أوصى المشاركون في أعمال"الملتقى العلمي الأول لرعاية الأيتام"، بإنشاء وحدة للإرشاد النفسي والاجتماعي في كل مؤسسة أو دار للرعاية الاجتماعية للأيتام، للعناية بهم نفسياً واجتماعياً ومساعدتهم، لتحقيق التوافق الشخصي مع ذواتهم والآخرين. ودعوا إلى"إنشاء قرى أطفال توفر رعاية متكاملة، لتكون بديلاً عن الأسلوب التقليدي لا سيما لمن لا يجد من يعوله". وأكدوا أمس في ختام الملتقى الذي نظمته الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام إنسان بالتعاون مع مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية في فندق الرياض انتركونتيننتال، أهمية دعم الأبحاث والدراسات المتخصصة عن واقع الأيتام الشرعي والنفسي والاجتماعي والتربوي لرسم خطط وبرامج نافعة لهم على أسس منهجية وعلمية، والإفادة من تجارب الدول الأخرى في هذا المجال. ورأى المشاركون ضرورة توسيع نشاط جمعية"إنسان"لتشمل مناطق السعودية كافة،"توجيهاً للجهد وتركيزاً للدعم المادي، والتركيز على رعاية الأيتام في سن 15 إلى 18 عاماً، نظراً إلى المخاطر التي يعيشها اليتيم خلال هذه الفترة". وحث المشاركون على توسيع قاعدة التدريب المهني والتقني لهذه الفئة باعتبار أن سوق العمل تحتاج إلى كوادر وطنية مدربة تدريباً عالياً لتغطية الاحتياج، ومساعدتهم على وضع أقدامهم بشكل قوي في طريق سوق العمل. وتطرقوا إلى أهمية التدريب المهني لأسرة اليتيم من خلال تعليم أفرادها بعض المهن التي تساعدهم في توفير لقمة العيش، والتنسيق مع المعاهد والمراكز التدريبية في توفير بعض المقاعد لأسرة اليتيم بسعر رمزي أو مجاني، للمساهمة في تخفيف العبء عليهم، وكذلك إنشاء مشاريع أسر منتجة لتعليم أسر اليتيم بعض المهن المناسبة له، إضافة إلى توفير برامج وأنشطة ذات طابع تثقيفي ومعرفي ومهاري لأم اليتيم. كما أوصى المشاركون بعقد دورات تدريبية من الهيئات العلمية كالجامعات والمؤسسات التربوية، لتطوير مهارات العاملين في مجال رعاية الأيتام، والتوسع في إيجاد الأسر البديلة والسعي لتعميمها وتطبيقها على الأسر مع أيتامها ودعم برامجها وتفعيلها وتدريبها على حل المشكلات النفسية والاجتماعية التي تواجه اليتيم. وشددوا على أهمية السعي لتخصيص جزء من موازنات الجمعيات والمؤسسات المعنية برعاية الأيتام لإنشاء أوقاف ومشاريع استثمارية لدعم مواردها المالية. وحثوا على إيجاد منح دراسية لليتيم وتأمين متطلباته الحياتية الأخرى كإعانة الزواج، وتفعيل مجالس رعاية الأيتام في كل منطقة وإنشاء ناد في كل مدينة أو قرية يهتم بالتربية وحل المشكلات التي يواجهها اليتيم، لاستكمال الدور الذي تقوم به الدور والجمعيات. ودعوا المؤسسات والجمعيات الخيرية إلى إنشاء دور لرعاية الأيتام والإفادة من تجربة مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية والتعاون بين جمعية"إنسان"والجمعيات الخيرية الأخرى، لإقامة مراكز الترفيه والمتابعة للأيتام. ولفتوا إلى أهمية تكثيف البرامج التربوية والترفيهية كحلقات التحفيظ ومراكز النشاط لليتيم، وإبداء مزيد من العناية والرعاية لليتيمات، وإنشاء المؤسسات التي تركز على العناية بهن، إضافة إلى تبني برامج صلة الرحم لربط اليتيم بأقاربه. وأوصى المشاركون في الملتقى بالسعي للتطوير الإداري والمالي للمؤسسات التي تعنى برعاية الأيتام، والإفادة من بيوت الخبرة المتخصصة في هذا الشأن، بحيث تكون لكل مؤسسة خططها الاستراتيجية والتنفيذية المحددة وفقاً لمعايير الجودة، وتأكيد تأهيل بعض المميزين من الأيتام إدارياً وفنياً، وتمكينهم من العمل في المؤسسات التي تعنى برعاية الأيتام. وكانت الجلسة الختامية للملتقى عقدت أمس برئاسة الدكتور عبدالرحمن بن سليمان الطريري، وشارك فيها الدكتور سعود بن ضحيان الضحيان?بورقة عمل بعنوان"قرى الأيتام"، كما شارك الدكتور سعد بن عبدالله المشوح بورقة عمل بعنوان"الإرشاد والعلاج النفسي للأيتام في المملكة"، فيما أدارت الجلسة في القسم النسائي الدكتورة الجازي بنت محمد الشبيكي، وشاركت الدكتورة أسماء بنت عبدالعزيز الحسين بورقة عمل، تناولت فيها سبل دعم أم اليتيم. وألقى الأمين العام للجمعية الخيرية لرعاية الأيتام إنسان الدكتور حمود البدر كلمة، أكد فيها أهمية تفعيل التوصيات والمقترحات واستمرار التعاون بين العاملين في مجال رعاية الأيتام والمهتمين بهذا الشأن. ... وتخصيص جائزة لأفضل بحث يعنى برعايتهم اقترح المشاركون في الملتقى تخصيص جائزة لأحسن بحث أو فكرة أو مشروع يعنى برعاية الأيتام على مستوى المملكة، مع العمل على تثقيف أفراد المجتمع لبناء اتجاهات ايجابية لديهم لقبول اليتيم والتعامل معه، وذلك من خلال البرامج التعليمية والتربوية والإعلامية، ورعاية الجوانب الإبداعية لدى اليتيم، وتخصيص جوائز للمبدعين منهم، وتنسيق الجهود التي تبذل لرعاية الأيتام من القطاع الخاص والجهات الخيرية والجهات الحكومية. ونبّه المشاركون إلى ضرورة التركيز على الاهتمام بأم اليتيم، وتعزيز دورها من خلال تكوين الجماعات المساندة، والتنسيق بين وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم لإيجاد برامج مشتركة تربوية وترفيهية لرعاية الأيتام. كما اقترحوا?جمع الفتاوى الشرعية المتعلقة باليتيم وذوي الظروف الخاصة وطباعتها ونشرها للفائدة التي ستعود منها لرعاية الأيتام، وحث القطاع الخاص على إنشاء أكاديمية تعنى بتدريب وتعليم الأيتام وذوي الظروف الخاصة.