أحيا القاص والروائي عبدالحفيظ الشمري أمسية قصصية في نادي حائل الأدبي مساء الأحد الماضي، بدأت بقراءة عدد من القصص، ثم تحدث عن تجربته الأدبية والحياتية، مستعرضاً"صباحات ذابلة"ضمن المحور الأول"هاجس القرية - النشأة"وتمحور حول نشأة القاص القروية البسيطة، التي كاد أن ينضج فيها لولا أن لوحت له المدينة، معلنة بداية حياته العملية ورغباته التي يتبناها عقله وقلبه. بعد ذلك انتقل إلى"جسر يلملم الخطى"التي عبرت عما تضمنه المحور الثاني"هوس المدينة - الملاذ"حيث اجتذبه بريق المدن، قبل نحو ثلاثة عقود أو ربما رفضته القرى، أو أعتقته تلك التخوم النائية عن ضجيج الحياة لهرع للمدن وكأنها الملاذ. واختتم عبدالحفيظ قراءاته ب"الراعي الجسور"وهو ما تضمنه المحور الثالث"الصحراء - العودة المنابت". وأعقب القراءة والحديث عن التجربة مداخلات استهلتها زهرة الشمري، التي علقت على سوداوية الألفاظ في عموم قصص القاص، متسائلة: لماذا تلك السوداوية؟ وألا يستحق هذا الواقع نظرة أخرى؟ ويرى الشمري في رده، أن"الفرح والتفاؤل في الحياة، التي نعيشها ضيقان وكل ما نعانيه في العالم العربي لا يبشر بالخير"، متسائلاً: كيف ندعي الابتسامة ونحن أساساً مهزومون في تكويننا الإنساني". وأضاف، رداً على مداخلة أخرى رأت أن شخوص القاص الروائية والقصصية خارجة من صميم الشعبية والبدوية، مع أن القصة والرواية بنت المدينة قائلاً:"انه لا يمكن القول بأن المدينة هي من بنت العمل الروائي"، مرجعاً ذلك إلى أن القصة"تتكئ على الحكاية وعمل فني ربما نتعاطاه بشكل دائم". واستهل مهدي الشمري مداخلته حول منطقة حائل وحاجتها إلى إبداع يضع يده على جراحها في كل المجالات، ليؤكد عبدالحفيظ أن العمل الأدبي"لن يقدم شيئاً خدماتياً". وتساءل نائب رئيس النادي القاص عبدالسلام الحميد عن نادي القصة السعودي، وكيف انتهى وتحول إلى ذكرى؟ فرد الشمري مؤكداً: ان رئاسته للنادي جاءت قبل إغلاقه بوقت قليل، وإنه شارك"في مراسم دفن النادي في احدى الأمسيات في مركز البابطين في الرياض".