أرجعت"أرامكو السعودية"نقص كميات الأسفلت إلى عدد من الأسباب بينها تسرب كميات إلى خارج المملكة في عمليات غير قانونية يقوم بها وسطاء يحصلون عليه من مقاولين سعوديين أساسيين، لبيعها بأسعار مرتفعة. وقال المدير التنفيذي للتوزيع وأعمال الفرض في"أرامكو السعودية"أحمد السعدي، إن"أرامكو السعودية"لا تقوم ببيع الأسفلت لوسطاء، وأشار إلى أن بعض المقاولين المتضررين من عملية تسربه إلى الخارج يطالبون بتشديد الرقابة، لمنع تهريبه. وأضاف أن حجم الطلب الحقيقي اليومي على مادة الأسفلت في المملكة يتغير بحسب طرح المشاريع الحكومية والمواسم. واكد أن"أرامكو السعودية"ملتزمة بتوفير الكميات المطلوبة لتغطية الطلب المحلي لمادة الأسفلت 60/70. واضاف أن الأسفلت يعتبر جزءاً من تشكيلة المنتجات البترولية، والتي يتم إنتاجها في المصافي التابعة للشركة، ونظراً إلى زيادة الطلب على هذه المادة من المقاولين، قامت الشركة برفع طاقتها الإنتاجية منه، إدراكاً منها، لضرورة رفع معدل الطلب المحلي، ولمعرفتها بأهمية هذا المنتج، لازدهار الوطن والمواطن على حد سواء. وذكر أن طاقة إنتاج الأسفلت في"أرامكو السعودية"تبلغ حالياً 51 ألف برميل في اليوم، 17 ألفاً منها تنتج في مصفاة رأس تنورة، و20 ألفاً في مصفاة الرياض، و4.5 ألف في مصفاة جدة، و9.5 ألف في مصفاة لوبريف 2 في ينبع. وتتم تغطية حاجات كل منطقة من أقرب مصفاة من مجموع المصافي الأربع المنتجة للأسفلت، وفي حال نقص الكميات المطلوبة لأي منطقة فإنه يتم تخصيص الكمية اللازمة من أقرب مصفاة. الذروة في الصيف وأوضح أن أشهر الصيف تشهد ذروة الطلب على الأسفلت، بنسبة زيادة قد تصل إلى 14 في المئة من متوسط الطلب على مدار العام، ويستفيد المقاولون خلال الفترة من شهر أيار مايو إلى أيلول سبتمبر من طول ساعات النهار وارتفاع حرارة الجو، الذي يعتبر مناسباً لأعمال الأسفلت، أما في فصل الشتاء فعادة ما ينخفض الطلب، بخاصة خلال مواسم هطول المطر، لذا تقوم"أرامكو"بالتنسيق مع مقاولي الطرق لتحديد حاجاتهم الفعلية خلال فترة الصيف، ومن ثم التنسيق داخلياً لزيادة الإنتاج خلال هذه الفترة. وقال إنه إذا حدث نقص خلال فترات ذروة الطلب على الأسفلت فإنه سرعان ما يعوض من خلال اتخاذ بعض الإجراءات داخل المصافي المسؤولة عن الإنتاج وتعويض هذا النقص. وقال السعدي إن من أبرز العوامل المؤثرة في تقلبات الطلب على الأسفلت في السوق المحلية تزامن تنفيذ عدد هائل من المشاريع الكبيرة في وقت واحد، أو قد يكون الأمر عائداً، لاختصار مدة تنفيذ بعض المشاريع الكبيرة قبل وقتها المتفق عليه بين الوزارة والمقاول، أو لاعتماد مشاريع إضافية غير مجدولة مسبقاً بسبب فائض الموازنة السنوي. ومن العوامل الأخرى الأحوال الجوية، وعدم وجود إمكان تخزين مادة الأسفلت من المقاولين، إضافة إلى السحب غير المنتظم من العملاء، إذ لوحظ أن عدداً من المقاولين لا يقومون بسحب الكميات المخصصة لهم بصورة منتظمة بسبب التأخير أو التغييرات التي تحصل في الجداول الزمنية الخاصة بمشاريعهم أو بسبب القيود المالية، وبالتالي يؤدي ذلك إلى تركز الطلب في الفترات القريبة من نهاية الجداول الزمنية للمشاريع. وعن مدى صحة النقص الكبير