حرس الحدود ينقذ مواطنا خليجيا فقد في صحراء الربع الخالي    اختتام المهرجان السينمائي الخليجي في الرياض وتتويج الفائزين بالجوائز    وزير الخارجية المصري من أنقرة: ترتيبات لزيارة السيسي تركيا    بمساعدة مجموعات متحالفة.. الجيش السوداني يقترب من استعادة مصفاة الجيلي    ساديو ماني.. 29 ثنائية في مسيرة حافلة بالأهداف    تشكيل الاتحاد المتوقع أمام الحزم    حمدالله يتوقع مواجهة الهلال والعين في دوري أبطال آسيا    الفن التشكيلي يتلألأ في مقر قنصلية لبنان بجدة    البريد السعودي | سبل يصدر طابعاً بريدياً عن قطاع النخيل والتمور في المملكة    إيقاف اجتماع باسم «اتحاد كُتّاب عرب المشرق» في مسقط    صالون "أدب" يعزف أوتاره على شاطئ الليث    توليد الفيديوهات من الصور الثابتة ب"AI"    "كاوست" تتنبأ بزيادة هطول الأمطار بنسبة 33%    الجدعان: الاقتصاد العالمي يتجه لهبوط سلِس    تصاميم ل"العُلا" تعرض في ميلانو    السودان: أطباء ينجحون في توليد إمرأة واستخراج رصاصة من رأسها    «الداخلية»: ضبط 14,672 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود في أسبوع    وظائف للخريجين والخريجات بأمانة المدينة    فيتنام: رفع إنتاج الفحم لمواجهة زيادة الطلب على الطاقة    للمرة الثانية على التوالي النقد الدولي يرفع توقعاته لآفاق الاقتصاد السعودي ليصبح الثاني عالمياً لعام 2025    الصحة العالمية توافق على لقاح ضد الكوليرا لمواجهة النقص العالمي    طقس اليوم: فرصة لهطول أمطار رعدية على معظم مناطق المملكة    إعفاء "الأهليات" من الحدّ الأدنى للحافلات    بن دليم الرحيل المُر    الحزم يتعاقد مع المدرب صالح المحمدي    حمدالله: تجاوزت موقف المُشجع.. وصفقات الهلال الأفضل    مساعد مدرب الرياض ينتقد التحكيم في مواجهة الطائي    بوابة الدرعية تستقبل يوم التراث بفعاليات متنوعة    نجران.. المحطة العاشرة لجولة أطباق المملكة    إخلاء طبي لمواطنة من كوسوفا    البنك الدولي: المملكة مركزاً لنشر الإصلاحات الاقتصادية    "الأمر بالمعروف" في أبها تواصل نشر مضامين حملة "اعتناء"    أسرتا باهبري وباحمدين تتلقيان التعازي في فقيدتهما    الخريجي يلتقي نائب وزير الخارجية الكولومبي    رئيس "الغذاء والدواء" يلتقي شركات الأغذية السنغافورية    الرياض: الجهات الأمنية تباشر واقعة اعتداء شخصين على آخر داخل مركبته    الوحدة يحسم لقب الدوري السعودي للدرجة الأولى للناشئين    تجمع مكة المكرمة الصحي يحقق انجاز سعودي عالمي في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2024    سلام أحادي    اختيار هيئة المحلفين في المحاكمة التاريخية لترامب    أرمينيا تتنازل عن أراضٍ حدودية في صفقة كبيرة مع أذربيجان    حائل.. المنطقة السعودية الأولى في تطعيمات الإنفلونزا الموسمية    نوادر الطيور    التعريف بإكسبو الرياض ومنصات التعليم الإلكتروني السعودية في معرض تونس للكتاب    المرور بالشمالية يضبط قائد مركبة ظهر في محتوى مرئي يرتكب مخالفة التفحيط    أمير عسير يتفقد مراكز وقرى شمال أبها ويلتقي بأهالي قرية آل الشاعر ببلحمّر    بطاقة معايدة أدبية    ضيوف الرحمن يخدمهم كل الوطن    أفضل أدوية القلوب القاسية كثرة ذكر الله    إخلاص العبادة لله تشرح الصدور    ضبط مقيم بنجلاديشي في حائل لترويجه (الشبو)    مساعد وزير الدفاع يزور باكستان ويلتقي عددًا من المسؤولين    توقعات الأمطار تمتد إلى 6 مناطق    تخلَّص من الاكتئاب والنسيان بالروائح الجميلة    غاز الضحك !    