سجلت مكاتب السفر والسياحة في المملكة ارتفاعاً كبيراً في حجم الطلب على الحجوزات للسفر الى لبنان للسياحة خلال الصيف المقبل، وتجاوزت نسبة الحجوزات 90 في المئة، خصوصاً عقب استقرار الأوضاع وانتخاب رئيس جديد للبلاد. وقال رئيس اللجنة الفرعية لمكاتب السفر والسياحة في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض مهيدب بن علي المهيدب ل"الحياة"، انه عقب انفراج الأزمة اللبنانية واتفاق الدوحة وانتخاب رئيس للبنان أقفلت جميع مقاعد الرحلات المتجهة من الرياض الى لبنان لأول 45 يوماً من أيام الصيف المقبلة. وأضاف أن مكاتب السفر والسياحة شهدت طلباً كبيراً تجاوزت نسبته 90 في المئة، ما يشير إلى تغيير كثير من السياح وجهة سفرهم من شرق آسيا إلى لبنان. وأشار إلى أن استقرار لبنان سيسحب نسبة كبيرة من السياح المتجهين إلى القاهرة وأوروبا وشرق آسيا، خصوصاً في ظل تمتع السياحة في لبنان بميزات جيدة، من أهمها اشتمالها على الطابع الأوروبي السياحي، ومناسبة أسعارها للكثير من السياح، إضافة إلى الطقس الجيد والمطاعم الراقية. وبين المهيدب أن عدم استقرار الوضع في لبنان خلال العامين الماضيين، جعل الكثير من السياح يتوجهون إلى بلدان أخرى، بحثاً عن الأمن الذي يعتبر المعيار الرئيسي للسياحة، ولكن مع انفراج الأزمة اللبنانية نتوقع ان تشهد السياحة في لبنان هذا العام إقبالاً كبيراً ليس من السعودية فقط ولكن من مختلف أنحاء العالم. ولفت إلى أن شرق آسيا ما زالت تعتبر من الوجهات التي يتجه اليها السياح، ولكن يُتوقع أن يتراجع الاتجاه إليها، وأن تبلغ نسبة المسافرين اليها هذا العام 25 في المئة فقط، خصوصاً أن الكثير من الحجوزات لعملائنا من السعوديين سواء عوائل أم أفراد تتجه الى لبنان، مؤكداً أن العدد سيرتفع إذا ما استقرت النواحي الأمنية في لبنان خلال الأسابيع المقبلة. وأكّد المهيدب أن"الخطوط السعودية"و"خطوط الشرق الأوسط"ستطرحان رحلات إضافية، لتلبية الطلب الكبير للسفر الى لبنان خلال الصيف المقبل، إذ تشير الطلبات الكبيرة التي نتلقاها يومياً إلى ارتفاع حجم الطلب للسفر الى بيروت. من جهته، قال عضو اللجنة الفرعية لمكاتب السفر والسياحة في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض احمد بن محمد بن غيث، إن السياحة في لبنان مطلب كبير للسعوديين، وخصوصاً الطبقة الوسطى، ونشهد حالياً طلباً كبيراً وإقبالاً مرتفعاً للحجوزات، وهذا ما سيؤدي الى سحب عدد كبير من السياح المتوجهين إلى أوروبا والقاهرة وماليزيا. وأشار إلى أن الخطوط السعودية وخطوط الشرق الأوسط اتخذت استعداداتها لمواجهة الطلب على السفر الى لبنان، والذي تشير التوقعات إلى أنه سيفوق السنوات الماضية، ومن المؤكد أن تكون هناك رحلات يومية من كل من الرياضوجدة والدمام. ولفت غيث إلى أن توافر مقومات السياحة في لبنان هو العامل الرئيسي لجذب السياح إليها، مؤكداً أن الأسبوع الجاري سيُحدد استقرار الأوضاع في لبنان، في ظل ترقب الكثير من السياح اختيار الحكومة اللبنانية. وبين أن لبنان بلد جذب سياحي طوال العام وليس في الصيف فقط، خصوصاً أنها تتمتع بأجواء جيدة، وأسعارها معقولة مقارنة بالدول الأخرى، إضافة إلى توافر مقومات السياحة من فنادق ومطاعم وغيرها من متطلبات السياحة. ويأتي ذلك في الوقت الذي تشير فيه الاحصاءات الى أن موسم الصيف الحالي سيسجل رقماً يتجاوز 7 ملايين سائح سيتوجهون إلى الخارج، بمن فيهم المقيمين الذين يرغبون في قضاء إجازاتهم في دولهم والدول الأخرى، اضافة إلى أن السعودية تعتبر أكبر أسواق السياحة الخارجية.