في إنتاج"أرامكو السعودية"من مادة الجلوتومين البيتومين الخاصة بالأسفلت، إضافة إلى توقفها تماماً عن تصنيع مادتي الرش واللصق الخاصتين بالأسفلت MC-1 و RC-2 وحقيقة قيام بعض المقاولين بتصنيع المادتين الأخيرتين بشكل بدائي، وهو ما خفّض الجودة في مشاريع السفلتة الأخيرة في مناطق المملكة ونقص عمرها الافتراضي، إلى جانب تأخر وتوقف العديد من مشاريع السفلتة. تغطية حاجة المشاريع وقال السعدي إن طاقة إنتاج الأسفلت البيتومين في"أرامكو"تغطي الحاجة الفعلية للمشاريع، كما قامت الشركة بإيقاف إنتاج منتجي MC-1 و RC-2، لأن إنتاجها لا يتعدى ألفي برميل في اليوم، وتمثل 15 في المئة من الطلب المحلي. وذكر أن هاتين المادتين كانتا تنتجان من مصفاة رأس تنورة فقط. وقد رأت الشركة من ضمن الفرص التي تتيحها للقطاع الخاص في المملكة، أن تشجع إنتاج هذه المواد من المصانع المحلية المنتشرة في جميع مناطق المملكة. وأكد أن هناك ازدياداً في عدد المصانع المنتجة لمادتي MC-1 و RC-2 بطاقة تزيد على حاجة السوق، مع العلم أن هذه المواد المستخدمة في سفلتة الطرق تنتج من تلك المصانع منذ فترة طويلة. وأشار إلى أن"أرامكو"تضمن جودة منتج الأسفلت البيتومين 60/70، حسب المعايير العالمية، والمتمثل في 5 في المئة من الخلطة الأسفلتية المستخدمة في إنشاء الطرق. وأشار أيضاً إلى أن"أرامكو السعودية"تستخدم معامل ومختبرات بمعايير دولية لإنتاج الأسفلت بجودة عالية، وهناك مواصفات معينة نطبقها للتأكد من تلك الجودة، ولكن مواصفات سفلتة وإنشاء الطرق على سبيل المثال تحتاج ليس فقط جودة مادة الأسفلت الأولية، لكنها تعتمد أيضاً على الطبقة التي توضع تحت مادة الأسفلت. وكما أن هناك أكثر من مادة توضع على الطبقة الطينية قبل وضع الأسفلت نفسه، إضافة إلى خلطه بمواد أخرى، كما أن مواصفات الخلطة التي تصنع أيضاً ودرجة الحرارة وظروف الإنتاج والتخزين السيئ، كل هذه عوامل تؤثر في جودة الأسفلت، وبالتالي تتسبب في رداءة الطرق. وأوضح أن تعدد عروض المقاولين ل"أرامكو"ساعد على خفض الأسعار، إلا أن جودة المشاريع المنفذة للشركة تتفوق على جودة المشاريع المنفذة للقطاعات الأخرى، وذلك لاختلاف الشروط، ووجود الإشراف المستمر على المشاريع". كما أن إصرار"أرامكو السعودية"على التوسع الكبير في تعدد العطاءات، والحصول على أدنى الأسعار والجودة في آن معاً هو أمر صحي، ومعترف به عالمياً، وهي بالنسبة إلينا طريقة منظمة ولا تطبق عشوائياً. ونفى أن يكون هذا الأمر أسهم في تراجع الأداء العام لإنجاز المشاريع في"أرامكو السعودية". تقديرات لكل مشروع وقال"لدى"أرامكو السعودية"إجراءات واضحة، وتقديرات لكل مشروع، وسواء أكان هناك انخفاض في الأسعار أم العكس، فإننا نناقش العروض، ونتأكد من اطلاع المقاول بشكل تام على جودة المشروع. واعتبر السعدي حرب الأسعار منافسة مشروعة، للحصول على أفضل العروض، لتنفيذ المشاريع. وأضاف:"هناك معايير وشروط مختلفة تضعها"أرامكو السعودية"في عقود مبيعات وإمداد المقاولين بكميات الأسفلت في المملكة، ومن ضمنها الالتزام بسحب الكميات المخصصة، إذ يتم قياس أداء العملاء من خلال مقارنة الكمية المخصصة الحصة بالمسحوبات الفعلية المبيعات".