أمير الباحة: القيادة حريصة على تنفيذ مشروعات ترفع مستوى الخدمات    محافظ جدة يشيد بالخطط الأمنية    أمير منطقة الرياض يرعى الحفل الختامي لمبادرة "أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أستاذ الإعلام والاتصال يتساءل : لماذا تتحمل وزارة الداخلية ملف التوعية والتثقيف؟... ويرى أن حجب مواقع الإنترنت جلب معه المفاسد . فايز الشهري : شعوب الأرض تتعلم فينا.. بدءاً من "الختان" وحتى دفن موتانا
نشر في الحياة يوم 20 - 10 - 2009

دائماً أبناء الأطراف لهم اليد الطولى في الإبداع والتنمية ومن غيرهم يشل كل جسد لا يلجأ إليهم.. الدكتور فايز الشهري ابن تنومه البار، انخرط في الحياة العسكرية فسرقته المدنية، وأصبح في صراع بينهما وحياته كلها أساسها صراع.. دائما يعشق التفوق ويهيم بالمراكز الأولى.. يحاول أن يهدأ فيسرع بالحركة.. لافتة النهاية ليست في طريقه يحزن على حال جيله ويشفق على أجيال سيرثون تركتهم البائسة، يقرأ الملقات بعناية فائقة وتتكاثر الأسئلة من خلاله، ودائماً ما تخرج إجاباته مؤلمة.. يرى في مجتمعنا أنه يملك كل شيء لكنه الضمير والإرادة تجعلانه يتأخر كثيراً.. يلقي بمسؤولية تنامي الإرهاب على مؤسسات معينة ويشفق على حال وزارة الداخلية بتحمل وزر كل شيء..
الدكتور فايز تسكنه عذوبة الأطراف ولن أنسى تعليقه لي بعد الحوار بقوله: قد تستغرب إن قلت أنك من بين قلة ممن عبروا الخط الفاصل بين ما في القلب وما تعانيه الروح فشكراً لك. حاولت أن أجاريك لغة ومرمى واعترف أنني قد فشلت وما ستقرأ هنا هو ترنيمة رجل يطارده ظله، بالنسبة لي فقد"اكتملت"إجابات أسئلة كثيرين عني، وما بقي لا يقال إلا همساً بين الأحباب ... فإلى تفاصيل الحوار
{ الرياض ? خالد الباتلي
أبناء الأطراف لماذا جيناتهم مختلفة عن أبناء المحور؟
- كم هي موجعة يا"خالد"في بلادي تبعات تهمة أن تكون من"الأطراف"، ولكن بالله حدثني هل يمكن أن يوجد جسد سليم الحركة وهو يفتقد الأطراف، ألا يسمونه الجسد"المعاق".
"تنومة"... هل أنت بار بها أم تشتكي عقوقك؟
- فوق سماء"تنومة" فوق كل أرضپما زلت استظل ببقايا صوت"الحبيبة"المدفونة - رحمها الله - تحت ثراها، لم ينس الصغير - قليل الحيلة- لحظة مناجاة أمه وهي تئن على فراش المرض وهي تحلم برحلة إلى مكة في الزمن المقبل. تغيّرت تنومة ? يا صاحبي- بعد رحيل أغلى الناس ومن يومها قرّر الطفل ألا يكبر حتى لا ينسى حلمها معه.
پمقاعد كلية الملك فهد الأمنية.. هل كانت هي الحلم؟
- الحلم وقتذاك كان على قدر القامة.. فحين هاتفني زميل الثانوية وصديق العمر الصدوق تركي بن طلال بن عبدالعزيز ذات أصيل رمضاني بعيد وقال للفتى الغض"مبروك"أنت من أوائل المملكة في الثانوية العامة... تاهت بي السبل ولعل هذا المقعد كان مهرباً سريعاً من إلحاح طموح لم يتسع الكون له وقتها.
