رونالدو : أود أن يذكرني التاريخ لاعباً استثنائياً "مثقلاً" بالألقاب

النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو"بيضة ذهب"في مانشستر يونايتد، فلا عجب اذا أبدى المدرب الأسكتلندي اليكس فيرغوسون إستعداده لدفع 150 ألف جنيه استرليني نحو220 ألف دولار أسبوعياً من أجل الاحتفاظ به حتى عام 2014، وبالتالي قطع الطريق على طموحات ريال مدريد كلها لضمه.
ويتقاضى رونالدو حالياً 120 ألف جنيه أسبوعياً بعقد يمتد حتى 2012، لكن بامكانه أن يشتري ما تبقى من مدة هذا العقد في نهاية الموسم الحالي، وبالتالي الانتقال الى النادي الاسباني في حال أراد ذلك. لكن فيرغوسون يريد تجنّب هذا السيناريو وهو أعطى تعليماته لادارة مانشستر للعمل على صفقة جديدة يغلق من خلالها الباب على"الفريق الملكي".
ويتطلّع فيرغوسون لأن يكون"الفتى البرتغالي الذهبي"ركيزة أساسية في الفريق في الأعوام الثلاثة القبلة, و"هو أمر مريح".
ولعب رونالدو دوراً محورياً في ظفر فريقه بلقب الدوري المحلي ومسابقة دوري أبطال أوروبا بتسجيله 42 هدفاً خلال الموسم الماضي في مختلف المسابقات. ورأى فيرغوسون أن في استطاعة نجمه التفوق على ما حققه الموسم الماضي على رغم غيابه عن بداية الموسم الحالي بسبب اصابة في كاحله.
وفي المباراة أمام هال سيتي 4 ? 3 ضمن المرحلة ال11 من الدوري الإنكليزي، سجل رونالدو هدفين رافعاً رصيده الى 7 أهداف في 6 مباريات.
رونالدو مرشّح بقوة لحصد"الكرة الذهبية"، أحرز جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي وجائزة مجلة"أبولا"البرتغالية وتسلّمها أخيراً في مسقطه ماديرا. وتحدّث الى الصحافي المتخصص غافين هاميلتون وأكدّ أنه يريد أن يصنع التاريخ، لافتاً الى أنه"من الرائع أن أفوز بالحذاء الذهبي فهو شرف لي، لا سيما أنني لاعب جناح. فعادة، يفوز الهدّافون بهذه الجائزة. أنا سعيد كوني حصلت على هذه الجائزة ومسرور بأن يذكر إسمي إلى جانب أفضل اللاعبين. وأساساً أريد أن أكون جزءاً من عالم كرة القدم وليس في البرتغال فقط".
وأكدّ رونالدو 23 سنة سعيه الدؤوب ليكون"أحد أفضل اللاعبين على الإطلاق. فأنا في سن الثالثة والعشرين ولا تزال السنوات أمامي. أود أن يتذكرني الجميع كواحد من مجموعة أفضل اللاعبين الذين يفوزون بالجوائز والكؤوس والميداليات. أنا في صحة جيدة وأريد أن أربح في هذا الموسم وفي المواسم المقبلة مع مانشستر يونايتد ومنتخب البرتغال"، لافتاً الى أن تشكيلة منتخب بلاده مميزة"لكننا نحتاج إلى فرصة لنحرز لقباً كبيراً. وزاد:"أظن أن الأمر صعب لكنه ليس مستحيلاً".
واعتبر رونالدو أنه إختار تسلّم الحذاء الذهبي في ماديرا"حيث ولدت، وعائلتي تتحدّر من هذه المدينة. ولطالما كانت العودة إلى ماديرا أمراً مميزاً لرؤية عائلتي وأصدقائي. إنها مدينة رائعة وطقسها جميل وناسها طيبون وأنا فخور بإنتمائي لها. وسأعود للعيش فيها بعد الإعتزال. وبهذا الإختيار أكرّم فيها عائلتي ووالدي رحمه الله والجزيرة بأكملها".
