خطوط الرجعة

عيون وقلوب الوسط الرياضي ستكون بكل ذبذباتها ظهر اليوم متجهة نحو العاصمة التايلندية، لمتابعة منتخبنا السعودي الأول في رحلته الشاقة بحثاً عن بطاقة الترشح عن مجموعته للمرحلة النهائية للتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال كأس العالم المقبلة بالبرازيل 2014.
من المؤكد أن الجهاز الفني للمنتخب وجميع اللاعبين شاهدوا لقاءات المنتخب التايلندي في الجولتين السابقتين أمام أستراليا وأمام عُمان، وهو أداء تكتيكي مكشوف يعتمد على تسليم الفريق المقابلة أكبر مساحة من الملعب يركض فيها بكل الاتجاهات دون الاقتراب من صندوق العمليات، وشن هجمات مضادة تعتمد على السرعة واستغلال الفراغات في المناطق الخلفية ومن ثم المباغتة المفيدة للمنتخب التايلندي والمربكة للمنتخب الخصم.
بنفس التكتيك لعب المنتخب التايلندي أمام منتخب استراليا على أرضه وبين جمهوره، ووجد المنتخب الاسترالي مشقة كبيرة في فك طلاسم المنتخب التايلندي الذي سجل هدف السبق، وتدخل الحظ في الدقائق الأخيرة ليحقق المنتخب الاسترالي التعادل ثم الفوز، وأمام منتخب عُمان ترك التايلنديون الملعب للمنتخب العُماني وبدت ملامح السيطرة العُمانية وكأنهم في طريقهم لتحقيق فوز سهل، لكن الهجمات المضادة التي يجيدها لاعبو تايلند احبطت المنتخب العُماني الذي اكتشف فجأة أنه متخلف بثلاثة أهداف بينما الأداء الفني يوحي بالتعادل بل الفوز لعُمان.
مساعد مدرب تايلند قالها صريحةً «سنرهق المنتخب السعودي بالهجمات العكسية، وسنكسب المباراة بسهولة تامة»، هذه رسالة واضحة لرياكارد ومقروءة بشكل جيد من لاعبي الخبرة في المنتخب السعودي، الذين لن تغريهم المساحات الشاسعة وسط الميدان، ولن يستنزفون جهدهم في الركض العشوائي، فالتعادل خارج الأرض مكسب كبير، وقد يتحقق الفوز للمنتخب السعودي وهذا ما نتمناه، لكن التعادل أيضاً يعطي الأخضر أفضلية الرد على ملعبه.
من المهم جداً عدم منح منتخب تايلند فرصة استغلال المساحات الخالية، فهي بطاقة مرورهم لمرمى المنتخب، ومن دون هذه المساحات يبدو المنتخب التايلندي في وضع يسمح لنا بتحقيق الفوز، أو التعادل في أسوأ الظروف، ومن المهم الاحتفاظ «بخطوط الرجعة» فالتفريط في هذه المباراة سيضعنا على حافة الخروج المبكر لأول مرة، وستكون حظوظنا بيد الآخرين.
المنتخب السعودي سيقدم أفضل عرض له هذا العام، وسيرد على مدرب منتخب تايلند ومساعده داخل المستطيل الأخضر بلغة واضحة تماماً، وسيسعد جماهيره فتفاءلوا بالخير تجدوه.
alhammadi1955@gmail.com
Twitter | @s 1964saleh