكتة الدماغية الشامل بالمنطقة    أصالة الموروث الشعبي السعودي في فعالية تبادل الثقافات بالجامبوري العالمي    قمم منتظرة في أولى جولات دوري يلو    تركي العمار يواصل الرحلة... تجديد العقد حتى 2029    إسقاط 17 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل    نائب أمير منطقة عسير يتوّج المنتخب السعودي تحت 19 عامًا بكأس الخليج في نسخته الأولى    السعودية ترحب وتدعم انتهاج الحلول الدبلوماسية.. اتفاق بين إيران والوكالة الذرية على استئناف التعاون    المملكة تعزي قطر في وفاة أحد منسوبي قوة الأمن الداخلي جراء الاعتداء الإسرائيلي الآثم    أرامكو تصدر صكوكاً دولارية دولية    أكد أن النجاحات تحققت بفضل التعاون والتكامل.. نائب أمير مكة يطلع على خطط طوارئ الحج    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يستقبل رئيس فريق تقييم أداء الجهات الحكومية المشاركة في تنفيذ الخطة العامة للطوارئ    «الفطرية»: برنامج لمراقبة الشعاب المرجانية    وزير البيئة يناقش مستهدفات ومشاريع المياه المستقبلية    منافسة نسائية في دراما رمضان 2026    معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025.. موروث ثقافي يعزز الأثر الاجتماعي والحراك الاقتصادي    وزير الداخلية لنظيره القطري: القيادة وجهت بتسخير الإمكانات لدعمكم    وزير الدفاع لرئيس وزراء قطر: نقف معكم وندين الهجوم الإجرامي السافر    هوساوي: أعتز برحلتي الجديدة مع الأهلي    200 شخص اعتقلوا في أول يوم لحكومة لوكورنو.. احتجاجات واسعة في فرنسا    سكان غزة.. يرفضون أوامر الإخلاء ومحاولات التهجير    فيلانويفا يدافع عن قميص الفيحاء    "التعليم" توقع اتفاقية "الروبوت والرياضات اللاسلكية"    «آسان» و«الدارة» يدعمان استدامة التراث السعودي    العراق: الإفراج عن باحثة مختطفة منذ 2023    «الحج والعمرة» تُطلق تحدي «إعاشة ثون»    التأييد الحقيقي    هيئة الشرقية تنظّم "سبل الوقاية من الابتزاز"    نائب أمير المنطقة الشرقية: الخطاب الملكي الكريم خارطة طريق لمستقبلٍ مشرق    اليوم الوطني.. نبراس للتنمية والأمان    "الشيخوخة الصحية" يلفت أنظار زوار فعالية العلاج الطبيعي بسيهات    إنقاذ حياة مواطنَيْن من تمزّق الحاجز البطيني    تداول يواصل الانخفاض    هل توقف العقوبات انتهاكات الاحتلال في غزة    الهجوم الإسرائيلي في قطر يفضح تقاعس واشنطن ويغضب الخليج    مُحافظ الطائف: الخطاب الملكي تجسيد رؤية القيادة لمستقبل المملكة    فضيلة المستشار الشرعي بجازان: " ثمرة تماسك المجتمع تنمية الوطن وازدهاره"    تعليم الطائف يعلن بدء استقبال طلبات إعادة شهادة الثانوية لعام 1447    البرامج الجامعية القصيرة تمهد لجيل من الكفاءات الصحية الشابة    أمير المدينة يلتقي العلماء والمشاركين في حلقة نقاش "المزارع الوقفية"    نيابة عن خادم الحرمين.. ولي العهد يُلقي الخطاب الملكي السنوي لافتتاح أعمال الشورى في الدور التشريغي 9 اليوم    إنتاج أول فيلم رسوم بالذكاء الاصطناعي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المشكلة تتفاقم في الغرب وتتحول الى موضة . انهم يستغلون الاطفال !