البوصلة والاتجاهات
من بكالوريوس علوم أمنية إلى بكالوريوس وماجستير ثم دكتوراه صحافة الكترونية.. كيف تغيرت البوصلة؟
- لم تتغير البوصلة ولكن حاملها يمشي خطاه المكتوبة وما انفك يطمح ألا تطأ قدماه إلا أرضاً تحدها الجهات"الأصلية"فقط.پولعل المتغير الواضح اليوم هو أنپالرحلة طالت ولم تكن محطات الاستراحة كثيرة إذ كلما وصل الفتى شمالاً رأى وميض حلم يلوح مغرياً بأفق شمال جديد وهكذا طال الليل وطال السرى.
العسكري عندما يعيش حياة مدنية كيف تبدو حياته؟
- لا اعلم ولكني أجد أحياناً بعض التضاد الجميل في هذه المعادلة.. بالنسبة لي رأيت حالي - إن كان هذا يرضيك- وقد سارت بي مشاوير العمر لأظهر متهماً"بالمدنية"في كل مكان حتى وسط العسكر، وفي كل خير.
هل تفكر بالتقاعدپوالتفرغ للحياة المدنية؟
- بل تجاوزت التفكير إلى التنفيذ بعد عرض مغر لعمل مريح فيه الكثير من المزايا والقليل من الرزايا ولكن لقائي الفاصل بشخصية كريمة من قيادات بلادي.. جعلني أعود إلى منزلي ذات فجر وأنا أردد"عذراً كم نحن أنانيون يا وطني".
لماذا العالم يخاف دوماً من حكومة العسكر؟
- هل سأكون محايداً هنا؟ على أي حال كيف يخشى العالم حكومات العسكر وهي تحكم نصفه وتتحكم بالوكالة في النصف الباقي تقريباً! ولكن ربما يكون مرد الخوف هنا أن بعض الناس يخشون حكومة العسكر لأنها تأتي دائماً لفرض"النظام"بعدپأن يشيع غير العسكر الكثير من الفوضى!
سحر الحواسيب والالكترونيات متى بدأ أثره عليك؟
- في مرحلة الدراسات العليا - منتصف التسعينات- كانت معظم خيارات الشاب لقضاء ليل الشتاء الأوروبي الطويل وقت وصولي توجع القلب والضمير والمبدأ فهداني ربي لصحبة وسحر جهاز Gateway بمبلغ 11 ألف ريال وقضينا معاً رفقة الانترنت عروسنا الجديدة حينها أجمل الليالي واستمر إغراء الساحر وطاعة المسحور ولم تفلح أية رقية حتى اليوم في فك هذا"العمل".
الدراسة في الخارج
الدراسة في بريطانيا ماذا غيرت فيك؟
- لم تكن الدراسة وحدها صاحبة التأثير، هناك طريقة الحياة، وأسلوب التعامل مع الناس وطريقة الحياة في ظل النظام وحده، بحق كانت البعثة فرصة كبرى لإعادة تقويم الذات والأدوات، وأرجو أن يكون من أثمن ما بقي لي من سنوات البعثة إدراك قيمة الوقت ومدى عبء بعض التقاليد الاجتماعية واستهلاكها السلام الداخلي للفرد.پپپ
تساءلت في مقالة لك مرة:پ"هل واقعك يشبه شخصيتك الانترنتية ؟ ما رأيك في أن تبحث لنا عن إجابة على هذا السؤالپعندك؟
- صدقني كلنا ندور في حبس سلطة التناقض الاجتماعي ولهذا لا نكاد - بكل أسى-پ نلمس الفرق، فهنا أقنعة وأشباح الكترونية هناك،پبالنسبة لي احرص ? لا انجح كثيراً- على أن تصور شخصيتي الالكترونية بعض روحي كما أنا وحين اخفق أجد أن ضعف الشخصية الالكترونية مرده إلى عطش مماثل لروح أخرى لم تسلم من عوادي الزمن الرقمي وكثيراً ما صادفت أرواحاً ظامئةپفأتعبتني وأتعبتها.
في رأيك المبتعث السعودي، ماذا يجب أن يحمل معه غير حقيبة ملابسه وحقيبة"اللاب توب"؟
- المهم ألا يحمل معه تناقضات مجتمع وعقد قبيلة، وتراثاً من كسل ذبح الطموح وأرهق خطط التنمية. ليت الشباب ينجح، فقد فشل جيلنا في تجاوز معظم التحديات، خصوصاً أن كل شعوب الأرض تتعلم فينا وبنا كل شيء، بدءاً من ختان مواليدنا حتى دفن موتانا.
