توصلت لجنة الأراضي الحكومية وإزالة التعديات إلى الكشف عن عدد من"لصوص الأراضي الحكومية"بعد القبض على أحد العمالة الوافدة الذي أدلى بمعلومات شاملة وأرقام هواتفهم المحمولة. وأوضح رئيس لجنة الأراضي الحكومية وإزالة التعديات في محافظة جدة المهندس سمير باصبرين ل"الحياة"أنه تم الرفع إلى جهات الاختصاص بالمعلومات المستسقاة من الوافد بخصوص المعتدين على أراضي الدولة للتحقق من وضعهم، ومن ثم تطبيق الأنظمة والتعليمات الصادرة بهذا الشأن. وبين المهندس باصبرين أنه أثناء قيام اللجنة بإزالة التعديات على مواقع عدة في منطقة عسفان شمال جدة شهدت عمليات تعدٍ من قبل لصوص الأراضي الحكومية من خلال رصد أحد المكاتب الوهمية التي يعمد أصحابها إلى إنشاء"أكشاك موقتة"في الأراضي الفضاء، وكتابة عبارات استدلالية وعرض خرائط واستحكامات وهمية داخلها بحجة الإيقاع بالمواطنين الذين يتوجهون إليها لإتمام عمليات شراء تلك الأراضي المعتدى عليها. وقال إن اللجنة ألقت القبض على وافد اتضح أنه مكلف من قبل أشخاص بعينهم لاستقبال الراغبين في الشراء في تلك المواقع. وتكثف لجنة الأراضي الحكومية وإزالة التعديات في محافظة جدة جهودها خلال فترة الصيف الجارية، والتي تشهد نشاطاً في عمليات الاعتداء والاحتيال من خلال بيع الأراضي. وأضاف"تم التحفظ على الشخص على الفور، وتسليمه إلى الشرطة، أدلى ببيانات ومعلومات وافية عن مشغليه ومن كلفه بتلك الأعمال، فيما تولت الجهات المختصة هذا الأمر للاستدلال على الأشخاص وتحضيرهم والتأكد من علاقتهم بتلك العمليات". وأفاد بأن لجنته كثفت من خططها لمواجهة التعديات خلال فصل الصيف، وأن أفراد اللجنة ينفذون جولات ميدانية في رصد وتتبع مواطن ومواقع التعديات المستحدثة، مؤكداً أن التعديات انخفضت فيه خلال الأعوام الماضية بفعل الإجراءات المشددة التي اتخذتها اللجنة ورصد المواقع التي تشهد عادة عمليات تعدٍ من قبل من أطلق عليهم"لصوص الأراضي". وبين أن لصوص الأراضي يعمدون إلى تطوير آلياتهم في مواجهة لجنة التعديات من خلال الاستيلاء على مساحات خارج النطاق العمراني تقع بين الجبال وإحاطتها بسواتر ترابية قبل أن يقشعوا تلك السواتر بعد تخطيط الأراضي وبيعها، لافتاً إلى أن مثل هذه الآليات والطرق الاحتيالية مرصودة من قبل اللجنة سواء من خلال مراقبيها المنتشرين في أجزاء متفرقة من المحافظة أو من خلال وسائل الرصد الحديثة، إذ أسهمت التقنية فيها إسهاماً كبيرة. وأشار إلى أن رصد المواقع يتم عبر المصورات الجوية وأي حدث أو تخطيط لموقع يتم معرفته فوراً من خلال مراجعة تلك المصورات الجوية للموقع المعني، وبناء عليه يتم معرفة زمن حدث التعدي ومساحته، مبيناً أن كل المساحات الشاسعة خارج النطاق العمراني لمدينة جدة تم تصويرها من خلال البرامج التقنية المختصة ورفع مسوحاتها ومصوراتها الجوية على الأجهزة، ما أدى إلى محاصرة مدعي"الإحياء"الذين يدعون إحياء الأراضي منذ أعوام طويلة.