نشر في الحياة يوم 09 - 03 - 1992

عرف العالم منذ القدم طرقاً عدة لاستغلال الاطفال، الا ان اشهرها حديثاً هو استثمارهم في عالم الشهرة لجلب الاموال لأهلهم من دون النظر الى النتائج السيئة المترتبة على ذلك والتي عادة ما تؤدي بالاطفال الى فقدان براءتهم و… طفولتهم وتوجههم الى دنيا المخدرات والجريمة كما يروي التحقيق الآتي:
ازدادت اهمية الطفل، نجماً وجمهوراً، منذ السبعينات، وازدهرت صناعات كثيرة تتعلق به كالملابس والكتب والالعاب والدمى والفن ومجالات التسلية العديدة. وتبقى السينما الاكثر ضرراً للاطفال النجوم ذوي العمر القصير على الشاشة الكبيرة، والذين يعجزون عن اكمال المشوار الفني عندما يتخطون مرحلة الطفولة من دون الغرق في الادمان على المخدرات والكحول.
اطفال لبنان
في لبنان اطفال كثر يحيون لياليه. يغنون ويسهرون حتى الفجر ويخضعون المنهج الدراسي للروزنامة الفنية التي تقتضي السفر احياناً في اوقات الامتحانات وغيرها. ولا تخفى طبعاً الاسباب الكامنة وراء امتهان هؤلاء الفن، منهم الدجاجة الذهبية التي تدر المال على الاهل في مهنة تحقق الشهرة وترفع المرتبة الاجتماعية. ومن المثير للضحك والشفقة في آن ان ترى مغنية دون العاشرة تداعب الاطفال الذين يكبرونها او يماثلونها في السن بحركات مهنية باردة تبرز ابتعاد الطفلة عن عمرها الحقيقي وتقمصها المحترف لشخصية اخرى اكبر منها بسنوات. ري مي بندلي التي بدأت الغناء في الرابعة استخدمت صوتاً ضد الحرب في وسائل الاعلام وفي القصر الرئاسي، في عهد امين الجميل، عندما وقفت تغني "اعطونا الطفولة" امام السفراء وهي ترتدي فستاناً أبيض. ولا نعرف ما اذا صرخت تطلب حقها هي بالطفولة ممن يتعلق بهم الأمر، لكن لا شك في انها وجدت صعوبة في الانتقال من عالم المسرح الزاهي وثيابه اللامعة المزركشة الى مبنى المدرسة بنظامه ومريوله الرتيبين. وعرف لبنان مطرباً عربياً بدأ الغناء باكراً وأدمن على المخدرات والقمار في عمر يذهب اترابه فيه الى المدرسة.
اطفال الغرب
مشكلة الاطفال النجوم اكثر حدة في الغرب ولا سيما في اميركا. السينما استخدمت الاطفال منذ بداية ظهورها، لكن الطلب يزداد عليهم بعد نجاح "في البيت وحده" الذي فاجأ الجميع بحصوله على 230 مليون جنيه استرليني في العالم جعلته الفيلم الثالث من حيث الايرادات في تاريخ السينما. بطله ماكولاي كالكين نال 250 ألف دولار عن دوره في الفيلم لكنه سينال 4 ملايين ونصف المليون دولار عن "في البيت وحده 2" اضافة الى كمية من الارباح، اي ان ابن الحادية عشرة حقق دخلاً مقداره 700 جنيه استرليني يومياً.
المخرج بيلي هوبكينز الذي أدخل كالكين عالم السينما بفيلم "أنكل بك" في العام 8719 قال ان هذا الطفل برهن عن انه يستطيع ان يحمل الفيلم وحده كالكبار في "في البيت وحده". ومالي فين عرضت عليه بطولة "شرطي ونصف" مقابل مليون ونصف المليون دولار لكنه رفض العرض: "انه يطلب أجراً مرتفعاً لكن الناس يريدونه. لكل زمن نكهته المفضلة، وهي كالكين اليوم، عملاء السينما يبحثون عن كالكين ثان لكنهم لم يعثروا عليه بعد".