في المجتمعات العربية الإنترنت منفى أم وطن؟
- شبكة الإنترنت منجز حضاري تمثل درّة تقنيات العصر، وهي في جانب منها صورة الشوارع الخلفية في كل مدينة. المأساة أن الحال الفكرية والسياسية ? عربياً - جعلت من الشبكة في اغلب الأحيان وطن المنفيين والمهمشين، وفي أحيان أخرى منفى من ضاق به وطنه أو أتعبه عقله وحلمه.
الصحافة والكتابة
كيف بدأت مع الصحافة والعمل الكتابي؟ وهل سرقتك من شيء؟
- لم تسرقني، بل سرقت لي أجمل لحظات العمر من برنامج حياة، أكثره جد وقليله مرح. وقصتي مع الصحافة قديمة، فأول نشر صحافي لي كان في إجازة صيف الثالث المتوسط، وكتبت أول زاوية منتظمة وأنا في الصف الثاني الثانوي. وكنت اكتب الشعر والقصة، ولما غارت مياه الموهبة عدت للكتابة الصحافية.
ألا تشعر بأن كثرة مشاريعك وأفكارك تجعلك مثل السيد"خراش"؟
- ليتي مثل"خراش"، فهو يتصيد"الظباء"المتكاثرة حوله، أما أنا فتتصيدني ملفات اللجان ودراسات المشكلات الاجتماعية وهموم المخدرات والجريمة أضف عليها أسئلة المشاكسين من طائفتك!
بعد حصولك على الدكتوراه في الصحافة الإلكترونية، هل طبقت أسس دراستكپ على عملك؟
- كانت لي فرص كبرى في التدريب والتدريس الجامعي، ثم في تأسيس وإدارة بعض المواقع الإلكترونية، ومنها مواقع إخبارية تشرفت فيها بثقة ناشريها، وكانت هناك نجاحات أرضت بعض الطموح قليلاً وإخفاقات تعلمت منها الكثير.
پ تكنولوجيا متطورة في البيوت، وتعليم جامد في المدارس من الخاسر هنا؟
- الخاسر هو المستقبل وجيل ضحية يتشكل اليوم بلا هوية، واسمح لي بأن اسأل ماذا اعددنا لاستقبال أفواج خريجي الجامعات الجديدة، زد عليهم الحشود القادمة من كل فج ابتعاث عميق هؤلاء وأولئك سيأتون غداً بأحلامهم، وأخشى أن ليس أمامهم سوى تصريحات وزارة العمل التي لا تملك حتى بصيص أمل.
كيف تقرأپ ثورةپالإعلام الجديد؟
- كثيراً ما اقرأها بمنطق المهنة التي تقول:"فكر عالمياً وتصرف محلياً"، وهي ثورة مفاهيم ستحدث انقلاباً في تقاليد النشر والقراءة. المحزن أن معادلة الإعلام الجديد لم يستدل على أطرافها كثير من المستثمرينپالعرب في فضاء الكتروني شديد الشراسة التنافسية.
هل من الممكن أن تنهي الصحافة الالكترونية حياة الصحافة الورقية يوماً؟
- هناك متغيرات كثيرة وكثير منها لم يتشكل بعد، ولكن بما أن ركني الصحافة المكتوبة هما الخبر والمعلومة التي جلبت المشتري ثم المعلن من بعده، وحينما تتوافر وسائل أسرع وأدق واقل كلفة أمام من يدفع في مقابل هذه الخدمات، البديهي أن ينصرف إليها وارى أن الصحافة الورقية في طريقها للاضمحلال التدريجي، خصوصاً حينما تتولى أجيال الانترنت مقاليد الأمور في مقبل السنين.
الصحافة الالكترونيةپالسعودية... هل هي ناجحة؟
- فنياً، نعم وبشكل يدعو للإعجاب. مهنياً لم ينجح احد بعد بما يكفي للأسى.
ما أكثر صحفنا الالكترونية احترافية؟
- من دون أدنى شك تعد مواقع الصحف المطبوعة هي الأفضل فنياً وتحريرياً من دون منافس يعيبها بالطبع الفشل في تمييز شخصية الموقع الالكتروني عن نمطية ورتابة الصحيفة المطبوعة. أما أكثر ما نطالع على الانترنت من جهود إعلامية ? تحت مسمى صحافة الكترونية - فيغلب عليها الطابع الفردي ولا تخفى مظاهر الارتزاق وأخشى أن أقول وغياب أخلاقيات المهنة.