مزاولة كرة القدم أولوية بالنسبة الى رونالدو، وتضخ في عروقه حيوية وحباً للتحدي. وهذا ما يسعى دائماً الى تأكيده في مانشستر يونايتد، مبدياً سعادته في هذا النادي العريق حيث"يكمن التحدي في اللعب في شكل أفضل دائماً. لذا، أحاول أن أبذل قصاراي علماً أنني أبحث أحياناً عن أمور مختلفة. لست أقول أنني أريد تحدياً جديداً في هذا الموسم لكن من الجيد بالنسبة إلي وإلى مهنتي أن أتعرف إلى أمور جديدة، وأن أفوز بجوائز أخرى. فهذا ما أحاول أن أفعله. فإن بقيت في مانشستر، سأحاول أن أفعل ذلك كله وأن أفوز بالكؤوس مجدداً"، موضحاً أن"وجود لاعبين جيدين من حولك يساعدك. وأظن أنني ألعب مع الفريق المناسب حالياً".
حلم البدايات
عندما شقّ رونالدو طريقه في ماديرا، كان يتطلع الى الاحتراف، لكنه لم يفكر في أن يصبح نجماً في مانشستر يونايتد في السن ال18،"كان الأمر رائعاً بالنسبة إلي، وأتذكر أنني عندما كنت شاباً، عُرضت عليّ فرص كثيرة وإستفدت منها. لعبت سنتين مع ناسيونال ومن ثم إنتقلت إلى سبورتينغ، وعندما جئت إلى مانشستر تطورت الأوضاع بسرعة فائقة".
ويلفت رونالدو الى أن حياته تبدلّت طبعاً"نحو الأفضل. أنا أقيم في منزل أفضل من الذي عشت فيه منذ عشرة أعوام، إلا أن ذلك لا يغيّر في طبعي وطريقة تفكيري وطموحاتي. لا أزال الشاب نفسه سواء كنت أملك مليون دولار في المصرف أو لا أملك فلساً واحداً. شخصيتي لا تزال هي ذاتها، أود أن ألعب كرة القدم وأن أستمتع بالحياة وهي لا تزال لعبة بالنسبة الي. هذا ما أحاول القيام به دائماً".
ويعزو رونالدو الفضل في ما حققه الى عائلته،"ولو لم تدعمني عندما ذهبت إلى لشبونة في سن الحادية عشرة لما أصبحت الآن كريستيانو رونالدو، اللاعب المحترف. فقد أعطتني والدتي هذه الفرصة. وقال لي والدي وشقيقتي إذا أردت هذه الفرصة لتحسن حياتك، فجرّب حظك. لو كنت في عائلة أخرى، ربما كانت ستُرفض الفكرة".
يقارن كثر شهرة رونالدو بشهرة نجوم الروك، غير أن الأمر سيان بالنسبة اليه على حدّ تعبيره،"يعرفني الجميع في أنحاء العالم. انها ناحية إيجابية ورائعة من جهة، وقد تكون سلبية من ناحية أخرى. ليس سهلاً أن تكون مشهوراً وعليك أن تبقى حذراً دائماً وهذا صعب للغاية. لكن يجب أن أفكر في مهنتي. هذا هو الأهم بالنسبة إلي. ولا يهمني ما يقوله الناس عن الأمور التي لا تتعلق بكرة القدم".
وفي معرض"دفاعه"عما تعرّض له من لوم من قبل مشجعين لمانشستر عقب إعلانه رغبته بالإنضمام الى ريال مدريد، قال رونالدو:"صرّحت بما أفكر فيه. أنا صادق ولا أخاف من شيء. ويعرف الجميع أنني عندما ألبس قميص مانشستر يونايتد أبذل كل ما في وسعي. أحاول أن أسجل هدفاً وأن أمرر الكرة في الوقت المناسب، وأن أقود الفريق نحو الفوز واُدخل البهجة الى قلوب أنصاره. أنا صادق دائماً وأنا محترف".