هؤلاء العملاء يقصدون المدارس والمراكز التجارية ودور الحضانة والمقاهي بحثاً عن نجم جديد بين الاطفال. ويقول هوبكنز ان الواحد منهم يحس انه يعتدي على الطفل عندما يذهب اليه ويسأله اذا كان يريد التمثيل في السينما. صحيح ان الاطفال يفرحون بالنجومية والثروة ويحسّنون وضع اهلهم المادي، لكنهم يخسرون نموهم التدريجي، ويقفزون سلم العمر دفعة واحدة، ويفقدون توازنهم امام الشهرة التي لا تدوم غالباً طويلاً. وقد تواكب اضطرابات المراهقة تعرفهم الى الاضواء بمحاسنها وسيئاتها، فيلجأون الى الهرب الذي يزيد المشكلة تفاقماً. اليزابيث تايلور التي بدأت التمثيل وهي طفلة تكررت اصابتها في ما بعد بالامراض وأدمنت على المنومات والكحول وزاد وزنها كثيراً فازدادت متاعبها الصحية والنفسية. ودرو باريمور الطفلة الشقراء التي مثلت في "اي تي" للمخرج ستيفن سبيلبرغ غرقت في الادمان على الكحول والمخدرات ولم تكتشف امها الامر الا بعد فترة، وبلغ الضياع بپ"درو" حد محاولة الانتحار في العام 1989. واعتزل تشارلي كورزمو بطل "هوك" لسبيلبرغ ايضاً السينما بعدما مثل في خمسة افلام لأنه لا يستطيع ان يكون "طفلا عادياً" كما قال.
موقف مؤلف
فلاديمير نابوكوف مؤلف "لوليتا" ذعر عندما فتح بابه مرة ليجد ان من قرعته فتاة صغيرة ترتدي ملابس كملابس بطلته وتتزين مثلها. بعد "الحادث" أصر على ناشر كتابه بألا يسمح باستخدام فتاة صغيرة اذا حوّل الكتاب فيلماً ليجدوا قزمة تقوم بالدور". لكن الذين اخرجوا الفيلم لم يهتموا بالتفتيش عن قزمة بل استعانوا بمراهقات انتهت احداهن، سوليون بطلة نسخة ستانلي كوبريك، بالزواج من قاتل من ولاية اريزونا الاميركية. وليندا بلير بطلة "الراقي" التي سكنها الشيطان في الفيلم الشهير أدمنت على المخدرات ثم وجدت نفسها هدفاً لرجل مجنون طاردها وهو يحمل بندقيته ليقتلها اعتقاداً منه انها "مسكونة" حقاً. وجودي فوستر كانت في الثالثة عشرة عندما مثلت دور بنت شارع في "سائق التاكسي" وأثارت اعجاب جون هينكلي الذي حاول اغتيال الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريغان لكي يلفت انتباهها.
تجارة مضمونة
تكاد الافلام المبنية على قصص للأطفال او من تمثيلهم تكون تجارة مضمونة الربح لأن السينما من مجالات التسلية الهامة عند الكثيرين، وهي تأتي قبل المسرح او النوادي الرياضية. لكن اهل هوليوود يجمعون على كونها تيارا او موضة لا يعرف احد متى ينتهي دورهما لتعود قصص الكلاب والآلات مثلاً الى الصدارة. لكل شيء زمنه في هوليوود فبعدما سادت "سينما المرأة" التي تعطي البطولة للنساء وتعالج مشاكلهن في الثمانينات، عززت التسعينات دور الرجل ووضع شبه فيتو على الافلام النسائية الطابع والبطولة. الجمهور لم يسأم بعد من الاطفال، علما انه لا يكفي ان يكون بطل الفيلم طفلاً ليتهافت الاطفال واهلهم عليه. واهل هوليوود يزرعون المدن والولايات بوكلائهم ليجدوا لهم الطفل المطلوب لفيلم ما. وكلاء "مالي فين" بحثوا في عشر مدن عن طفل يؤدي دور البطولة في "تلك الليلة"، ولم يوفق الباحثون عن بطلة لپ"الرجل في القمر" بريس ويدرسبون الا بعدما جابوا احدى عشرة ولاية. ويذرسبون التي تبلغ الخامسة عشرة تقول ان اطفال هوليوود يعانون من مشكلة حقيقية: "انهم لا يمثلون كالاطفال بل كالبالغين، ومن الاسهل بكثير ان يمتلك المرء البراءة والسذاجة. كان علي ان ابكي في لقطة وكنت أرتجف وأشعر بالعصبية. اتى المخرج ليسأل عما بي فأخبرته فطلب من الطاقم متابعة التصوير، وسار العمل على ما يرام".