الصوت الجريء
الصوت الجريء لدى المواقع الالكترونية جذب كثيراً من الكتاب... برأيك إلى متى والعالم الافتراضي أكثر ترحيباً؟
- پعلمتني"الانترنت"أن ما هو أسوأ من فقدان الحرية هو إساءة استخدامها حينما تتاح هذا ما كتبته وبناء عليه فقد لا يكون"الصوت الجريء"هو الصوت الأمين وحده فمجتمعنا والموقف التاريخي يحتاجان مع القلم الصادق والصوت الحر ضمير الإنسان"المسؤول".پپپ
پ قلت:"بعض كتابات الانترنت أفضل بمراحل مما نكتبه في الصحف المحلية"لماذا؟
- لأن بعض المواقع والمنتديات نجحت في جمع واستقطاب أقلام لم تتح لها فرص النشر في الصحف المطبوعة، والأهم أن كتاباً كثر يجدون في المنتديات ملاذاً آمناً للحرف الذي قمعه رعب مجتمع أو مصلحة مجموعة. والانترنت حرة لا يعنيها مزاج بيروقراطي معظم تعليماته يتلقاها من محفوظات أرشيف المكتوبجي...
الوفاق واللاوفاق
صحيفة"الوفاق"وصويحباتها المحلية... هل ترى فيها من أمل؟
-"الوفاق"بدأت حلماً تشكّل ببراءة فرعته عقول كان أقصى حلمها ? آنئذ- أن تبني كياناً يتيه فيه صوت العقل ومنبراً تتباهى به الحرية. وكان ما كان بحماسة كوكبة من شباب الوطن... ثم خلف من بعدهم خلف تناثروا في كل أصقاع الشبكة فأضاعوا الموضوع ونحروا الموضوعية.
من أفسد على"الوفاق"وفاقها وتميزها؟
- كانت أيام... لا املك كل سجلاتها ولا ادعي كل أمجادها... الذي أستطيع أن أقوله إن صحيفة الوفاق كانت فكرة كبرى لم يستوعبها زمنها وبكل حزن فقد تفرّق دم"الوفاق"بين القبائل الإدارية ولم يحضر مأتمها من محبيها احد.
ربطت المؤسسات الصحافية نفسها بمواقع تخصها وأولتها اهتماماً بالغاً... لكن في المقابل يُرفض غالباً في الصحافة الورقية أي خبر مصدرهپالكتروني... لماذا هذا التناقض؟
- بالنسبة لي أرى المشهد بصورة معكوسة، إذ أجد في كثير من الأحيان أن الخبر في الصحافة المطبوعة يظهر صدى لما تبثه المنتديات المواقع الالكترونية الإخبارية في حين يبدو الرأي في الصحافة المطبوعة مادة مثيرة لسادة المشهدپالفكري الالكتروني.
هل من الممكن أن تنجو الشبكات العالمية بنفسها بطريقة ما في حال شنت عليها حرب معلوماتية؟
- الحرب الالكترونية فرع وتخصص رئيسي في كل جيوش العالم تقريباً. وهكذا حال أي حرب فيها منتصر ومهزوم، والشبكات المعلوماتية بطبيعتها في خضم معارك يومية مع مهددات كثيرة الكل فيها مناضل وبالنسبة لشبكة الانترنت فقد لا تنجو من حرب الكبار لأن رأسمالها فكرة وإرادة ومستخدمون.
هناك اهتمام واضح من مؤسسات Aإعلامية سعودية عدة بمسألة الحقوق الملكية الفكرية والإبداعية في مجال الإعلام والاتصال...هل سينجح الأمر مع الإعلام الجديد؟
- الحقوق الفكرية ثمرة ناضجة لا تأتي من عدم بل هي نتاج شجرة نادرة في عالمنا اسمها الحقوق وحين نحترم هذه الشجرة ونرعاها ستثمر ثمار الحقوق لكل جنس وكائن.
الظواهر والمتغيرات
مراكز البحث وقياس الظواهر... لماذا هي عرجاء في بلادنا؟
- لأن السيرك الإعلاميپيسبق معامل العلم في سلم الأولويات في كثير من الإدارات الرسمية. ولهذا نجد المفكر والعالم دائماً غائباً أو مغيباً فلا نراه آتياً إلا مضطراً للتبرير وبناء الحجج. مأساتنا أن المفكر غير شريك في صناعة الرؤية وقيادة حركة المجتمع.
