يستوقف الزائرات إلى المدينةالمنورة لوحة عُلقت على أحد المطاعم، كُتب عليها"للنساء فقط"، بين عدد ليس بقليل من مطاعم متفرقة في شوارع المدينةالمنورة. بيد أن هذا المطعم كسر الروتين المعهود الذي غالباً ما يُقسم المطاعم إلى قسم للعائلات وآخر للعازبين من الشبان، إذ وجدت الزائرات والمواطنات في هذا المطعم مكاناً لا يشبه المقاهي النسائية وما تقدمه من خدمة بسيطة لزبوناتها، ولا المطاعم الأخرى، وإنما مطعم متخصص لا يستقبل سوى النساء. ولا يقف الأمر عند تخصيص زبائن المطعم بالنساء، إذ اختارت سيدة الأعمال صاحبة المطعم أبرار يوسف جودة نقل الثقافة الفرنسية إلى المجتمع المديني، من خلال هذا المطعم النسائي فرنسي النكهة والاسم. وبما أن المدينةالمنورة تستقطب شعوباً مختلفة، وثقافات متنوعة من مسلمي العالم، فربما تحول"وجبة هنية"- وهي ترجمة عربية للاسم - إلى مجمع ل"لفرانكوفونيات"، مستغلاً زيارة المطعم من زائرات أجنبيات ومواطنات أدركن مدى الاختلاف الذي تقدمه. خالفت جودة المتعارف عليه في المطاعم النسائية الجديدة والتي تقدم نوعية محدودة من الأطباق، فمعظمها يقدم أطباقاً تراثية أو محلية أو متخصصة في أطباق من بلد واحد، تقول:"مع كثرة المطاعم والمقاهي أصبح من الصعب التجديد، فالتشابه يظهر جلياً بتشابه ما يُقدم، فمن الاقتصار على الثقافة الأميركية في تقديم الوجبات السريعة، إلى الوجبات المكررة من الأصناف التقليدية، وان كانت عالمية كالأطباق المكسيكية أو الصينية. من هنا جاءت فكرة تقديم لائحة طعام غير متخصصة لبلد معين، على رغم أن الطابع الرئيس أو الثيمة للمطعم هو الطابع الفرنسي، والأطباق المميزة هي من الأطباق الفرنسية الشهيرة". وتؤكد جودة:"إن النطق باللغة الفرنسية يعتبر جديداً في مجتمعاتنا غير"الفرانكوفونية"، التي تجمع عدداً كبيراً من البلدان العربية عدا السعودية، وأعتبر أن هذه التجربة من الانفتاح الثقافي والمعرفي على الثقافات واللغات والتنوع مع الاحتفاظ بالهوية الأم، كما أن إجادة لغات أخرى غير الانكليزية تعتبر إضافة في مجتمعنا السعودي". وبحسب جودة فلأن عالم النساء يهوى التغيير والتجديد، فقد اتخذ"المطعم"من العالم النسائي طرازاً للتصميم وأسلوباً في الأداء، واستقلاليته ظهرت واضحة عن الأسلوب المتبع في المقاهي النسائية المنتشرة التي تكتفي بتقديم أنواع من القهوة أو أصناف خفيفة من الموالح، في حين اتبع أسلوباً تجارياً للترويج بهدف التنوع بين زحمة قوائم الأطعمة المنتشرة من دون تقليد لأي من المطاعم الأخرى، خصوصاً أنه للسيدات فقط، بغية الدفاع عن النوع، وبالتالي النظرة المنفتحة إلى العالم. وتضيف جودة:"المرأة المدينية امرأة متمرسة في المطبخ، كما هو معروف على نطاق المطابخ السعودية، وذواقة، لذا سعيت على أن تكون الأصناف مغايرة للمألوف، لأن من تريد الأصناف المحلية أو التقليدية لن تطلب تناول الطعام في المطعم، وإنما ستكون رغبتها مقصورة على وقت عدم رغبتها بالطبخ، خصوصاً السيدات الكبيرات في السن. وتشدد على أن"الفتيات يردن الأطباق الغريبة وغير المألوفة بحكم سنهن، لذا نحاول تقديم أصناف جديدة ومنوعة بطريقة تقديم فرنسية مبتكرة وممزوجة بالثقافة العربية المليئة بالألوان". اتبعت جودة آخر الصيحات الجديدة في الديكورات والتصاميم الحديثة، وظهرت بالدقة في اختيار ألوان نسائية مهدئة للأعصاب وفاتحة للشهية في آن، إضافة إلى إضفاء لمسة خضراء بواسطة النباتات... وفي ذلك تشير إلى أنها درست وناقشت الديكور والألوان مع متخصصين لمعرفة كيفية إراحة السيدة وترفيهها داخل مطعم.