مر وقت طويل قبل ان تدرك ويذرسبون قيمتها: "كنت في الرابعة عشرة عندما اتوا بي من المجهول. في ذلك العمر لا يملك المرء اي حس بالمسؤولية، ولكن النهاية هي أسوأ ما في الامر. فمع نهاية كل فيلم كنت أشعر بالكآبة لأنه لم يعد هناك شخص يحتاجني او عمل أقوم به. وكان علي ان اعود الى المدرسة، امر بدا لا معنى له بالنسبة الي".
أثر السينما
ويقر بيلي هوبكنز بالأثر السيء للسينما على نجومها الاطفال، فهو كمخرج يفرح عندما يجد الطفل المطلوب للدور ولكنه لا يستطيع التخلص من شكوكه في صحة ما يفعله: "اننا نغير حياة هذا الطفل الى الابد ونأخذ منه طفولته العادية. نوفر له عالماً صغيراً مليئاً بالاصدقاء الجدد، وعندما ينتهي التصوير يذهب كل في سبيله ويشتاق الصغار الى اصدقائهم الذين رحلوا". وتتحدث المخرجة مالي فين عن قدرة الاطفال الطبيعية على التخيل والتقليد التي تجعل منهم ممثلين قديرين. "انهم يستوعبون كل ما يجري حولهم، وهذا ما يفعله كل الممثلين الجيدين، لكن معظم الممثلين الاطفال يشعرون بالسأم من الحياة العادية".
نيكول توم بطلة "بيتهوفن" و"ليست حبيبة احد" في الثالثة عشرة من عمرها وتقول انه يصعب التركيز في الدراسة لذا يتأخر الممثلون الاطفال في صفوفهم بسهولة. يقول شقيقها التوأم دايفيد، وهو ممثل ايضاً، ان بعض المعلمين لا يتعاونون كثيرا مع هؤلاء، اما لأنهم يشعرون بالغيرة أو لأن عليهم ان يعملوا اكثر ليعوضوا عليهم ما فات. ماكولاي كالكين يدرس على يد مدرس خاص ولا يذهب الى المدرسة. وشكا المدرس اخيراً من ان الطفل لا يجيد الحساب الا اذا كان التمرين يتعلق بالمال.
شروط نقابية
نقابة ممثلي السينما حددت الوقت الذي يسمح للطفل بالوقوف فيه امام الكاميرا بعشرين دقيقة يومياً لمن يبلغ الخامسة عشرة وست ساعات للأكبر منه بعام واحد، وعلى كل من هو دون السادسة عشرة ان يأتي الى مقر العمل برفقة وصي او احد أهله. لكن بول بيترسون الذي أسس مجموعة "الاهتمام بالقاصر" للاعتناء بالممثلين الاطفال الذين يواجهون المشاكل يرى انه يجب حماية هؤلاء من أهلهم اولاً، فالأهل الذين يرمون بأطفالهم في عالم الفن ليسوا أهلاً لمواجهة النتائج. بيترسون نفسه أرغمه أهله على دخول هذا العالم وهو صغير، ويرى ان الاهل يعيشون طفولتهم من خلال اطفالهم اضافة الى المال الوفير الذي يجنيه هؤلاء بالطبع.