تساءلت منذ زمن"لماذا كل شيء بالمجان في الانترنت"هل تظن أن الأمر مازال بالمجان؟
- نعم كل شيء بالمجان وسيظل لان الثمن تدفعه أجيال تدافعت بلا بوصلة فكرية على استهلاك منتجات الشمال غثها وسمينها تحت حراب العولمة. وحين تقاذف من نسمهم الكبار بشتائم التيارات على الانترنت جنينا مع الصغارپمصائب ثلاث كبرى هي التطرف والإباحية واللامبالاة.
كل تقنية تبدأ دورة حياتها في مجتمعنا بكثير من الفوضى... لماذا؟
- في غياب الهلع الذي حرمنا من الاستعداد الواعي والتنظيم المتزن أصبحت فوضى البدايات مؤسسة غير رسمية ذات تقاليد، تأمل في حال مستهلكات التقنية وانظر وضع أسواق بيع وتركيب أجهزة الاستقبال الفضائي وأجهزة الملاحة الصحراوية وأجهزة الاستقبال اللاسلكي هيإدارياً ممنوعة وبعضها محرم بفتاوى وهي في كل أركان المدينة بضائع مزجاة.
پ ألا تشعر أننا نكثر من التنظيمات واللوائح في مسارات حياتنا؟
- نعم وقد قلت وأقول مرة أخرى نحن قوم بارعون بحيث نجيد صنع الأنظمة المثالية التي لا يمكن تطبيقها إلا بالاستثناءات.
عندنا قوانين... ومن يشرعها هو أول من ينتهكها... لماذا؟
- لا تسيء الظن كثيراً...ربما يهدف المسؤولون عن تطبيق الأنظمة من خرقهم لها اكتشاف الثغرات التي تركها واضعوها!
پ ما الرابط بين تطور تقنيات الاتصال والتغير الاجتماعي؟
التغير سمة المجتمعات التقليدية وفي مجتمعنا تبدو تقنيات الاتصال مؤثراً رئيسياً ويكفي أن نعرف حجم التغير في السلوك الفردي والاجتماعي بجانبيه الإيجابي والسلبي مع كثافة حضور التقنيات الحديثة في أيدي الناس، وهو واضح في مجالات شيوع الانحرافات الأخلاقية والشكاوى من مخرجات وشبكة الانترنت والهواتف المحمولة. پ
پ الجدية الغربية تجاه شبكة الانترنت... لماذا لا نجدها في شبابنا؟
ليس كل الغرب جادين ولكن الجادين منهم يكون حضورهم أقوى واشد تأثيراً ونجاحات"قوقل"و"أمازون"و"ياهو"و"هوتميل"ومئات القصص في عالم التقنية هي في أساسها نجاحات أفراد تبنتها ورعتها المؤسسات الغربية فحققت كل النجاح الثقافي والعلمي والاقتصادي.پ
اليوتيوب الغربي أكثر نضوجاً... هل هناك باب لم نقرعه بعد ليكون لنا ذات الصفة؟
- نحن لا نقرع الأبواب في عالم التقنية بل نتسلق"المواسير الخلفية"، وموقع يوتيوب معرض ثقافات الشعوب ومسرح انجازاتهم، الغربيون التائهون كثر مثل تائهينا ولكن الأنشط عندهم هم من يقدمون أفضل ما لديهم. في مجتمعاتنا العربية نجد كثيرين منشغلين ببث النقائص والنقائض العربية.
پ مالك بن نبي ومحمد الجابري... هل يجعلان العقل في نعيم أم جحيم؟.
يختلف مع مشاريع هذين الرجلين كثير من الناس. ولكنهما يذكّران العربي بعقله الذي لا يعمل بكامل طاقته إلا لسك تبريرات الهزائم.پومالك بن نبي كتب قبل عقود طويلة عن"شروط النهضة"وشخّص حالة" القابلية للاستعمار"عندنا فخاصمناه حتى مات معدماً منسياً. أما محمد الجابري، فقد أكمل مشروعه الفكري عن العقل العربي في أربعة أجزاء وقدّم قراءته متضمنة تحديات مشروع الإصلاح بين ماض إسلامي وحاضر غربي داعياً إلى تحرير العقل ولعل انحياز الجابري للعقل وعدم وضوح توجهاته افقداه أنصار كثر.