لكن ماذا ينتظر أن يقدّم رونالدو من إضافة فنية ومعنوية؟
ببساطة"يعتمد الأمر عما تبحث عنه. إذا كنت تبحث عن مزيد من الأهداف لن يكون الأمر سهلاً. ربما بإمكاني أن أسجل هدفاً في مرمى أي فريق في إنكلترا! سيكون الأمر صعباً إلا أن الأهداف ليست العامل الأهم. يُقدّر بعض اللاعبين الذين يساعدون الفريق وعندما يؤدون بروح جماعية. ولا شك في أن الأهداف مهمة لكن إن ساعدت الفريق، فسيستمتع الجميع بذلك وسيكونون مسرورين. هذا ما أحاول القيام به". ويتابع مفصلاً تطلعاته"يحترمك اللاعبون أكثر عندما تكون أكثر من مجرد عنصر في فريق. لقد حظيت بفرصتي. ليس من السهل أن تكون لاعب جناح، فهو مختلف عن الهدّاف. يملك الهداف فرصاً أكثر للتسجيل. وتعتبر هذه الجائزة مهمة لي ليعرف الناس أن كرة القدم قد تغيرت وأنا أول لاعب جناح يفوز بهذه الجائزة. ومن الجيد أنني ساهمت في هذا التغيير. وفي الموسم الماضي، حظيت بفرص أكثر لأكون لاعباً حراً وسجلت أهدافاً من الضربات الحرة وركلات الجزاء. وساعدني ذلك بعض الشيء".
"جنون"مانشستر سيتي... ولكن
واعتبر رونالدو الإستثمار الجديد في مانشستر سيتي"جنوناً"، بالإشارة الى مبلغ ال200 مليون جنيه الذي أنفقته"مجموعة أبو ظبي للتمويل للتطوير والاستثمار"لشراء النادي، خصوصاً أن"المال أحياناً لا يشتري افضل اللاعبين". وإستدرك متابعاً"غير أن التغيير قد يحصل في المستقبل على غرار التحّول الايجابي في تشلسي بعدما إمتلكه البليونير الروسي رومان ابراموفيتش."فربما يوسّع مانشستر سيتي مروحة المنافسة في الدوري الانكليزي، وهذا يفيد كرة القدم".
ويصف رونالدو مواطنه المدرب كارلوس كيروش ب"المهني"، مذكراً بفرصة العمل تحت إشرافه أربعة أعوام في مانشستر يونايتد حين كان مساعداً لفيرغوسون. ويضيف:"أعتبر كيروش مدرباً رائعاً وأنا أحب أن أعمل معه. أظن أننا نفتقد إلى جهوده في مانشستر لكننا ربحناه مع منتخب البرتغال، وعلى الاتحاد البرتغالي أن يوقع معه عقداً طويل المدى".
صُنع في ماديرا
بات المنزل المؤلف من غرفتين في كينتا فالساو بجوار فونشال عاصمة ماديرا، الذي ولد رونالدو وأمضى طفولته أرضاً قاحلة.
في الجوار الفقير، يزاول أولاد كرة القدم في الشارع. ويبدو أنه من الصعب السيطرة على الكرة بسبب الحفر، لكن الواضح أن موهبة رونالدو لا تزال مستمرة عبر الأزمنة.
ويتذكر السكان إبنهم المشهور بعاطفة. الجارة القديمة فاطمة ألفيس تقول أن رونالدو كان فتى حساساً، يبكي عندما تضيع الكرة منه.
ولا يزال النجم المتألق على إتصال مع الأشخاص الذين ترعرع معهم. وتكشف ألفيس أن إبنها"إنتقل إلى مانشستر ليهتم بتأهيل منزل إنتقاه رونالدو لسكنه. وحالياً تتولى تدبير منزله زوجة إبني وهي برازيلية الأصل".
قبل ثلاثة أعوام، توفي والد رونالدو دينيس وكان يعمل في تصليح الأدوات في ناد محلي في أندورينا، حيث لعب إبنه قبل أن يلقى إهتمام أهم ناديين في ماديرا، ناسينول الذي نافس ماريتيمو للحصول على توقيعه.