أمهم دفعتهم
لنيكول ودايفيد توم شقيقة في السادسة عشرة، هيذر، امتهنت التمثيل التلفزيوني. كانت امهم ترغب في ان تكون ممثلة، وعوضت عن فشلها بدفعهم الى التمثيل منذ بلغوا الثامنة. لكن المثال الصارخ هو والدة شيرلي تامبل التي كانت تسمع طفلتها، وهي بعد جنين في بطنها، الموسيقى الراقصة اعتقاداً منها ان ذلك يؤثر على ميول الطفل بعد الولادة. ولكي تسرح شعر طفلتها مثل شعر الممثلة المشهورة يومها ماري بيكفورد، كانت تشك فيه كل صباح ستة وخمسين دبوساً للحصول على التجاعيد المطلوبة. وحققت شيرلي الشهرة باكراً، وارتاحت امها اذ بات لديها اثنى عشر موظفاً يعملون في امرتها وزوجها. وذكرت شيرلي في مذكراتها "نجم طفل" في 1988 ان ما كسبته كان يذهب الى جيوب الآخرين، سواء تذرعوا بالنفقات او الاستثمار. لكن استغلال الاهل لطفلهم بات ممنوعاً بعد محاكمة ام جاكي كوغان بتهمة انفاق اربعة ملايين دولار كسبها هذا في عمله. ويفرض القانون على الاهل اليوم وضع خمسين في المئة مما يكسبه الطفل في حساب خاص به.
الاستثمار او الاستغلال بات شائعاً بين نجوم هوليوود، فالصغير والكبير لا يدري متى تنتهي موضته. الطفل بوبي دريسكول كان نجماً في الاربعينات والخمسينات ونال جائزة اوسكار عن فيلم "أغنية الجنوب" في 1948 ولكنه مات معدماً بعد سنوات ودفن في مقبرة للمعوزين اذ لم يتعرف اليه احد عند موته على رغم احتفاظه بالتمثال الذهبي بين اغراضه القليلة.
تحقيق بقلم مودي بيطار
الطفل ماكولاي كالكين نال 250 ألف دولار عن فيلمه الاول واربعة ملايين دولار عن فيلمه الثاني.
السينمائي بيلي هوبنكنز: "اننا نغير حياة هذا الطفل الى الابد ونأخذ منه طفولته العادية".
فشلت الام في ان تصبح نجمة فارسلت اطفالها الثلاثة الى عالم التمثيل لتعوض عن فشلها
عرف العالم منذ القدم طرقاً عدة لاستغلال الاطفال، الا ان اشهرها حديثاً هو استثمارهم في عالم الشهرة لجلب الاموال لاهليهم من دون النظر الى النتائج السيئة المترتبة على ذلك والتي عادة ما تؤدي بالاطفال الى فقدان براءتهم و… طفولتهم وتوجههم الى دنيا المخدرات والجريمة كما يروي التحقيق الآتي:
ازدادت اهمية الطفل، نجماً وجمهوراً، منذ السبعينات، وازدهرت صناعات كثيرة تتعلق به كالملابس والكتب والالعاب والدمى والفن ومجالات التسلية العديدة. وتبقى السينما الاكثر ضرراً للاطفال النجوم ذوي العمر القصير على الشاشة الكبيرة، والذين يعجزون عن اكمال المشوار الفني عندما يتخطون مرحلة الطفولة من دون الغرق في الادمان على المخدرات والكحول.
اطفال لبنان
في لبنان اطفال كثير يحيون لياليه. يغنون ويسهرون حتى الفجر ويخضعون المنهج الدراسي للروزنامة الفنية التي تقتضي السفر احياناً في اوقات الامتحان وغيرها. ولا تخفى طبعاً الاسباب الكامنة وراء امتهان هؤلاء الفن، منهم الدجاجة الذهبية التي تدر المال على الاهل في مهنة تحقق الشهرة وترفع المرتبة الاجتماعية. ومن المثير للضحك والشفقة في آن ان ترى مغنية دون العاشرة تداعب الاطفال الذين يكبرونها او يماثلونها في السن بحركات مهنية باردة تبرز ابتعاد الطفلة عن عمرها الحقيقي وتقمصها المحترف لشخصية اخرى اكبر منها بسنوات. اي مي بندلي التي بدأت الغناء في الرابعة استخدمت صوتاً ضد الحرب في وسائل الاعلام وفي القصر الرئاسي، في عهد امين الجميل، عندما وقفت تغني "اعطونا الطفولة" امام السفراء وهي ترتدي فستاناً أبيض. ولا نعرف ما اذا صرخت تطلب حقها هي بالطفولة ممن يتعلق بهم الأمر، لكن لا شك في انها وجدت صعوبة في الانتقال من عالم المسرح الزاهي وثيابه اللامعة المزركشة الى مبنى المدرسة بنظامه ومريوله الرتيبين. وعرف لبنان مطرباً عربياً بدأ الغناء باكراً وأدمن على المخدرات والقمار في عمر يذهب اترابه فيه الى المدرسة.