الإرهاب والأمن السعودي
الإرهاب الالكتروني... موضة أم موجة عارمة؟
- والإرهاب الالكتروني في عصر المعلومات جزء من حقائق الحياة اليومية المعاصرة ولا جديد إلا الوسائل وفي عصر المعلومات بات كثيرون يرون الوجه التقني للعنف في الحياة المعاصرة من خلال شبكة الانترنت.
هل لدينا احترازات أمنية للحماية من الإرهاب الإلكتروني؟
لا شك أن المؤسسات الأمنية لديها الكثير من الاستعدادات التقنية والكفايات المدربة بدليل ما تحقق في السنوات الأخيرة من نجاحات. ولكن هل كل المؤسسات العامة والخاصة على ذات الكفاءة من حيث قدرات الصد والحماية فيما لو تعرضت البنية الالكترونية للتهديد.
هل تشعر أن وزارة الداخلية قدمت مشروعاً تثقيفياً للحد من الإرهاب؟
- ما لكم كيف تحكمون...! حضارياً اسأل لماذا تحمل وزارة الداخلية مع الملف الأمني ملف التوعية والتثقيف. وزارة الداخلية بحسب مهامها مؤسسة تنفيذية تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار وتوفير أسباب الطمأنينة في المجتمع من خلال مواجهة أشكال الجريمة، وحينما ظهر أهل الفتنة نفذت الوزارة مشروعاً فكرياً تثقيفياً طموحاً بالتوازي مع العمل الأمني السريع والكفءپ ورأينا ثمار برامج رعاية العائدين من مناطق الصراع، وبرامج المناصحة، وحملات التوعية العامة، والسؤال ماذا عملت وماذا تنوي أن تعمل بقية مؤسسات الدولة والمجتمع المعنية فعلاً بالفكر.
لماذا لغة برامج التوبة والمناصحة تتم بتقليدية بحتة؟
- هل هذا تساؤل أم حكم...! الذي المسه أن بناء الفكر المتطرف استغرقنا جيلاً كاملاً في الماضي ومعه تدخلت وتداخلت"محاضن"ومؤثرات كثيرة داخلية أو خارجية. يبدو لكثيرين أن ذات المحاضن الفكرية لم تشارك بجهد كاف في جهود المعالجة بل وتغيبت وترددت رموز مؤثرة مثلت تلك المرحلة المتوترة وبعض من تقدم تراه پيمشي على وجل أو خجل.
حرب أفغانستان هل كانت قاصمة الظهر لمجتمعنا؟
- بل كانت كاشفة الألغام التي زرعت لنا ونحن نسير بحسن نية أو بخطأ الحسابات. وكما تعلمنا من التاريخ فإن الشعوب الحية التي تتألم تتعلم پوفي حالة أفغانستان وغيرها حين جاء أوان الحصد عرفنا أن الشيطان وحده يكمن في التفاصيل.
في الحروب المعلوماتية ما هو السيناريو الأكثر تداولاً... عما يبحث القناص الالكتروني؟
- كل الخصوم في كل العصور لا يبحثون إلا عن الفرصة وغفلة الخصم ليتمكنوا من المباغتة، وعصر المعلومات هو عصر الفرص الكبرى، أما الغفلة فتتحقق حينما يغفل المسؤولون الفنيون عن تتبع إجراءات أمن المعلومات أو حين يصطدم مسؤول التقنية بمدير بيروقراطي يتعامل مع الأجهزة والبرامج بعقلية تأمين الأثاث وخرامات الورق.
المدونات والحجب
أغلقت كثير من المدونات، وحجز مدونوها... متى يكون التدوين نقمة على صاحبه؟
- في عصر الانترنت اكتشفنا أن للسلطة في كل دول العالم تقريباً كلمتها في كل كلمة تكتب، والمدون الذي يكتب قضيته في فم الضجيج لا يتوقع السكون. والمدونات كانت أشبه باتجاه Trend أو مزاج أقرب"للموضة"الالكترونية،پوهي الآن في مرحلة خفوت بعد سطوع نجم الشبكات الاجتماعية.پپپ
حجب المواقع... هل هو الخيار الأسلم؟
- أثبتت التجربة أن الحجب ظل أسلوباً ضعيفاً ضمن أساليب الإدارة الرسمية لإرضاء الضمير المجتمعي من باب سد الذرائع البيروقراطية، ولكن هذا الأسلوب أيضاً عكس قاعدة شرعية مستقرة، إذ جلب معه المفاسد ودرأ كثيراً من المصالح.
