حذّر إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور أسامة خياط المسلمين من جموح العواطف وعدم السماح لها بالتأثير على موازين القسط بين الناس والتعدي على حقوقهم أو الحط من أقدارهم فجاء الأمر في كتاب الله للعباد بأداء الشهادة على وجهها حتى لو تتطلب منهم ان تعود بالضرر على الشاهد أو على اقرب أقربائه من الوالدين وأقربائهم، لأن الحق حاكم مقدم على كل احد. وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة أمس إلى أن الله عز وجل حذّر من أن تحول العاطفة من دون المضي في إقامة حد من حدود الله كما أوجب التسوية في إقامة الحدود بين الشريف والوضيع والغني والفقير، مبيناً أن الحدود شُرعت لتحقيق المصالح ودرء المفاسد عن المجتمع فإذا رُفعت الحدود إلى السلطان حَرُم أن يشفع أي أحد في إسقاطها، مستعملاً جاهه أو ماله أو نفوذه، أما الخصومة في باطل فهي جناية وظلم للمخاصم والخصم للمجتمع كله، وأما ظلم المخاصم في باطل لنفسه فلأنه جعلها عرضة لسخط الله، أما ظلمه لمجتمعه فلأنه يحمل غيره على الاقتداء به في الخصومة بالباطل وغرس الشحناء والبغضاء وإشغال السلطات بالنظر في باطله وصرفهم بالنظر عن مصالح العباد فتتعطل بذلك مصالح الأمة كافة. ودعا إلى ضبط العاطفة وكبت جماحها حتى لا تتعدى حدود الله، محذّراً من الشفاعة وإسقاطها حداً من حدود الله والابتعاد عن المخاصمة في الباطل والترفع عن الإيذاء بكل صوره. وأكد انه كان حقاً على المسلمين كافة الأخذ على يد كل مخاصم في باطل، دفعاً لشره وحجزاً له ان يوبق نفسه بالظلم، وتلك هي نصرته كما قال صلى الله عليه وسلم:پ"انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إن كان ظالما كيف أنصره، قال تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره". وأوضح أن الطعن في المسلم ورميه بما ليس فيه انسياق وراء الهوى أو مجاراة لقريب أو مشاركة لصديق بالقدح في دينه أو أمانته أو عرضه أو بتتبع عوراته أو باغتيابه فإن ذلك من أشد الظلم وأعظم الجناية للمرء على أخيه المسلم، وكل ذلك محرم أشد التحريم وهو من أعظم الأضرار في المجتمع المسلم وإحداث تصدع في بنيانه والقضاء على وحدته.