اطفال الغرب
مشكلة الاطفال النجوم اكثر حدة في الغرب ولا سيما في اميركا. السينما استخدمت الاطفال منذ بادية ظهورها، لكن الطالب يزداد عليهم بعد نجاح "في البيت وحده" الذي فاجأ الجميع بحصوله على 230 مليون جنيه استرليني في العالم جعلته الفيلم الثالث من حيث الايرادات في تاريخ السينما. بطله ماكولاي كالكين نال 250 ألف دولار عن دوره في الفيلم لكنه سينال 4 ملايين ونصف المليون دولار عن "في البيت وحده 2" اضافة الى كمية من الارباح، اي ان ابن الحادية عشرة حقق دخلاً مقداره 700 جنيه استرليني يومياً.
المخرج بيلي هوبكينز الذي أدخل كالكين عالم السينما بفيلم "الكل بك" في العام 1978 قال ان هذا الطفل برهن عن انه يستطيع ان يحمل الفيلم وحده كالكبار في "في البيت وحده". ومالي فين عرضت عليه بطولة "شرطي ونصف" مقابل مليون ونصل المليون دولار لكنه رفض العرض: انه يطلب أجراء مرتفعاً لكن الناس يريدونه. لكل زمن نكهته المفضلة، وهي كالكين اليوم، عملاء السينما يبحثون عن كالكين ثاني لكنهم لي يعثروا عليه بعد".
هؤلاء العملاء يقصدون المدارس والمراكز التجارية ودور الحضانة والمقاعهي بحثاً عن نجم جديد بين الاطفال. ويقول هوبكنز ان الواحد منهم يحس انه يعتدي على الطفل عندما يذهب اليه ويسأله اذا كان يريد التمثيل في السينما. صحيح ان الاطفال يفرحون بالنجومية والثروة ويحسنون وضع اهلهم المادي، لكنهم يخسرون نموهم التدريجي، ويقفزون سلم العمر دفعة واحدة، ويفقدون توازنهم امام الشهرة التي لا تدوم غالباً طويلاً. وقد تواكب اضطرابات المراهقة تعرفهم الى الاضواء بمحاسنها وسيئاتها، فيلجأون الى المهرب الذي يزيد المشكلة تفاقماً. اليزابيث تايلور التي بدأت التمثيل وهي طفلة تكررت اصابتها في ما بعد بالامراض وأدمنت على المنومات والكحول وزاد وزنها "كثيراً فازدادت متاعبها الصحية والنفسية. ودرو باريمور الطفلة الشقراء التي مثلت في "اي تي" للمخرج ستيفن سبيلبرغ غرقت في الادمان على الكحول والمخدرات ولم تكتشف امها الامر الا بعد فترة، وبلغ الضياع بپ"دروش حد محاولة الانتحار في العام 1989. واعتزل تشارلي كورزمو بطل "هوك" لسبيلبرغ ايضاً السينما بعدما مثل في خمسة افلام لأنه لا يستطيع ان يكون "طفلا عادياً" كما قال.