الإحباط... هل يطرق بابك كثيراً؟
- كثيراً وفي كل يوم تقريباً، ولكن خالقي كريم، إذ أكرمني بصحبة والدي هذا الرجل الفذ الذي استثمر في أبنائه وبناته كل عمره، فحصلوا على أعلى الشهادات. وأكرمني الله أيضاً بصحبة ماجدين كرام، وقبل ذلك كله وجدتپيقيناً به - جلت قدرته- قد جعل لي من كل ضيق مخرجاً ومن كل إحباط فرجاً. پ
هل تشعر بوجل لمستقبل أبنائك؟
- نعم وجيلنا هو المسؤول، فقد حملنا الأجيال القادمة إرثاً ثقيلاً من الملفات الكبرى والخصومات التي لا تلد إلا مثلها.
أما تزال تسيء الظن كثيراً بالبرمجة العصبية وأهليها؟
- نعم... وأتقرب إلى الله بذلك... والحمد لله أنها بدأت تتلاشى مع بدء اختفاء دكاكين بيع الشهادات المزيفة.
النفط لماذا جعلنا أكثر كسلاً؟
- ربما.ولكن ما يثير أن بعض أهلينا من عاربة ومستعربة الشمال يشاغبون علينا بمسمى"بترودولار"ويسموننا بعرب النفط، ونسوا انه"سلاح"المعركة وغوث الأخ المحتاج و ضيافة قاصد بيت الله ومنه فراش ولحاف ملايين المسلمين والبشر ممن استظلوا بخيمتنا. أموال النفط لم نقدم بها جيشاً إلى جار ولم نبعثرها على مشاغبي"أمم"الأرض باسم ثورة"خضراء"أو بدعة"حمراء".
ما الذي بقي لك من ملفات لم تنجز؟
- بقي تقصيري في حق خالقي الذي منح وأعطى. وهناك ملفات قليلة تنتظر، ولكنها مرهقة. وفي حياتي الشخصية أعاني انكسارات روح وهزائم قلب، وهناك كتبي الأربعة تنتظر تنظيمها للنشر. وبقي ملف انتظار ما لا يأتي وهو ما أرهق شبابي بالأمس، وهو وجعي اليوم وأنا أقف على ناصية العمر متأملاً كل ما مضى.
سيرة ذاتية
فايز بن عبدالله الشهري
المؤهلات والدرجات العلمية
- درجة الدكتوراه في تطبيقات الصحافة الالكترونية صاحب أول دراسة عربية.
- درجة الماجستير في مصادر المعلومات والأخبار على شبكة الإنترنت.
- بكالوريوس للعلوم الأمنية.
- دبلوم الدراسات العليا في الإعلام
- بكالوريوس الآداب ? قسم الإعلام
- دبلوم أساليب وطرق التدريس
- دورات أمنية متعددة في العمل الأمني الميداني
- دورات قوات متخصصة في الصاعقة والمظلات والتعامل مع المتفجرات
الخبرات العملية
- الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات المساعد
- مرشح المملكة للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات
- مدير مركز البحوث والدراسات بكلية الملك فهد الأمنية
- مدير إدارة العلاقات العامة بكلية الملك فهد الأمنية
- رئيس تحرير مجلة البحوث الأمنية المحكمة
- الأمين العام لجائزة التميز الإعلامي
النشاط البحثي والهيئات العلمية
- عضو هيئة تدريس بعدد من الجامعات في الداخل والخارج
- عضو ومحكم في عدد من المجالس العلمية ورئيس فرق بحثية ومشاريع علمية
- عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
- عضو الهيئة العلمية بكرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري
- عضو الهيئة العلمية لكرسي دراسات الإعلام الجديد
- عضو The Online News Association فرجينيا
- عضو جمعية الإنترنت الدولية California Internet Society
- عضو جمعية تعليم الصحافة ووسائل الاتصال الجماهيري AEJMC-Colorado


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.