ما أن يذكر المرء الفنان"ليوناردو دافنشي"حتى يتذكر لوحة"الجيوكندا"الموناليزا زوجة"فرانسيسكو دي جيوكندا"، وهو رجل ثري ومتغطرس، ويبلغ من العمر ضعف عمر زوجته"الموناليزا"التي تنحدر من أسرة كريمة ومتدينة، وقد أخلصت له إخلاصاً عميقاً، ويعتقد أنه اشتراها بأمواله الطائلة، وتبعاً لذلك عليها أن تخضع له كما لو كان اشتراها من سوق الرقيق. كان الزوج المتغطرس يقيم الحفلات في قصره الفاخر، ويخلع على زوجته الشابة أثمن الثياب وأغلى المجوهرات للتظاهر أمام النساء أنه قادر على إسعادهن، ويقول بعض المؤرخين بأنه يأمرها بإعداد الطعام والشراب للنساء المدعوات من دون مراعاة لشعورها. لقد اتفقت الآراء على رأي محدد في ما يتعلق بطبيعة علاقة دافنشي بالشابة الجميلة، التي طلب منها رسمها بريشته فوافقت على ذلك، وقد استغرق في رسمها أربع سنوات، وكان يعتز باللوحة اعتزازاً خاصاً، وكانت رفيقة له في الحل والترحال، وقد أجرى بعض العلماء تجاربهم الكيماوية لاكتشاف سر الابتسامة التي اشتهرت بها صاحبة اللوحة، لكن محاولاتهم باءت بالفشل. إن الزائر لمتحف اللوفر بباريس لا بد له من رؤية لوحة الموناليزا، إذ يمعن النظر لعله يكتشف سر الابتسامة الغامضة التي تميزت بها اللوحة. يقول بعض المؤرخين والمؤلفين إن دافنشي قضى هذه المدة الطويلة في رسم اللوحة ليستمتع برؤية صاحبتها، إذ كان يتردد على قصر زوجها"فرانسيسكو"ويقضي ساعات عدة يطيل النظر إليها. لقد سرقت اللوحة مرتين، وهي ليست فقط اللوحة الأكثر شهرة لدافنشي، لكنها اللوحة الأكثر شهرة في العالم، الأمر الذي اقتضى حراستها باثنين من رجال الأمن.