موقف مؤلف
فلاديمير نابوكوف مؤلف "لوليتا" ذعر عندما فتح بابه مرة ليجد ان من قرعته فتاة صغيرة ترتدي ملابس كملابس بطلته وتتزين مثلها. بعد "الحادث" أصر على ناشر كتابه بألا يسمح باستخدام فتاة صغيرة اذا حول الكتاب فيلماً ليجدوا قزمة تقوم بالدور". لكن الذين اخرجوا الفيلم لم يهتموا بالتفيش عن قزمة بل استعانوا بمراهقات انتهت احداهن، سوليون بطلة نسخة ستانلي كوبريك، بالزواج من قاتل من ولاية اريزونا الاميركية. وليندا بلير بطلة "الراقي" التي كشنها الشيطان في الفيلم الشهير أدمت على المخدرات ثم وجدت نفسها هدفاً لرجل مجنون طاردها وهو يحمل بندقيته ليقتلها اعتقاداً منه انها "مسكونة" حقاً. وجودي فوستر كانت في الثالثة عشرة عندما مثلت دور بنت شارع في "سائق التاكسي" وأثارت اعجاب جون هينكلي الذي حاول اغتيال الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريغان لكي يلفت انتباهها.
تجارة مضمونة
تكاد الافلام المبنية على قصص للأطفال او من تمثيلهم تكون تجارة مضمونة الرعب لأن السينما من مجالات التسلية الهامة عند الكثيرين، وهي ت
تي قبل المسرح او النوادي الرياضية. لكن اهل هوليوود يجمعون على كونها تيار او موضة لا يعرف احد متى ينتهي دورهما لتعود قصص الكلاب والآلات مثلاً الى الصدارة. لكل شيء زمنه في هوليوود فبعدما سادت "سينما المرأة" التي تعطي البطولة للنساء وتعالج مشاكلهن في الثمانينات، عززت التسعينات دور الرجل ووضع شبه فيتو على الافلام النسائية الطابع والبطولة. الجمهور لم يسأم بعد من الاطفال، علما ان لا يكفي ان يكون بطل الفيلم طفلاً ليتهافت الاطفال واهلهم عليه. واهل هوليوود يذرعون المدن والولايات بوكلائهم ليجدوا لهم الطفل المطلوب لفيلم ما. وكلاء "مالي فين" بحثوا في عشرة مدن عن طفل يؤدي دور البطولة في "تلك الليلة"، ولم يوفق الباحثون عن بطلة لپ"الرجل في القمر" بريس ويدرسبون الا بعدما جابوا احدى عشرة ولاية. ويذرسبون التي تبلغ الخامسة عشرة تقول ان اطفال هوليوود يعانون من مشكلة حقيقية: "انهم لا يمثلون كالاطفال بل كالبالغين، من الاسهل بكثير ان يمتلك المرء البراءة والسذاجة. كان علي ان ابكي في لقطة وكنت أرتجب وأشعر بالعصبية. اتى المخرج ليسأ عما بي فأخبرته فطلب من الطاقم متابعة التصوير، وساء العمل على ما يرام".
مر وقت طويل قبل ان تدرك ويذرسبون قيمتها: "كنت في الرابعة عشرة عندما اتوا بي من المجهول. في ذلك العمر لا يملك المرء اي حس بالمسؤولية، ولكن النهاية هي أسوأ ما في الامر. فمع نهاية كل فيلم كنت أشعر بالكآبة لأنه لم يعد هناك شخص يحتاجني او عمل أقوم به. وكان علي ان اعود الى المدرسة، امر بدا لا معنى له بالنسبة الي".
أثر السينما
ويقر بيلي هوبكنز بالأثر السيء للسيمنا على نجومها الاطفال، فهو كمخرج يفرح عندما يجد الطفل المطلوب للدور ولكنه لا يستطيع التخلص من شكوكه في صحة ما يفعله: "اننا نغير حياة هذا الطفل الى الابد ونأخذ منه طفولته العادية. نوفر له عالماً صغيراً مليئاً بالاصدقاء الجدد، وعندما ينتهي التصوير يذهب كل في سبيله ويشتاق الصغار الى اصدقائهم الذين رحلوا". وتتحدث المخرجة مالي فين عن قدرة الاطفال الطبيعية على التخيل والتقليد التي تجعل منهم ممثلين قديرين. انهم يستوعبون كل ما يجري حولهم، وهذا ما يفعله كل الممثلين الجيدين، لكن معظم الممثلين الاطفال يشعرون بالسأم من الحياة العادية".
