فشل 4 أطباء في إقناع جهة حكومية بأهمية إجراء دراسة عن سلس البول في السعودية، ما جعلهم يقصروا دراستهم على مدينة جدة بعدما تحملوا تكاليفها. وأوضح استشاري أمراض وجراحة النساء والمسالك البولية وجراحة الحوض الترميمية نائب مدير مستشفى النساء التخصصي في مدينة الملك فهد الطبية الدكتور أحمد البدر ل"الحياة"أنه قرر وزملاؤه إجراء الدراسة في جدة فقط بعدما تعثرت محاولاتهم في تلقي دعم من جهات حكومية بحثية لتقصي المرض في جميع أنحاء السعودية، مشيراً إلى أنها كشفت إصابة 40 في المئة من السعوديات بسلس البول، ما يعني أنهن يفقن المعدل العالمي للمصابات بنحو 10 في المئة. وشدد على أهمية معرفة حجم المشكلة بشكل دقيق حتى يمكن وضع الحلول العلاجية والوقائية في المناطق كافة، مضيفاً أن معظم أسباب إصابة النساء بسلس البول الحمل والولادة والتقدم في السن. وقال:"بعض النساء لا يخبرن أطباءهن لوجود اعتقاد خاطئ بأن السلس طبيعي وأن سبب الإصابة الولادات المتكررة وزيادة الوزن وكبر السن، إضافة إلى وجود عمليات في منطقة الأعضاء التناسلية والاعتقاد بعدم توافر علاج له". وتطرق إلى أن لمرض سلس البول آثاراً اجتماعية ونفسية واقتصادية خطرة إذ تؤثر في الطهارة وأداء الفروض الدينية والواجبات الاجتماعية. ولفت البدر إلى أن الفريق الطبي تمكن من استحداث طريقة جديدة في علاج المرض عبر تثبيت شريط من خلال شق بسيط في جدار المهبل فوق منطقة العانة بصورة دائمة، لتنمو الأنسجة عليه وتوفر دعماً للإحليل عند الضغط عليه أو عند الضحك أو السعال، مضيفاً أن الجراحة تجرى تحت مخدر موضعي أو عام، ونسبة نجاحها تصل إلى 90 في المئة على المدى البعيد. وأكد أن الفريق الطبي عرض هذه الدراسة على مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لدعمها في إجراء دراسة مماثلة على جميع مناطق السعودية إلا أنه فشل في الحصول على موافقة. لكن مدير المركز الإعلامي في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية منصور العتيبي شدد في اتصال هاتفي مع"الحياة"أمس على أن"المدينة"لا ترفض أي دراسة. وأضاف:"المدينة تستقبل الدراسات بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بحسب الأولوية، وفي كل عام نحدد أبحاثاً لدعمها، لأن هذا توجه وطني".