نيكول توم بطلة "بيتهوفن" و"ليست حبيبة احد" في الثالثة عشرة من عمرها وتقول انه يصعب التركيز في الدراسة لذا يتأخر الممثلون الاطفال في صفوفهم بسهولة. يقول شقيقها التوأم دايفيد، وهو ممثل ايضاً، ان بعض المعلمين لا يتعاونون كثيرا مع هؤلاء، اما لاكنهم يشعرون بالغيرة لأن عليهم ان يعملوا اكثر ليعوضوا عليهم ما فات. ماكلاوي كالكين يدرس على يد مدرس خاص ولا يذهب الى المدرسة. وشكا المدرس اخيراً من ان الطفل لا يجيد الحساب الا اذا كان التمرين يتعلق بالمال.
شروط نقابية
نقابة ممثلي السينما حددت الوقت الذي يسمح للطفل بالوقوف فيه امام الكاميرا بعشرين دقيقة يومياً لمن يبلغ الخامسة عشرة وست ساعات للأكبر منه بعام واحد، وعلى كل من هو دون السادسة عشرة ان يأتي الى مقر العمل برفقة وهي او احد أهله. لكن بول بيترسون الذي أسس مجموعة "الاهتمام بالقاصر" للاعتناء بالممثلين الاطفال الذين يواجهون المشاكل يرى انه يجب حماية هؤلاء من أهلهم اولاً، فالأهل الذين يرمون بأطفالهم في عالم الفن ليسوا أهلاً لمواجهة النتائج. بيترسون نفسه أرغمه أهله على دخول هذا العالم وهو صغير، ويرى ان الاهل يعيشون طفولتهم من خلال اطفالهم اضافة الى المال الوفير الذي يجنيه هؤلاء بالطبع.
امهم دفعتهم
لنيكول ودايفيد توم شقيقة في السادسة عشرة، هيذر، امتهنت التمثيل التلفزيوني. كانت امهم ترغب في ان تكون ممثلة، وعوضت عن فشلهخا بدفعهم الى التمثيل منذ بلغوا الثامنة. لكن المثال الصارخ هو والدة شيرالي التي كانت تسمع طفلتها، وهي بعد جنين في بطنها، الموسيقى الراقصة اعتقاداً منها ان ذلك يؤثر على ميول الطفل بعد الولادة. ولكي تسرح شعر طفلتها مثل شعر الممثلة المشهورة يومها ماري بيكفورد، كانت تشك فيه كل صباح ستة وخمسين دبوساً للحصول على التجاعيد المطلوبة. وحققت شيرلي الشهرة باكراً، وارتاحت امها اذ بات لديها اثنى عشرة موظفاً يعملون في امرتها وزوجها. وذكرت شيرلي في مذكراتها "نجم طفل" في 1988 ان ما كسبته كان يذهب الى جيوب الآخرين، سواء تدرعوا بالنفقات او الاستثمار. لكن استغلال الاهل لطفلهم بات ممنوعاً بات ممنوعاً بعد محاكمة ام جاكي كوغان بتهمة انفاق اربعة ملايين دولار كسبها هذا في عمله. ويفرض القانون على الاهل اليوم وضع خمسين في المئة مما يكسبه الطفل في حساب خاص به.
الاستثمار او الاستغلال بات شائعاً بين نجوم هيوولد، فالصغير والكبير لا يدري متى تنتهي موضته. الطفل بوبي دريسكو كان نجماً في الاربعينات والخمسينات ونال جائزة اوسكار عن فيلم "أغنية الجنوب" في 1948 ولكنه مات معدماً بعد سنوات ودفن في مقبرة للمعوزين اذ لم يتعرف اليه احد عند موته على رغم احتفاظه بالتمثال الذهبي بين اغراضه القليلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.